أرسلت القوات الأمريكية تعزيزات عسكرية جديدة إلى مناطق الحقول النفطية التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، شمال شرقي سوريا، وذلك بعد تصريحات من كبار القادة العسكريين الأمريكيين تشير إلى البقاء في سوريا لسنوات عديدة.
ودخلت القوات الأمريكية إلى محافظة دير الزور السورية، الليلة الماضية من معبر الوليد الحدودي مع العراق، متجهة إلى حدود النفط الواقعة جنوبي محافظة الحسكة بحسب مصادر محلية لوكالة “الأناضول” التركية.
كما تناقلت قناة “الإخبارية السورية” التابعة للنظام السوري، صورًا لعدد من الآليات الأمريكية، قالت إنها تمركزت على ثلاثة دوارات في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، (سينالكو، الإطفائية، وصباغ)، وذلك عبر موقعها الرسمي في “تويتر” اليوم، الأحد 15 من كانون الأول.
📸 تمركز عدد من آليات الاحتلال الأمريكي على ثلاث دوارات (سينالكو- الاطفائية – صباغ) في #الحسكة pic.twitter.com/pAGZZ836b2
— الاخبارية السورية (@alikhbariasy) December 15, 2019
وبحسب ما وصل لـ”الأناضول”، فإن قافلة التعزيزات اللوجستية مكونة من نحو 100 شاحنة، تضمنت مركبات رباعية الدفع، وسيارات إسعاف، وشاحنات محمّلة بالحافلات، وصهاريج الوقود.
وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أعلن في تشرين الأول الماضي، سحب القوات الأمريكية من المناطق التي تسيطر عليها “قسد” في شمال شرقي سوريا، ما أثار ردود فعل حزبية في الكونغرس، بحسب رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة.
ومع بداية العملية العسكرية التركية في شمال شرقي سوريا، في 9 من تشرين الأول الماضي، انسحبت القوات الأمريكية من بعض تلك المناطق، ليعود ترامب بعد عشرين يومًا، ويعلن بقاء قواته في سوريا، لأخذ حصتها من النفط، بعد القضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وعقب ذلك حصر رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، مارك ميلي، أعداد القوات الأمريكية التي ستبقى في سوريا بين 500 وألف جندي، عازيًا أسباب بقاء الجنود، لمراقبة تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا، بهدف تحقيق “الهزيمة بشكل كامل”، وذلك خلال لقاء مع شبكة “ABC” الأمريكية في 10 من تشرين الثاني الماضي.
“البنتاغون”: لن نخرج من سوريا لسنوات
وصرح كبار القادة المدنيين والعسكريين في وزارة الدفاع اﻷمريكية (البنتاغون)، في 11 من كانون الأول الحالي، أنهم ليست لديهم توقعات لنهاية قريبة للوجود العسكري اﻷمريكي في سوريا، وأن الوجود قد يستمر لسنوات عديدة، بحسب ما نقلته “واشنطن تايمز” الأمريكية.
وقال وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، ورئيس الأركان المشتركة، مارك ميلي، إن الجيش الأمريكي “مطلوب” في سوريا حتى القضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية” بشكل كامل، ولتحقيق هذا الهدف قد يستغرق الأمر سنوات، وجاء ذلك في شهادتهما أمام لجنة القوات المسلحة التابعة لمجلس النواب الأمريكي.
ومن وجهة نظر الجيش الأمريكي، قال المسؤولون إنه من الضروري الحفاظ على الوجود داخل سوريا من أجل جمع المعلومات الاستخباراتية التي يمكن استخدامها لإخراج الأهداف “الإرهابية”، مشيرين إلى أن هذه الاستخبارات والقدرات الأمريكية هي التي أدت إلى قتل زعيم تنظيم “الدولة الإسلامية”، “أبو بكر البغدادي”، على حد تعبيرهم.
وأوضح بعض المشرّعين أنه من الواضح جدًا عدم وجود استراتيجية واضحة وطويلة الأمد وثابتة في سوريا، ما يؤدي إلى تشويش واسع النطاق حول ما تفعله الولايات المتحدة هناك ومدة بقاء القوات الأمريكية.
وقال نائب الحزب الديمقراطي من ولاية كولورادو، جيسون كرو، إن “خلاصة القول أن هذه الإدارة ليست لديها حقًا سياسة شاملة في الشرق الأوسط، وفيما يتعلق بسوريا يبدو أنها مجرد سلسلة من القرارات المخصصة، تتعثر من قرار إلى آخر”، بحسب ما نقلته “واشنطن تايمز“.
بينما رد النائب عن الحزب الجمهوري من ولاية تكساس، وعضو لجنة القوات المسلحة ماك ثورنبيري، أن “الشرق الأوسط لا يسمح لك حقًا بالابتعاد عنه”، بحسب ما ترجمته عنب بلدي عن “واشنطن تايمز”.
وتجاهل إسبر كما ميلي اﻷسئلة التي تربط عودة القوات اﻷمريكية إلى سوريا بالنفط، وأكدا أنه لا علم ﻷي منهما بأي معلومات عن مخططات أمريكية للاستيلاء على النفط السوري.
وتسيطر القوات الأمريكية على أهم حقول النفط والغاز شرقي سوريا، ومن أهمها حقل “العمر”، الذي يعد أكبر حقول النفط في سوريا مساحة وإنتاجًا، يليه حقل “التنك”، الذي يقع في بادية الشعيطات بريف دير الزور الشرقي.
وتتمركز القوات البرية الأمريكية في سوريا منذ عام 2015، عندما أعلنت عن محاربتها تنظيم “الدولة الإسلامية”.
–