نشر 21 كاتبًا عربيًا، أغلبيتهم سوريون، قصصهم وقصائدهم في كتاب واحد تحت عنوان “المنفى، أصوات عربية جديدة”.
لا يبدو وقع كلمة “المنفى” غريبًا على العالم العربي، مع ملايين المنفيين من أوطانهم إلى دول اللجوء، وليست سوريا وحيدة في هذا المجال وليست استثناءً، ويمثل الكتاب حالة بوح إنساني لقصص اللجوء في أقسى صورها.
تتشابه حكايات اللاجئين، يتشابه الألم في تفاصيلها، وفي كتاب المنفى تلخيص لما حدث، باتباع ما يعرف بـ”أدب البوح”، ويحمل بين سطوره كل ما يعانيه السوري اليوم، من ألم الماضي وروتين الحاضر وقلق المستقبل، ولا تنفصل هذه الأزمنة الثلاثة عن الذاكرة المحملة بمزيج الحنين والألم.
يمكن أن يكون هذا وصفًا مختصرًا للكتاب الذي صدر في الدنمارك عن مؤسسة “SCREAMING”، بمبادرة من الكاتب الدنماركي أنس هاستروب، خلال العام الحالي.
ولعل الكلمات التي كتبها حازم صيموعة في قصته “الهروب إلى الحياة” تلخص الكثير من هذا البوح، “الموت ليس صديقًا لهذه البلاد يا أمي، هو زائر خفيف الظل يأتي ويرحل صامتًا على عكس موتنا غريب الأطوار، صاحب الممارسات الجنونية كأنه هارب للتو من مصح للأمراض النفسية”.
تحمل هذه الأصوات ألمًا سيجد ملايين العرب أنفسهم فيه، حتى لو لم يتعرضوا بشكل مباشر لتفاصيل الحكاية، لكن الألم يتصل بالأصدقاء والأقرباء والمعارف، ويمكن في أثناء القراءة أن يتخيل أي قارئ، شخصًا يعرفه في الحكاية.
ويتمتع الكتاب بأسلوب جديد في طريقة طرح الحكايات، أسلوب مباشر وبسيط يصل إلى قلب القارئ ومشاعره قبل عقله، أما القصائد فتنوعت ما بين البسيط والصعب.
تناول الكتاب موضوعات الوطن والحرب واللجوء والهجرة غير الشرعية والحياة في أوروبا، وهي تفاصيل يختبرها كل سوري منذ عام 2011، ولكل سوري حكايات مع عواصم ومدن العالم المختلفة، من بيروت إلى القاهرة ومنها إلى اسطنبول والمدن الأوروبية.
من المهم توثيق والتعبير عن هذه التجارب، فهذه الحكايات كلها صالحة لتتحول إلى أفلام سينمائية ومسرحيات، توثق مأساة الإنسان السوري، وتضيف للأدب العربي ككل، نوعًا جديدًا من الأدب، يضاف إلى الآداب الأخرى.