طلاب المدارس.. بين التحدي والآلام!!
جريدة عنب بلدي – العدد 33 – الاحد – 7-10-2012
مع بداية العام الدراسي الجديد في سوريا، يتوجه من بقي من طلابنا أحياء وخارج السجون إلى مدارسهم وفي عيونهم كل الإصرار أنهم سوف يتابعون عامهم الدراسي الجديد بكل جدٍ ونشاط وبأنهم لن يتخلوا عن مدارسهم بيتهم الثاني مهما فعل النظام، وأنهم برغم كل ما عانوه ومروا به من آلام ومآسٍ فإنهم أكثر إصرارًا على متابعة مسيرتهم الثورية.
إصرار وتحدي..
رغم القصف الذي استهدف مدارس المدينة وأغلب مدارس سوريا، إلا أن الطلاب عادوا إلى مدارسهم لكي يثبتوا للنظام أن ثورتنا ثورة ثقافة وحضارة. ورغم كل الأساليب الوحشية التي مارسها النظام في العام السابق بحق الطلاب من اعتقالات ودهم للمدارس والعبث بها وتخريب أثاثها والإساءة للمعلمين والطلاب، يعود الطلاب إلى مدارسهم يحملون الأمل بالحرية وعلى وجوههم ترتسم بسمة النصر، عادوا لكي يثبتوا للنظام أنهم جيل الثقافة جيل الحضارة وأنهم هم الذين سوف يبنون سوريا الحرة…
طالبة بين الدراسة والآلام …
م. ش. طالبة في المرحلة الثانوية تصف لنا مشاعرها وأحاسيسها مع بدء العام الدراسي الجديد: عندما بدأ العام الجديد واستلمت الكتب، كان أول شيء فكرت فيه هو: كيف سأدرس ولي أصدقاء استشهدوا؟! كيف سأستطيع أن أفتح هذه الكتب وغيري من الطلاب في سواد أقبية السجون الأسدية؟ كيف لي أن أدرس وهناك طلاب في مدن أخرى ليس لديهم مدارس يدرسون بها بعدما قصفها جيش الأسد وقوات أمنه؟ سألناها: هل هذه الأشياء التي تفكرين بها ستجعلك غير متحمسة للدراسة أذًا؟ وهل ستتركين الدراسة وتمتنعي عن الحضور إلى المدرسة حتى نتخلص من هذا النظام؟ فأجابت: في بداية الأمر لم أكن متحمسة للدراسة، وكنت أعتقد أنه سوف تُغلَق المدارس بسبب القصف المستمر الذي تشهده مدينتي داريا وباقي المدن السورية، وخصوصًا بعد الذي شاهدته أثناء مجزرة داريا الكبرى، ولكن الحياة يجب أن تستمر وسنعود أقوى من السابق بإذن الله رغم كل الألم الذي رأيناه والآسى الذي عشناه والظروف التي مررنا بها…. وأضافت: أصبحت أوقن أن ثورتنا ستزهر بعلمنا ودراستنا، فجيلنا هو الذي سوف يبني سوريا ويجب أن نعمرها بالثقافة والفكر والعقل المتفتح.
هذا هو واقع طلاب داريا، ألم ممزوج بالأمل، تحدٍ وإصرار حتى النصر… فمن الذي يستطيع أن يقف في وجه إصرار هؤلاء الطلاب؟!.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :