شتاء قاسٍ على مخيمات الشمال السوري

  • 2019/12/15
  • 8:51 ص

أمطار غزيرة تقطع الطريق إلى مخيم "شام 2" جنوب غرب كللي بريف إدلب - 5 من كانون الأول 2019 (عنب بلدي)

عنب بلدي – إدلب

يواجه النازحون في مناطق شمالي سوريا ظروفًا صعبة بسبب الأحوال الجوية الباردة والسيول الناجمة عن الأمطار، وهو ما أدى إلى انقطاع طرقات وغرق مخيمات في مناطق متفرقة، بالتزامن مع التصعيد العسكري من قبل قوات النظام السوري والطيران الروسي في ريف إدلب الجنوبي.

الظروف السيئة التي يمر بها النازحون تجعلهم غير قادرين على الحصول على “الحد الأدنى” من الخدمات الأساسية كالمياه والحمامات وخدمات الرعاية الطبية، بحسب ما ذكرته “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، في تقرير نشرته في 13 من كانون الأول الحالي.

وعلّقت مديرية التربية والتعليم بإدلب الدوام في مدارس مجمع المخيمات في إدلب شمالي سوريا، بسبب حالة الطقس في المنطقة.

وأصدرت المديرية، في 14 من كانون الأول الحالي، بيانًا قالت فيه إن القرار جاء بسبب الأمطار الغزيرة والسيول في المنطقة، ما أثر على قدرة مدارس مجمع المخيمات، المبنية من الخيام أو التي تحوي سطحًا من الصفيح، على استمرار الدوام.

ومن جانبها، أعلنت الأمم المتحدة حاجتها إلى مبلغ 25 مليون دولار أمريكي من أجل مواجهة موجة الصقيع التي يواجهها الشعب السوري في الشتاء الحالي، بحسب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، فرحان حق.

وقال حق في مؤتمر صحفي، في 12 من كانون الأول الحالي، إنه بحسب تقديرات الأمم المتحدة يوجد ما يقارب ثلاثة ملايين شخص في سوريا بحاجة إلى مساعدة هذا الشتاء، لتلبية الاحتياجات المنقذة للحياة خلال الأشهر الأكثر برودة.

وأضاف حق أن الشعب السوري يواجه شتاء آخر، خاصة أن ملايين النازحين من النساء والأطفال والرجال يعيشون في المخيمات دون كهرباء وتدفئة، إلى جانب ارتفاع أسعار المواد الأساسية.

وأشار حق إلى الفيضانات التي حدثت في مواقع ومخيمات للنازحين شمال غربي وشرقي سوريا، منها 16 مخيمًا في محافظة إدلب، إلى جانب مخيم الهول في الحسكة.

وتسببت الأمطار الغزيرة، شمال غربي سوريا، بأضرار في مخيمات النازحين، وهو ما أدى إلى تشريد عشرات العائلات، بحسب تقرير نشره فريق “منسقو الاستجابة في سوريا”، في 10 من كانون الأول الحالي، قيّم من خلاله أوضاع المخيمات في الشمال السوري.

وبحسب التقرير، تضررت ثلاثة آلاف و126 عائلة نتيجة العواصف المطرية، بالإضافة إلى تشرد عشرات العائلات.

وفي أيلول الماضي، حذر فريق “منسقو الاستجابة” من وقوع كارثة في مخيمات النازحين بمحافظة إدلب، مع دخول فصل الشتاء، ونزوح آلاف المدنيين من ريف حماة الشمالي وإدلب الجنوبي.

ونشر الفريق بيانًا، في 7 من أيلول الماضي، ناشد فيه المنظمات والهيئات الإنسانية العاملة في المنطقة للعمل على تقديم المساعدة الفورية للنازحين القاطنين في المخيمات والتجمعات العشوائية في إدلب.

وازدادت أعداد المخيمات في فترة النزوح الأخيرة إلى 1153 مخيمًا يقطنها 936981 نسمة، بينها أكثر من 242 تجمعًا عشوائيًا غير مخدم، بحسب “منسقو الاستجابة”.

وطالب الفريق بالعمل على تأمين مراكز إيواء فورية للنازحين القاطنين ضمن المدارس التابعة للمجمعات التربوية، لإفساح المجال أمام الطلاب للعودة واستكمال العملية التعليمية في المنطقة.

ودعا الفريق إلى العمل على إصلاح الأضرار السابقة ضمن المخيمات وشبكات الصرف الصحي والمطري وتأمين العوازل الضرورية، لمنع دخول الأمطار إلى داخل الخيام، والعمل على رصف الطرقات ضمن المخيمات والتجمعات الحديثة والقديمة بشكل عام.

تصعيد عسكري

يترافق هطول الأمطار مع تصعيد عسكري شهدته مناطق إدلب وريفها خلال الأيام الماضية، راح ضحيته العشرات من الضحايا والجرحى إضافة إلى نزوح الآلاف.

وكثفت روسيا من هجماتها بالطيران الحربي والمروحي على بلدات ومدن ريف إدلب الجنوبي والشرقي.

وقال “الدفاع المدني” في إدلب، إن 21 مدنيًا قتلوا وأصيب 42 آخرون، بينهم 14 طفلًا وثماني نساء، جراء قصف الطائرات الحربية الروسية والسورية على بلدتي البارة وبليون وقرية ابديتا في جبل الزاوية، بالإضافة لاستهداف ثلاثة أسواق شعبية.

وتحاول قوات النظام منذ أسابيع التقدم إلى مناطق الفصائل على محور إدلب الشرقي والجنوبي بغطاء روسي، بينما تتصدى الفصائل لتلك المحاولات عبر هجمات عكسية في المنطقة، وكانت آخرها الجمعة الماضي بثلاث عمليات متفرقة.

مقالات متعلقة

مجتمع

المزيد من مجتمع