ارتفعت وتيرة قصف الطيران السوري والروسي اليوم، الأربعاء 18 من كانون الأول، على مدينة معرة النعمان جنوبي إدلب، ما أدى إلى مقتل مدنيين، مع بقاء أكثر من 70 ألف مدني في المدينة.
ووثق “الدفاع المدني”، عبر “فيس بوك” اليوم، مقتل مدنيين اثنين وجرح خمسة آخرين في المدينة، كحصيلة أولية جراء غارات جوية من عدة طائرات حربية ومروحية تابعة لقوات النظام وروسيا، استهدفت المدينة وأطرافها بالتزامن مع رمايات صاروخية ثقيلة.
وأفاد مراسل عنب بلدي في إدلب بوقوع قتلى وجرحى من المدنيين نتيجة استهداف الطيران الحربي للسوق المدني في مدينة معرة النعمان، بينما كثفت قوات النظام القصف على المدينة وريفها منذ ساعات الصباح بمختلف أنواع الأسلحة (طيران حربي روسي وسوري، راجمات صواريخ، قصف مدفعي).
وتكمن أهمية معرة النعمان في موقعها الواقع على الطريق الدولي “M5” الرابط بين دمشق وحلب، والتعداد السكاني الكبير، إذ يبلغ 216 ألف نسمة لمعرة النعمان وريفها بموجب القرار 1378 الصادر عن وزارة الإدارة المحلية في سوريا في عام 2011.
وتعني سيطرة قوات النظام عليها خسارة مناطق أخرى، نظرًا لاتساع مساحتها الجغرافية، ويحاول النظام إفراغ المنطقة من الأهالي للضغط على قوات المعارضة نظرًا لتزايد عدد النازحين إلى الحدود السورية- التركية.
كما استهدف الطيران الحربي مبنى إدارة قطاع “الدفاع المدني” في معرة النعمان، ما أدى إلى أضرار مادية فيه (خراب المبنى والأثاث)، بالإضافة إلى تضرر مبنى طوارئ منظمة “بنفسج” الذي خرج عن الخدمة بعد القصف.
وقال مدير فريق “منسقو الاستجابة”، محمد حلاج، لعنب بلدي اليوم، إن الطيران الحربي يقصف الطريق الدولي شمال شرقي معرة النعمان بمجرد رؤية أي حركة عليه، منذ يوم أمس، في ظل تصعيد ممنهج على المدن الكبرى كمعرة النعمان، مشيرًا إلى ضرورة استخدام الطرق الفرعية البديلة من قبل المدنيين النازحين.
وركز النظام قصفه اليوم على أي شيء يتحرك في المدينة، إضافة إلى الطرقات، والأسواق، والتجمعات، وسيارات الإسعاف، ومراكز الدفاع المدني، بكل أنواع القصف من طيران حربي ومروحي ومدفعية ثقيلة في معرة النعمان وريفها، حسب تصريح مدير مديرية “الدفاع المدني” في إدلب، مصطفى حاج يوسف، لعنب بلدي.
ودعا ناشطون إلى وقف القصف على المدينة في ظل وجود أكثر من 70 ألف مدني حتى اليوم، ضمن “هاشتاغ”، “إدلب تحت النار”، وهي أرقام تؤكدها منظمة “الدفاع المدني”.
وتعرضت معرة النعمان لقصف متواصل من قبل قوات النظام بعد بدء الحملة العسكرية الروسية- السورية على ريفي إدلب الجنوبي وحماه الشمالي، في شباط الماضي، لكن وتيرة القصف تصاعدت على مناطق جنوبي إدلب، خاصة التي تحوي تجمعات كبيرة من المدنيين مثل مدينة معرة النعمان، كمحاولة ضغط للسيطرة على الطريق الدولي.
–