نزاعان بين “تحرير الشام” و”حراس الدين” في إدلب
عنب بلدي – خاص
عادت الخلافات بين “هيئة تحرير الشام” وتنظيم “حراس الدين” إلى الواجهة مجددًا، بعد أحداث بلدة محمبل في أريحا جنوب غربي إدلب، والاعتقالات المتبادلة بين الطرفين.
شهدت العلاقات بين “هيئة تحرير الشام” التي تنشط في إدلب، وتنظيم “حراس الدين” المرتبط بتنظيم “القاعدة”، نزاعين بارزين، منذ مطلع العام الحالي، شملا قضايا حساسة في المحافظة شمال غربي سوريا، بالإضافة لقضايا السلاح المتنازع عليه.
بين “الحراس” و”تحرير الشام”
التوتر الأول بين الفصيلين كان في شباط الماضي، بعد توسع “تحرير الشام” على حساب فصائل “الجيش الحر” في إدلب، وخطوات طرحتها “الهيئة” داخليًا لإدارة المنطقة، وإبعاد أي عمل عسكري من جانب النظام السوري وروسيا عن إدلب بذريعة “الحرب على الإرهاب”.
وتتمثل الخطوات بتشكيل جسم عسكري واحد بقيادة ضابط من الضباط المنشقين عن النظام السوري والملتحقين بـ”الجيش الحر” أو “فيلق الشام”، وأن يملك المجلس العسكري قرار السلم والحرب في الشمال السوري، وتحل “تحرير الشام” نفسها فيه، إلى جانب تشكيل حكومة مدنية بعد إجراء تعديلات على جسم “حكومة الإنقاذ”.
“حراس الدين” هاجم “تحرير الشام” بسبب تلك الطروحات، وطالب الفصيل بتسليم السلاح المتنازع عليه، وبدأت مرحلة من التوتر بين الفصيلين.
عقب السجال، في شباط الماضي، تعرضت سيارة تقل عناصر من “تحرير الشام” لإطلاق نار بريف إدلب، قبل أن يتوصل الفصيلان لاتفاق تشكيل محكمة تفصل بين الطرفين، ثم إلى اتفاق ثانٍ يوقف ما تم وصفه بـ “التحريش الإعلامي”، ويضبط مسألة انتقال العناصر بين الفصيلين.
نزاع في محمبل
نشب النزاع الأخير بين “تحرير الشام” و”حراس الدين”، بعدما داهم الأخير بلدة محمبل جنوب غربي إدلب واعتقل قياديًا في “تحرير الشام”.
وفي حديثه لعنب بلدي، قال مسؤول التواصل الإعلامي في “الهيئة”، تقي الدين عمر، حول النزاع، إن مجموعة تابعة لـ”حراس الدين” قصّت أبراج الكهرباء في منطقة جسر الشغور وسهل الغاب بهدف بيعها.
وأضاف أنه بعد عدة “تحذيرات ومحاولات” لمنع التنظيم من قبل مسؤول في فصيله اعتدت مجموعة تابعة لـ”حراس الدين” على أحد مقاتلي”الهيئة” في منطقة محمبل.
وداهم مقاتلو التنظيم بلدة محمبل، في 13 من كانون الأول الحالي، واحتجزوا القائد العسكري “أبو محمد ضياء”، المسؤول عن المنطقة في “تحرير الشام”.
أرسلت “تحرير الشام”، بحسب تقي الدين عمر، إلى “حراس الدين” لإجراء “جلسة قضائية” ولكن دون جواب، وأضاف أن فصيله تدخل “واعتقل المجموعة التي اعتدت على المقاتل لإحالتها إلى القضاء”.
وبعد مداهمة “حراس الدين” بلدة محمبل، اعتقلت “الهيئة” عددًا من عناصر التنظيم من بينهم “أبو عبد الرحمن الليبي”، قائد قطاع الساحل في “حراس الدين”.
ولم يعلق تنظيم “الحراس” على هذا النزاع وسببه، حتى لحظة كتابة هذا التقرير.
نزاع داخلي بسبب معارك حماة
خلال معارك حماة عاش تنظيم “حراس الدين” حالة من الانقسام على خلفية الموقف من المشاركة في المعارك إلى جانب فصائل المعارضة السورية، وتسبب هذا الانقسام في إنذار كل من قائد الفصيل “أبو همام الشامي” و”سامي العريدي” وطلب حضورهما إلى القضاء وفصل الشرعيين “أبو ذر المصري” و”أبو يحيى الجزائري”، بعد رفضهما القتال بجبهة جنوب حلب إلى جانب فصيل “أحرار الشرقية” المنضوي في صفوف “الجيش الوطني” معتبرين أن المعارك في ريف حماة وإدلب معارك تركية و”كفّروا المشاركين فيها”.
وسبق للولايات المتحدة الأمريكية أن استهدفت فصيل “حراس الدين” بشكل مباشر، مرتين على الأقل، الأولى في 30 من حزيران الماضي، في ريف حلب الغربي.
وأسفر القصف حينها عن مقتل قاضي الحدود والتعزيزات في التنظيم، “أبو عمر التونسي”، بحسب ما ذكره مصدر مطلع على شؤون الجماعة لعنب بلدي، إلى جانب القيادي “أبو ذر المصري” والقيادي “أبو يحيى الجزائري”، و”أبو دجانة التونسي”.
كما استهدفت طائرات أمريكية بناء من طابقين في بلدة كفريا بريف إدلب الشمالي، في 31 من آب الماضي، يعود لتشكيل “أنصار التوحيد” الذي يعتبر جزءًا من “حراس الدين”.
ما هو تنظيم “حراس الدين”؟
أعلن مقاتلون جهاديون في إدلب عن تشكيل “حراس الدين”، في شباط عام 2018، من اندماج سبع مجموعات عسكرية عاملة في المنطقة.
وبحسب معلومات عنب بلدي، يضم كلًا من مجموعات “جيش الملاحم، جيش الساحل، جيش البادية، سرايا الساحل، سرية كابل، جند الشريعة”، وفلول “جند الأقصى”، ويقودهم القيادي في “هيئة تحرير الشام” سابقًا “أبو همام الشامي”.
بالإضافة إلى قيادات “القاعدة” في مجلس الشورى الذي يضم: “أبو جليبيب طوباس” و”أبو خديجة الأردني” و”سامي العريدي” و”أبو القسام” و”أبو عبد الرحمن المكي”، وعددًا من القياديين السابقين في “جبهة النصرة” الذين رفضوا فك الارتباط بالقاعدة.
ويعتبر “حراس الدين” أحد تشكيلات غرفة عمليات “وحرض المؤمنين”، ويتركز نشاطه العسكري في الخاصرة الغربية من محافظة إدلب، وصولًا إلى الريف الشمالي للاذقية.
ويعتبر تنظيم “حراس الدين” منشقًا عن “هيئة تحرير الشام” بسبب رفض قيادييه فك ارتباط الفصيل بـ“تنظيم القاعدة”.
وهو أول فصيل عسكري في إدلب رفض الاتفاق الروسي- التركي بشأن محافظة إدلب، الموقع في أيلول من عام 2018.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :