عقد حزبيون وبرلمانيون موالون للنظام السوري، اجتماعًا مع مسؤولين من “الإدارة الذاتية” الكردية في مدينة القامشلي، حضره الرئيس السابق لحزب “الاتحاد الديمقراطي”، صالح مسلم.
وجاء هذا الاجتماع، بعد زيارة سريعة أجراها رئيس “مكتب الأمن الوطني السوري”، علي مملوك، للقامشلي التقى خلالها وجهاء عشائر عربية، وطالبهم بسحب أبنائهم من صفوف “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
وضم الوفد القادم من دمشق، أمين عام “حزب الشعب”، نواف الملحم، ومنسق “لجنة متابعة الحوار الوطني” التابع لـ “حزب البعث العربي الاشتراكي”، فيصل عزوز، وأعضاء في مجلس الشعب السوري، وفق صحيفة “الوطن” المحلية.
وقدّم الوفد، للشخصيات الكردية، أمس السبت، مشروع “الإدارة المحلية” الموجود في الدستور السوري لعام 2012، لتدار المناطق التي تسيطر عليها “الإدارة الذاتية”.
وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولي الإدارة الذاتية لم يرفضون المشروع، وفي الوقت لم يعطون موافقة عليه.
وقال عضو “حزب البعث” فيصل عزوز، إن هدف الاجتماع، كان معرفة مشروع المنطقة، مؤكدًا أنهم لا يرغبون أن يكون هناك خلاف مع الجانب الآخر، وفق ما نقلته عنه، وكالة “هاوار” التابعة لـ”الإدارة الذاتية”.
وأوضح، أنهم بحثوا عن سبل لإيجاد صيغة توافق بين مشروع “الإدارة الذاتية” والمادة 107 من الدستور السوري المتعلق بـ”الإدارات المحلية”.
مشروع وفد دمشق
من جانبه، كشف أمين عام “حزب الشعب”، نواف الملحم، أن هذا الاجتماع، جاء بعد لقاءات سابقة من أجل التنسيق بين الطرفين.
وقال لصحيفة “الوطن”، إن المسؤولين الكرد أكدوا لهم “أنهم ليسوا انفصاليين، ولهم حقوق كأي فرد سوري، وأنهم يحمون حدود سوريا”.
وأضاف الملحم أن الشخصيات الكردية المشاركة، كانت قد طرحت في لقاءات سابقة، على وفد دمشق، مشروع “الإدارة الذاتية”، وأن وفد دمشق، سلم الشخصيات الكردية، مشروع “الإدارة المحلية” في اجتماع أمس.
على أن يتم النقاش في هذين المشروعين، من أجل الوصول إلى ورقة مشتركة يتم تقديمها للحكومة السورية، وفق الملحم، الذي أكد أنهم في وفد دمشق، يوافقون على جزئيات في “الإدارة الذاتية”.
ويتضمن مشروع “الإدارة المحلية” الذي قدّمه وفد دمشق، ما جاء الدستور السوري لعام 2012، وفق نواف الملحم، الذي يعتقد أن لدى الشخصيات الكردية، رغبة في التباحث، وليس لديها أي مانع أو تحفظ على لقاء الحكومة السورية وبحث في مستقبل المنطقة، وفق قوله.
مملوك في القامشلي
وسبقت زيارة وفد دمشق، إلى القامشلي، زيارة سريعة أجراها رئيس مكتب الأمن الوطني السوري، علي مملوك، للمدينة، حيث نقلت صحيفة “الوطن” ، عن مصدر “مطلع” اليوم، الأحد 8 من كانون الأول، أن مملوك اجتمع الخميس الماضي مع نحو 30 شيخًا من وجهاء العشائر العربية في المدينة.
وأضاف المصدر أن الهدف من زيارة مملوك، “هو لمّ لشمل وإعطاء دفع وطني باتجاه تحقيق المصلحة العليا، ومواجهة الأخطار التي تواجه السوريين وعلى رأسها الغزو التركي للأراضي السورية”، بحسب تعبيره.
وبحسب شبكة “رووداو“، جاء اللقاء “بهدف تفعيل دور العشائر في حماية البلاد وعدم الانجرار في دعم المجموعات المسلحة بمختلف تشكيلاتها”.
وقالت وكالة “هاوار” التابعة للإدارة الذاتية، حينها، إن مملوك التقى، مع اللجنة الأمنية في محافظة الحسكة ومع شيوخ العشائر العربية وعدد من الشخصيات في صالة مطار القامشلي لمدة أربع ساعات، لدعوتهم لسحب أبنائهم من صفوف “قسد”.
ونقلت الشبكة عن أحد الشيوخ الذين حضروا الاجتماع (طلب عدم ذكر اسمه) أن “الاجتماع استمر لمدة ساعة ونصف في قاعة الشرف في مطار القامشلي، استمع خلاله اللواء مملوك لمطالب شيوخ العشائر التي كان أهمها العمل على إصدار عفو شامل وتسوية أوضاع المطلوبين”.
ولم يصدر أي تعليق رسمي من النظام السوري أو “الإدارة الذاتية” على زيارة رئيس مكتب الأمن الوطني إلى القامشلي حتى الساعة.