سجلت مناطق ريف إدلب الجنوبي حركة نزوح واسعة للمدنيين تجاه مناطق أخرى “أكثر أمانًا”، خلال يوم أمس، وذلك جراء التصعيد الجوي الروسي والسوري على بلدات المنطقة.
وقال مدير فريق “منسقو استجابة سوريا”، محمد حلاج، في حديث لعنب بلدي اليوم، الأحد 8 من كانون الأول، إن الفريق وثق نزوح أكثر من 18 ألف نسمة خلال الـ24 ساعة الماضية، من المنطقة الممتدة من ناحية كفرنبل جنوبي إدلب حتى ناحية أريحا شرقًا.
وأضاف حلاج أن عملية الإحصاء للنازحين مستمرة في ظل الظروف الصعبة التي تشهدها المنطقة، متوقعًا ارتفاع الحصيلة بسبب التصعيد الواسع الذي شهدته تلك المناطق من الطيران الروسي والمروحي، خلال يوم أمس.
وكثف الطيران الحربي الروسي والمروحي غاراته على جنوب الطريق الدولي “M4” في المناطق الواصلة بين مدينتي كفرنبل وأريحا بريف إدلب الجنوبي أمس، وذلك بهدف تفريغ تلك المناطق من سكانها، لا سيما منطقة جبل الزاوية، ما أسفر عن مقتل 21 شخصًا بينهم أطفال بحسب “الدفاع المدني”.
ووثق “مسنقو الاستجابة” في إحصائية نشرها اليوم، نزوح أكثر من 16751 عائلة (92109 نسمة) منذ مطلع تشرين الثاني الماضي حتى 8 من كانون الأول الحالي، موزعين على 32 ناحية في المناطق الممتدة من مناطق درع الفرات بريف حلب وريف إدلب الشرقي بالقرب من الحدود التركية، إضافة لأكثر من 156 شخصًا بينهم 52 طفلًا، في ذات الفترة.
وقال مدير قطاع “الدفاع المدني” في إدلب، مصطفى حاج يوسف، لعنب بلدي، أمس، إن التصعيد الروسي في إدلب يأتي ضمن إطار خطة قديمة ومتواصلة تهدف لتفريغ المنطقة من سكانها المدنيين، عبر التدمير الممنهج للأحياء السكنية والأسواق الشعبية، وكذلك المراكز الحيوية والخدمية من مشافٍ ومدارس وأفران ومنشآت.
وتعلل روسيا هجماتها بما تصفه “محاربة الإرهاب” في الشمال السوري، عبر التصريحات الرسمية المتكررة، التي كان أحدثها تصريحات وزير الخارجية، سيرغي لافروف، في 6 من كانون الأول الحالي، بقوله، “أكدنا على أهمية مواصلة الحرب بلا هوادة ضد الإرهاب، وخاصة في إدلب، حيث لا تزال (هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة سابقًا) تسيطر على الوضع”.
لكن الطيران الروسي ركز على استهداف الأسواق الشعبية والأحياء السكنية والمراكز الخدمية في المنطقة، إذ استُهدف سوق بلدة بليون بمنطقة جبل الزاوية، أمس، ما أسفر عن مقتل ثمانية مدنيين بينهم ثلاثة أطفال وسيدة، وسبق ذلك استهداف أسواق في معرة النعمان وسراقب وكفرنبل خلال الأسبوع الماضي.
–