خضع أربعون طالبًا باختصاصات مختلفة لدورة الطب الرياضي الفيزيائي، التي أقامها المكتب الرياضي في المجلس المحلي لمدينة الباب شمالي حلب، بالتعاون مع أكاديمية العلوم الصحية.
وشملت الدورة شرحًا تفصيليًا عن الإصابات الرياضية وأنواعها وطرق العلاج الفيزيائي لبعض الإصابات، وتثبيت الكسور، والتعامل مع الإصابات الشديدة، وبعض الإصابات الشائعة، وإصابات تمزق الأوتار والعضلات، وطرق التعامل مع الرياضي وتأهيله، حسبما أوضحه بطل سوريا السابق بألعاب القوى، محمد الصالح لعنب بلدي.
وتم إعطاء محاور الدورة التي يومي 7 و8 من كانون الأول الحالي، على مراحل، مكنت المتدرب من التعامل مع أي مشكلة قد تحدث معه أو مع غيره.
كما تمت مراجعة وصقل معلومات لأصحاب الخبرة من حكام ورياضيين ومدربين ومعالجين أيضًا، وإضافة معلومات وخبرات جديدة لدى المتدربين الجدد، حسب الصالح، الحاصل على بطولة الجمهورية لثلاث سنوات متتالية بسباق 1500 متر.
المتدرب عثمان الغاوي، لم تكن لديه خبرة سابقة في الاختصاص، وأضافت له الدورة معلومات جديدة، مثل أسماء العضلات والأعصاب، وأسباب تعرضها للإصابات وطرق علاجها، عبر تدريب مقسم إلى قسم نظري وآخر عملي، حسبما تحدث به لعنب بلدي.
أهمية الطب الرياضي الفيزيائي
“يحتل الطب الرياضي الفيزيائي مكانة محورية في المنظومة الرياضية المحلية والعالمية، وبالتالي جب أن لا نكون معزولين عن العالم”، يقول الصالح.
ويضيف، “نحن في مرحلة التأسيس، وهي مرحلة حساسة، وبالتالي يجب مواكبة التطور السريع حتى لو بأبسط الإمكانيات، لأن المجال الرياضي يفتقر لكثير من الأمور الطبية”، حسب الصالح.
ويشير رئيس قسم العلاج الفيزيائي في أكاديمية العلوم الصحية، عقبة الأسود، في حديث لعنب بلدي، إلى أن أهمية الطب الرياضي الفيزيائي تكمن في تخفيف الألم وتسريع عملية الشفاء.
كما يسهم هذا الطب في تأهيل المريض للوصول إلى الأنشطة اليومية، وتحسين مرونة العضلات، ما يساعد في تقليل فترة العلاج، إضافة إلى التعامل السريع مع الإصابات المباشرة لمنع مضاعفات الإصابة ولسهولة شفاء وعودة اللاعب إلى الملعب، وإبعاد وهم خطورة الإصابات الرياضية.
فالإصابات الرياضية بسيطة وسريعة الشفاء إذا تم التدخل بشكل سريع، وتختلف عن الإصابات الحربية فزيولوجيًا بنوع الأذية، إذ تدمر الإصابة الحربية الخلايا أو تؤذيها بشكل مباشر أو غير مباشر، أما الإصابة الرياضية تنتج عن أذية احتكاكية أو تصادم أو كسر.
مراحل لاحقة لتطوير الطب الرياضي
يؤكد مدير مكتب الشباب والرياضة في مدينة الباب، الأستاذ وسيم الراجح، أن الهدف الأولي لبرنامج تدريب الطب الرياضي الفيزيائي، هو رفع الكفاءة لدى المتقدمين والإعداد ضمن منهاج علمي متقدم، إضافة إلى تخريج شباب على دراية في طرق إسعاف وعلاج الإصابات الرياضية قبل وأثناء وبعد النشاط الرياضي.
وسيتبع الدورة الحالية مستوى ثانٍ للمتدربين الذين اجتازوا المرحلة الأولى، وثالث أكثر تخصصًا لمن يجتاز المرحلة الثانية، حسب استراتيجية الدورات.
وكانت الدورة الأولى تثقيفية عامة عن الإصابات الرياضية وبعض الإصابات المباشرة في الملاعب، كطريقة الإسعاف المباشر لكافة أنواع الإصابات (رضوض، تمزقات، شد، تقلص، كدمة، التواء) الشائعة والتعامل معها، سواء من اللاعب نفسه أو من زملائه، أو الحكم المدرب.
أما المرحلة الثانية تتضمن علاج الإصابات الرياضية بعد العمليات الجراحية، بسبب تخوف اللاعبين الكبير من العمليات الجراحية، بعدم عودتهم إلى الملعب، وهذا اعتقاد خاطئ، فبعد العمليات الجراحية الصحيحة والعلاج الفيزيائي والتأهيل الصحيحين يمكن عودة اللاعب إلى الملعب، حسب المدرب.
واعتبر الصالح أن تأهيل الرياضيين هي مرحلة أولى يتبعها مراحل أخرى أكثر جهدًا وتكلفة، كتجهيز مراكز خاصة بالطب الرياضي (قاعات علاج رياضي خاص) وتدعيمها بالوسائل اللازمة.
إضافة إلى توفير طاقم طبي متخصص في هذا المجال بكافة مناطق شمالي سوريا، وإقامة ندوات خاصة لتوعية الرياضيين بأسس وقواعد الوقاية من الإصابات الرياضية، وإلزام كافة الأندية بإجراء الفحص الطبي الدوري للرياضيين على الأقل مرة واحدة في السنة.