ليفربول “يسير وحيدًا” نحو اللقب
عروة قنواتي
“لن تسير وحيدًا أبدًا”، لطالما سمعت هذه الجملة في “الأنفيلد” معقل نادي ليفربول، ولطالما أطربت جماهير “الريدز” معشوقها بكلمات هذه الأغنية، واليوم ليفربول “يسير وحيدًا” ولكن نحو لقب الدوري الإنجليزي، الذي ابتعد عنه نحو 29 عامًا، حين عانق “الريدز” لقب البريمير ليغ” عام 1990.
مجموعة من نجوم كرة القدم وثلة من المدربين الحالمين مجددًا باللقب مروا على “الأنفيلد” الذي لم يتغير، أجيال مشت مع “الريدز” في كل الفصول التعيسة والمليئة بالأمل، ولكن الكأس بقيت بعيدة، بعد أن كانت، مطلع العقد الأخير من الألفية الماضية، لوحة الشرف تضيء بـ18 لقبًا لليفربول وسبعة لمانشستر يونايتد وخمسة للأرسنال.
انقلبت الطاولة فحصل “الشياطين الحمر”، العدو التاريخي لليفربول، على 20 لقبًا، وكبرت شوكة الأرسنال بـ13 لقبًا، و”الريدز” لا يزال عند رقمه الذي توقف على باب التسعينيات.
لأن دوام الحال من المحال، غرف أبناء ليفربول بعض الانتصارات والألقاب من البطولات الأوروبية تحاكي حزن الجماهير وتحول الضعف إلى قوة، في بعض الأوقات، كما حدث في الدوري الأوروبي (ثلاث مرات)، والسوبر الأوروبي (ثلاث مرات)، ودوري أبطال أوروبا (مرتين)، خلال 29 عامًا، بحث فيها النادي العريق ما استطاع عن لقب الدوري من جديد ولكنه لم يجد.
لـ”الريدز” 46 بطولة على مدار تاريخه، توزعت على 18 بطولة للدوري الإنجليزي، وسبع كؤوس للاتحاد الإنجليزي، وثماني بطولات لرابطة المحترفين، وستة ألقاب في دوري أبطال أوروبا، وأربع بطولات في السوبر الأوروبي، وثلاث في الدوري الأوروبي.
فلماذا لا يسير ليفربول وحيدًا هذ الموسم إلى منصة تتويج الدوري الإنجليزي الممتاز؟ وهو الذي يبتعد بثماني نقاط عن أقرب منافسيه مانشستر سيتي الذي حرمه من لقب الموسم الماضي.
مدرسة الريدز التاريخية التي ضمت آيان راش وجيرارد وجيمي غاراغير وروبي فاولر ومايكل اوين، وتضم اليوم صلاح وماني وأليسون وفيرمينيو، تجد لها عشاقًا في العالم بشكل مرعب، أينما ذهبت تجد الفريق في قلوب المتابعين لكرة القدم، وتجد العداء أيضًا وأمنيات الهزيمة من متابعين وعشاق لأندية منافسة يعلمون تمامًا مدى صعوبة وخطورة المواجهة أمام ليفربول في أي وقت وضمن أي ملعب في العالم.
ليفربول، النادي الذي أينما وُجد تجد له جماهير بأعداد مخيفة سواء كان يلعب في ملعبه أو خارجه، خارج إنجلترا أو حتى خارج القارة الأوروبية سواء في مباراة ودية أو رسمية.
“لن تسير وحدك أبدًا”، ما زالت الموسيقى التي تشد عزم الفريق الأول وتشحن إعجاب الجماهير كل موسم، ولكن حان الوقت لأن يسير “الريدز” وحيدًا من دون خصوم إلى اللقب التاسع عشر الذي طال انتظاره.
حتى لو كان ليفربول متصدرًا، فإن الدوري الممتاز كما هو معهود لا يعترف بتوقعات النقاد والمتابعين ولا حتى المنجمين، لا يحابي أندية ويترك أندية، دوري متقلب كما فصول السنة، ربما لا يحصّل ليفربول اللقب، ولكن الوقت حان.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :