حملة مقاطعات لجائزة “نوبل” بعد منحها لكاتب أنكر مجزرة في البوسنة

  • 2019/12/12
  • 12:39 م
الكاتب النمساوي بيتر هاندك يصافح ملك السويد كارل جوستاف أثناء حصوله على جائزة نوبل لعام 2019 خلال حفل توزيع جوائز نوبل في قاعة ستوكهولم للحفلات الموسيقية في ستوكهولم السويدية - 10 كانون الأول 2019 (رويترز)

الكاتب النمساوي بيتر هاندك يصافح ملك السويد كارل جوستاف أثناء حصوله على جائزة نوبل لعام 2019 خلال حفل توزيع جوائز نوبل في قاعة ستوكهولم للحفلات الموسيقية في ستوكهولم السويدية - 10 كانون الأول 2019 (رويترز)

قاطعت عدد من الدول والشخصيات العالمية حفل جائزة “نوبل”، التي تمنح لعدة فئات من قبل المؤسسات السويدية والنرويجية تقديرًا للأكاديميين والمثقفين لتقدمهم العلمي، وذلك على خلفية منحها لكاتب نمساوي ينكر بآرائه إبادة جماعية اُرتكبت في البوسنة.

أبرز المقاطعين: مثقفون مصاصو دماء

وشكر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، القادة السياسيين الذين قاطعوا حفل جوائز “نوبل”، بعد أن مُنحت للكاتب النمساوي بيتر هاندكه، الذي ينكر وقوع إبادة جماعية في مدينة سريبرينيتسا البوسنية.

وجاء ذلك في كلمة أردوغان أمس، الأربعاء 11 من كانون الأول، بالاجتماع الدولي التشاوري النسائي السادس في الإدارات المحلية، بالعاصمة أنقرة، بحسب وكالة “الأناضول“.

ووصف أردوغان هاندكه بأنه ممثل “مجموعة مثقفين مصاصي دماء”، معتبرًا أن هذا ما أثبتته الجائزة عندما منحت له، وتابع قائلًا، “باسمي وباسم الشعب التركي أشكر جميع القادة السياسيين الداعمين لهذا الموقف المشرف (مقاطعة حفل جوائز نوبل)”.

وخاطب أردوغان مانحي الجائزة لهاندكه، بأنها ليست نفس الجائزة التي منحت لعالم الكيمياء التركي عزيز سنجار، والروائي أورهان باموق.

كما أعلنت الصحفية السويدية كريستينا دوكتريه، نيتها إعادة ميدالية نوبل التي حصلت عليها ضمن الفريق الصحي التابع لقوات حفظ السلام الأممية عام 1988، احتجاجًا منها على منح الجائزة لهاندكه.

وشاركت دوكتريه، في 10 من كانون الأول الحالي، في وقفة احتجاجية بالعاصمة السويدية ستوكهولم، لنفس السبب.

وفي كلمتها خلال الفعالية، قالت إنها كانت تفخر بالأكاديمية الملكية السويدية للعلوم التي تمنح الجائزة، إلا أنها الآن تشعر بـ”الخجل والذنب”.

وشهدت الصحفية الفترة التي وقعت فيها “المجزرة الجماعية” في البوسنة قبل 27 عامًا من الآن، موضحة أنها لن تحمل نفس الجائزة التي منحت لكاتب ينكر هذه المجزرة.

وقاطعت كل من ألبانيا والبوسنة وكوسوفو وكرواتيا ومقدونيا الشمالية وتركيا وأفغانستان، حفل توزيع الجوائز، وشجب بعض قادة تلك البلاد منح الجائزة للكاتب النمساوي.

وقالت كرواتيا، في بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية، إنها ستنضم إلى قائمة الدول المقاطعة لجائزة “نوبل”، ولم تشارك في حفل تسليم الجوائز الذي أقيم، في 10 من كانون الأول الحالي.

موقف جدلي: البوسنيون قتلوا أنفسهم

ومنحت “الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم” الكاتب النمساوي بيتر هاندكه، جائزة نوبل في الآداب، في 10 من تشرين الأول الماضي، وتسلمها في 10 من كانون الأول الحالي في حفل للجائزة.

وتعرضت الأكاديمية لانتقادات واسعة لمنج جائزة نوبل في الأدب لهاندكه لتضامنه مع الرئيس الصربي، سلوبودان ميلوسوفيتش، وزيارته خلال محاكمته أمام محكمة جرائم الحرب التابعة للأمم المتحدة في لاهاي، ثم حضور جنازته بعد أن توفي عام 2006.

وزعم هاندكه أن البوسنيين قتلوا أنفسهم ورموا التهمة على الصرب، مؤكدًا أنه لا يؤمن إطلاقًا بارتكاب الصرب للمذبحة في سريبرينيتسا.

ما هي المجزرة التي ينكرها؟

وتعد “مجزرة سريبرينيتسا” أكبر مأساة إنسانية وقعت في أوروبا عقب الحرب العالمية الثانية (1939ـ 1945)، نظرًا لحجم العنف والمجازر والدمار الذي تخللها.

وفي 11 من تموز 1995، لجأ مدنيون بوسنيون من سريبرينيتسا إلى حماية الجنود الهولنديين، بعدما احتلت القوات الصربية بقيادة راتكو ملاديتش المدينة، غير أن القوات الهولندية، التي كانت مشاركة ضمن قوات أممية، أعادت تسليمهم للقوات الصربية.

وراح ضحية تلك المجزرة أكثر من ثمانية آلاف بوسني من مختلف الأعمار والأجناس.

نبذة عن جائزة نوبل

سميت الجائزة بـ”نوبل”، تيمنًا بالصناعي والمخترع السويدي ألفريد نوبل، أسسها في عام 1895، وذلك ظنًا منه بأن يكفر عن اختراعه للديناميت، والجائزة عبارة عن مبلغ مالي ضخم حدد منذ عام 1901 بحوالي خمسة ملايين كرونة (مليون دولار أمريكي).

وتمنح الجائزة وفقًا للإنجازات المتميزة في مجالات الأدب والسلام والاقتصاد والطب والعلوم، وكانت أول جائزة “نوبل” من نصيب هنري دوناننت الذي شارك في تأسيس الصليب الأحمر عام 1901، كما فازت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بثلاث جوائز سلام.

وتوزع الجوائز في مدينة ستوكهولم السويدية، باستثناء جائزة “نوبل للسلام”، ويقام الحفل السنوي لتوزيع الجائزة في العاشر من كانون الأول من كل عام، الذي يوافق ذكرى وفاة مؤسسها ألفريد نوبل، وتسلم الجوائز للفائزين بعد عدة أيام من إعلان النتيجة، حيث يسلم ملك السويد جميع الجوائز للفائزين.

بينما تمنح جائزة “نوبل للسلام”، في احتفال يقام في أوسلو في النرويج، في نفس التاريخ، ويعود السبب في ذلك الفصل إلى الاتحاد الذي كان قائمًا بين السويد والنرويج تحت ما يسمى “الاتحاد النرويجي السويدي”.

ومن الممكن أن تحجب اللجنة المشرفة على جوائز نوبل جائزة معينة إذا لم تجد شخصًا جديرًا للفوز بها.

مقالات متعلقة

دولي

المزيد من دولي