عنب بلدي – خاص
سيطر مقاتلو جيش الفتح الخميس (28 أيار) على مدينة أريحا في ريف إدلب، عقب اشتباكات عنيفة جرت في محيطها، لتنسحب بعدها قوات الأسد مدعومة بميليشيات حزب الله اللبناني إلى بلدة أورم الجوز غرب المدينة.
وأفاد ناشطون أن جيش الفتح بدأ قصفًا تمهيديًا مساء الخميس على مواقع قوات الأسد داخل المدينة وعلى حواجز قرية معترم المحاذية، وسط حشود عسكرية كبيرة بغية اقتحامها من ثلاثة محاور.
بدوره قال المرصد الموحد لغرفة عمليات جيش الفتح في أريحا بعد سيطرته على المدينة، إنه أسرعددًا كبيرًا من جنود الأسد وعناصر حزب الله اللبناني، مشيرًا إلى أنه اغتنم العديد من الأسلحة النوعية.
من جهتهم أشار ناشطون إلى نزوح عدد كبير من أهالي المدينة باتجاه الحدود التركية عقب تحريرها، خوفًا من حملات القصف العشوائي التي تشنها عادةً قوات الأسد بعد خسارتها للمناطق التي تسيطر عليها.
ولم يُخف رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، استغرابه من سقوط المدينة بيد المعارضة مشيرًا «كان الهجوم خاطفًا ولم يستغرق إلا بضع ساعات؛ لقد تجمعت في المدينة كل القوات التي انسحبت خلال الأسابيع الأخيرة من مدينتي إدلب وجسر الشغور ومعسكري القرميد والمسطومة».
وتابع «الثوار» تقدمهم في المنطقة ليسيطروا على بلدة معترم القريبة من أريحا، وسط اشتباكات عنيفة في محيطها وقصف جوي على جبل الأربعين، ويُتبعوها ببلدتي كفرنجد و أورم الجوز صباح الجمعة (29 أيار).
ويسعى جيش الفتح بعد سيطرته على بلدة أورم الجوز إلى متابعة طريقه على «الشريان» الممتد قرابة 30 كيلومترًا من أريحا إلى فريكة في الغرب، متجهًا نحو قرى بسنقول ومحمبل إضافة إلى حواجز المعصرة والقياسات، التي تعتبر أهم حواجز نظام الأسد في المنطقة.
وبعد التقدم الذي أحرزه جيش الفتح في ريف إدلب يبقى أمامه مطار أبو الظهور العسكري، الذي يبعد قرابة 55 كيلومترًا شرق مدينة أريحا، وبعض الحواجز العسكرية بين جسر الشغور وأريحا، بالإضافة إلى قريتي الفوعة وكفريا، ليحكم سيطرته بشكل كامل على محافظة إدلب.
وكان جيش الفتح بدأ سلسلة عملياته في المحافظة نهاية آذار الماضي، تمكن على إثرها من تحرير مدينة إدلب بالكامل وتقدم إلى مدينة جسر الشغور ثم باتجاه معسكر القرميد وصولًا إلى المسطومة وأريحا، المعقل الأخير لقوات الأسد في المحافظة.
ويرى محللون أن إحكام السيطرة على محافظة إدلب يجعل قوات المعارضة قريبة جدًا من الساحل السوري، المعقل الرئيس لقوات الأسد التي تعاني خسائر كبيرة مؤخرًا على العديد من جبهات القتال في سوريا.
وكانت أريحا أعلنت انتفاضتها بداية الثورة السورية في 15 نيسان 2011، لتدخلها قوات الأسد في العاشر من حزيران 2011 وتفرض عليها طوقًا أمنيًا لأكثر من سنتين، لتعود وتعلن فصائل المعارضة في 19 آب 2013 بدء معركة «كسر القيود عن أريحا الصمود» وتسيطر على المدينة في 23 آب 2013، وتضطر للانسحاب بعد أيام جراء القصف المكثف على أحيائها.
تتبع أريحا لمحافظة إدلب وتعد واحدة من أجمل المدن السورية بطبيعتها الساحرة، فهى ملتقى الطرق بين اللاذقية وحلب، ويحدها من الشمال مدينة إدلب ومن الغرب مدينة جسر الشغور، ومن الجنوب مدينة معرة النعمان، ويتجاوز عدد سكانها 60 ألف نسمة، وتعد من أقدم المدن السورية، كما تشتهربزراعة الكرز والتين والعديد من الأشجار المثمرة والمحاصيل الزراعية.