يصيب الرجال ضعف النساء.. ماذا نعرف عن سرطان الكبد

  • 2019/12/08
  • 11:14 ص
سرطان الكبد

د. أكرم خولاني

مع ازدياد حالات الإصابة بالسرطان بات من الضروري الكشف المبكر عن الإصابة، ويعتبر سرطان الكبد سادس السرطانات انتشارًا، وثاني سبب للوفيات الناتجة عن السرطانات، وهو يتسم بأن أعراضه غامضة ولا تظهر حتى يصبح الورم في مرحلة متقدمة، ومن هنا فإن اكتشاف العلامات التحذيرية الأولية لمرض سرطان الكبد يعتبر أمرًا بالغ الأهمية وله دور أساسي في نجاح العلاج.

ما هو سرطان الكبد

هو نمو وانتشار خلايا سرطانية داخل الكبد، وعندما يقال سرطان الكبد فالمقصود هو السرطان الذي يتكون في خلايا الكبد نفسه، وهو ما يسمى بالسرطان الأولي، وهناك حالات يكون مصدر الورم السرطاني مكانًا آخر في الجسم ثم ينتقل بعد ذلك إلى الكبد، ويسمى سرطان ثانوي أو نقيلي، ويشيع السرطان الذي ينتشر إلى الكبد أكثر من السرطان الذي يبدأ في خلايا الكبد.

يصيب السرطان الأولي في الكبد الرجال ضعف ما يصيب النساء، كما تزيد نسبة حدوثه في الدول النامية على بقية الدول بشكل واضح، وهو إما أن ينشأ من الكبد نفسه أو من التراكيب التي يحتويها الكبد مثل الأوعية الدموية أو القنوات الصفراوية.

أكثر أنواع سرطان الكبد انتشارًا هو سرطان الخلية الكبدية (هيباتوسيل كارسنوما HCC) ويشكل 75% من أنواع سرطان الكبد، وينشأ من الخلايا الكبدية التي تتحول إلى خلايا خبيثة، وثاني نوع من سرطانات الكبد التي تنشأ من الخلايا الكبدية هو الورم الكبدي الأرومي (هيباتوبلاستوما) الذي ينشأ من الخلايا الكبدية غير الناضجة.

السرطانات التي تنشأ من القناة الصفراوية مثل سرطان القنوات الصفراوية وسرطان القنوات الصفراوية الغدي الكيسي، وهي تشكل 6% من سرطان الكبد، وهناك نوع من أنواع سرطان الكبد يجمع بين الخلايا الكبدية وخلايا القناة الصفراوية.

الأورام التي تنشأ من الأوعية الدموية منها السار كوما الوعائية (الأنجيوساركوما)، والورم البِطاني الوعائي (هيمانجيو إندوثيليوما)، والسار كوما الجنينية ( إمبريونال ساروكما)، والسار كوما الليفية.

الأورام التي تنشأ من الخلايا العضلية في الكبد هي السار كوما العضلية الملساء والسار كوما العضلية المخططة.

ومن الأنواع الأقل شيوعًا السار كوما والكارسينوئيد والليمفوما.

أما سرطان الكبد الثانوي (النقيلي) ففي كثير من الأحيان يكون مصدر هذه الأورام هو الجهاز الهضمي كالقولون والأورام السرطاوية خاصة تلك التي تنشأ من الزائدة الدودية، وقد يكون مصدر الانتقال أيضًا هو سرطان الثدي أو الرئة أو المبيض أو الكلى أو البروستات.

ما أسباب الإصابة بسرطان الكبد؟

عادة ما يكون سبب الإصابة بسرطان الكبد معروفًا، ولكن أحيانًا تحدث الإصابة بسرطان الكبد على الرغم من عدم وجود أمراض كامنة وتكون أسبابه غير واضحة، وتشمل العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد ما يلي:

  • التهاب الكبد الوبائي سواء من النوع C أو B: هو السبب الرئيس لسرطان الكبد في العالم، حيث يشكل 80% من حالات سرطان الخلايا الكبدية.
  • تشمع الكبد: يتسبب هذا المرض المتقدم غير القابل للشفاء في تكوُّن نسيج ندبي في الكبد، ويزيد من فرص الإصابة بسرطان الكبد.
  • بعض أمراض الكبد الوراثية: مثل داء ترسُّب الأصبغة الدموية وداء ويلسون.
  • داء السكري: الأشخاص المصابون باضطراب السكر في الدم أكثر عرضة للإصابة بسرطان الكبد من غير المصابين بداء السكري.
  • مرض الكبد الدهني غير الكحولي: يزيد تراكم الدهون في الكبد من خطر الإصابة بسرطان الكبد.
  • التعرض للأفلاتوكسينات: الأفلاتوكسينات هي سموم ينتجها العفن الذي ينمو على المحاصيل الزراعية التي تُخزن بشكل سيئ، فيمكن أن تصبح المحاصيل الزراعية، كالقمح والفستق والرز والذرة وفول الصويا، ملوثة بالأفلاتوكسينات، والتي يمكن أن تصل في نهاية المطاف إلى الأطعمة التي يتم إعدادها من تلك المحاصيل.
  • الإفراط في تناول الكحوليات: قد يؤدي تناول كمية كبيرة من الكحول بصورة يومية على مدار سنوات إلى الإصابة بتلف الكبد غير القابل للعلاج، وزيادة مخاطر الإصابة بسرطان الكبد.
  • التعرض لبعض المواد الكيماوية: مثل مبيدات الأعشاب ومادة فينيل الكلوريد والزرنيخ.
  • التدخين: خصوصًا عند اقترانه بشرب كميات مفرطة من المشروبات الكحولية.
  • التهاب القنوات الصفراوية المصلب الأولي الذي يزيد خطورة سرطان القنوات الصفراوية بمعدل 5-10%.
  • التهاب الكبد بالدودة المثقوبة الذي يزيد خطورة سرطان القنوات الصفراوية.

وهناك عوامل تزيد من احتمال الإصابة مثل:

  1. الجنس: يصيب الذكور ضعف الإناث.
  2. العمر: على الرغم من أن سرطان الكبد يمكن أن يحدث في أي عمر، إلا أنه أكثر شيوعًا لدى كبار السن، خصوصًا أولئك الذين تزيد أعمارهم على 60 عاما، لكن معدلات الإصابة تكون أعلى عند الأشخاص بين 85 و89 عامًا.
  3. القصة العائلية.
  4. التشوهات الخلقية للكبد.
  5. الوزن: تزيد البدانة من خطر الإصابة بسرطان الكبد.
  6. استعمال ستيرويدات ابتنائية (ستيرويدات لبناء الجسم).

ما أعراض الإصابة بسرطان الكبد؟

في الغالب لا تظهر أعراض الإصابة بسرطان الكبد إلا بعد وصول المرض إلى مراحل متقدمة، وعند ظهور الأعراض يشعر المريض بالإعياء والضعف والتعب العام والانتفاخ والشعور بالتخمة والغثيان وألم في الناحية اليمنى من أعلى البطن أو الظهر والكتف و فقدان الشهية ويرقان وفقدان الوزن وحرارة، وفي سرطان الخلية الكبدية يحدث لدى المريض كتلة مجسوسة في المراق الأيمن، بينما في سرطان القناة الصفراوية يحدث تعرق وضخامة في الكبد.

كيف تُشخّص الإصابة؟

قد يشك الطبيب بإصابة المريض بسرطان الكبد عندما يكشف في أثناء الفحص السريري عن وجود أورام أو أعراض أخرى موجهة، وعندها قد يطلب إجراء فحوصات أخرى منها:

  • اختبارات الدم: تتضمن اختبار التعداد العام ومستويات خمائر الكبد والواسمات الورمية، وهي مواد معينة يرتفع مستواها في الدم عند الإصابة بالسرطان، ففي حال الإصابة بأي من أمراض الكبد مثل سرطان الكبد أو تليف الكبد أو التهاب الكبد تظهر مادة ألفا فيتو بروتين AFP بنسبة أعلى من الطبيعي في نتائج الاختبار، وكذلك Ca 9-19 وCa 125 وCEA.
  • الفحص بالموجات فوق الصوتية (الإيكو): أي كتلة أكبر من 2 سم لها احتمالية 95% أن تكون سرطان الخلية الكبدية.
  • التصوير بالأشعة المقطعية CT والتصوير بالرنين المغناطيسي MRI وتصوير الطرق الصفراوية بالطريق الراجع ERCP.
  • تصوير الأوعية الدموية: وهو فحص يتضمن حقن مادة صباغية في الشريان من أجل الحصول على رؤية واضحة لأنسجة الكبد والأورام إن وجدت.

ولكن يبقى الاختبار المشخص والمؤكد هو الخزعة النسيجية، التي تجرى عبر الجلد أو عن طريق تنظير البطن.

إن من أكبر المخاوف التي يثيرها مرض السرطان هو احتمال انتشاره خارج نطاق موضعه الأصلي، فعند تشخيص إصابة الفرد بالسرطان، يحدد الطبيب المرحلة التي بلغها المرض (من 1 إلى 4)، إذ كلما كان الرقم الذي يحدده الطبيب أكبر كان انتشار السرطان على نطاق أوسع، وتتضمن مراحل تطور سرطان الكبد ما يلي:

  1. المرحلة الأولى: الكشف عن ورم واحد فقط في الكبد.
  2. المرحلة الثانية: الكشف عن ورم واحد وانتشاره في الأوعية الدموية، أو الكشف عن أكثر من ورم واحد لا يتجاوز حجم الواحد منها 5 سم.
  3. المرحلة الثالثة: في هذه المرحلة يظهر أكثر من ورم واحد يفوق حجم الواحد منها 5 سم، أو ينتشر السرطان منتقلًا من الكبد إلى الأوعية الدموية أو إلى عضو آخر أو إلى الغدد اللمفاوية.
  4. المرحلة الرابعة: هي مرحلة انتشار السرطان إلى أماكن أخرى في الجسم مثل الرئتين والعظام والأوعية الدموية والغدد اللمفاوية.​

ما سبل العلاج؟

توجد عدة خيارات للعلاج، وتعتمد الطريقة المختارة من قبل الأطباء على: حالة الكبد، حجم وموضع وعدد العقد الورمية، المرحلة التي وصل إليها السرطان، مستويات ألفا فيتو بروتين في الجسم، عمر المريض وحالته الصحية العامة.

المعالجة الجراحية: وتشمل:

  • الاستئصال بواسطة الموجات الترددية: ويتم من خلالها استخدام مجس مزود بأقطاب كهربائية لتدمير الخلايا السرطانية بالحرارة.
  • الاستئصال بالتبريد (Cryotherapy): طريقة علاجية يتم خلالها تجميد الورم بتعريضه لدرجات برودة شديدة عبر مسبار يحتوي على نيتروجين سائل بهدف إبادة الخلايا السرطانية.
  • استئصال جزء من الكبد: وقد يكون هذا الجزء وتدًا أو إسفينًا صغيرًا أو فصًا كاملًا .
  • استئصال الكبد بأكمله وزرع كبد جديد: يتم بهذه الطريقة استئصال الكبد بأكمله واستبدال كبد آخر به تم التبرع به من قبل شخص آخر.
  • المعالجة الكيماوية: اللجوء إلى أدوية كيماوية لقتل الخلايا السرطانية أو الحد من تكاثرها، وقد يكون العلاج الكيماوي على شكل حقن تسري عبر حميع أنحاء الجسم، أو على شكل حبوب فموية (Sorafenib (Nexavar وهو دواء لعلاج سرطان الخلايا الكبدية عن طريق الفم حائز على موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية ولكنه مكلف.
  • العلاج الكيماوي الموضعي الانصمامي للشريان الكبدي، وفيه يخلط الدواء الكيماوي مع مادة أخرى لغلق الشريان بشكل تام، ويهدف هذا الإجراء العلاجي إلى الحد من وصول الدم للورم الخبيث للقضاء عليه تمامًا، حيث يخضع الورم للعلاج الكيماوي بشكل مباشر، وفي حال اللجوء لمثل هذا الإجراء العلاجي يستمر تدفق الدم إلى الكبد عبر الوريد البابي الكبدي.
  • حقن الإيثانول التي تُعطى عن طريق الجلد، تنطوي هذه الطريقة العلاجية على حقن الورم الخبيث بالكحول الإيثيلي (الإيثانول) للقضاء على الخلايا السرطانية.
  • العلاج الإشعاعي: يستخدم هذا العلاج الإشعاعي طاقة عالية القوة من مصادر مثل الأشعة السينية والبروتونات، للقضاء على الخلايا السرطانية وتقليص الأورام، ويوجه المعالج الطاقة بحذر إلى الكبد مع الحفاظ على سلامة الأنسجة المحيطة، ويكون العلاج الإشعاعي خيارًا إذا لم يكن ممكنًا استخدام أنواع العلاج الأخرى أو في حالة عدم تحقيقها للنتائج المرجوة، وفي حالة سرطان الكبد المتقدم قد يُساعد العلاج الإشعاعي في السيطرة على الأعراض.

مقالات متعلقة

صحة وتغذية

المزيد من صحة وتغذية