جرح يتجدد… الشهيد محمد السيد
جريدة عنب بلدي – العدد 33 – الاحد – 7-10-2012
«سعيد السيد» شهيد ارتقى في يوم السبت الدامي من شهر شباط عندما ارتكبت قوات النظام مجزرتها الأولى في داريا التي تلت جمعة «عذراً حماة سامحينا». يومها دخل عناصر الأمن والشبيحة إلى معمله ليجدوا فيه مصابًا فقتلوا المصاب وأطلقوا النار على «سعيد» بعد أن اتهموه بمساعدة الجرحى!! «سعيد السيد» شاب متزوج لديه أربعة أطفال ثلاث توائم بعمر السنة وطفل عمره سنتين ونصف..
وتتوالى الأيام ليأتي ذاك اليوم وتدخل قوات النظام المدينة من جديد وترتكب فيها مجزرة أخرى وتحصد أرواح المئات من أبناء المدينة يوم مجزرة داريا الكبرى 25 آب 2012. ومن بين هؤلاء أخوه «محمد السيد» البالغ من العمر أثنتين وأربعين سنة!! أمهما التي فقدت بذلك ابنها الثاني وتجدد الألم في صدرها حمدت الله وهي تقول لنا «رضينا بالأول بس كانوا يتركولنا الثاني.. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!»
محمد موظف في طوارئ الكهرباء في داريا… تقول زوجته: عندما داهم عناصر الأمن والجيش لبيتنا سلّم ضابط على زوجي وأمسك بيده وقال له «شلون عزماتك؟» فأجابه زوجي: «الحمد لله»… بقي ممسكًا بيده وجرّه بقوة إلى الخارج… لحقته أنا وابنتي نستجدي ونتوسل الضابط كي يتركه، فأجابنا: «هادا لمصلحة البلد ولتطهير داريا من العصابات المسلحة!!»، وصرخ بوجهنا فدخلنا المنزل مذعورتين… بعد ساعات جاءتنا المفاجأة لقد قتلوه!…
محمد أبٌ لفتاة وحيدة.. مدللة اعتادت أن تكون بقرب أبيها وأن يكون بجانبها على الدوام. لم نستطع أن نسألها أي شيء، فحزنها على والدها يفوق كل تصور.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :