جمان الحسن – بيروت
تأسس مجلس ريف دمشق الإغاثي بعد ثلاثة أشهر من انطلاق الثورة في 2011، «بتضافر جهود مجموعة من المغتربين المخلصين، بينهم أكاديميون»، اجتمعوا في مدينة الرياض، حيث تم الاتفاق على تأسيس «مجلس ليس له أي توجه سياسي أو مذهبي، يقدم الدعم الإنساني، ويعنى بمدن وقرى وبلدات ريف دمشق في الداخل السوري، وبأبناء تلك المناطق في دول اللجوء»، وتم انتخاب مكتب تنفيذي ورئيس للمجلس، بحسب حسان خالد حاج حسين، عضو المكتب التنفيذي في المجلس.
ويوضح حاج حسين في حديث إلى عنب بلدي، أن دعم المجلس يشمل الجوانب الإغاثية والطبية والمادية والمعنوية، كما تتضمن نشاطاته إنشاء مشاريع تنموية وتعليمية. أول هذه المشاريع كان إنشاء مخبز حدودي في أنطاكية التركية، يوزع الخبز مجانًا على اللاجئين السوريين خارج المخيمات.
استمر المشروع 8 أشهر، توقف بعدها مع تغير ظروف اللاجئين، الذين لم يعودوا ملزمين من قبل الحكومة التركية بالبقاء في منطقة واحدة، وبالتالي لم يعد مركز تجمعهم قريبًا من المخبز.
تلا ذلك تشييد مدرسة «البشائر» في مدينة أنطاكية لأبناء اللاجئين السوريين، في أواخر كانون الأول 2011، وبدأت بتدريس 40 طالبًا، وما يزال المشروع مستمرًا بالتوسع والعمل حتى الآن.
إغاثيًا، قدم المجلس دعمًا ماليًا لجمعيتي «الكتاب والسنة» و «الشورى» المهتمتين بإغاثة اللاجئين السوريين؛ ويقوم دوريًا بإرسال قوافل إغاثية مكونة من خمس شاحنات إلى مخيمات الأردن مرة شهريًا؛ ويتم التوزيع على بطاقات اللاجئين المسجلين في المخيم على شكل سلل تتضمن مواد غذائية ومنظفات وبالتعاون مع منظمات إغاثية في الأردن، مثل منظمة «المهاجرون الأحرار».
وفي لبنان قدم المجلس أكثر من عشرين شاحنة من التمور، وتبنى دعم بعض المخيمات الصغيرة، ومساعدة بعض الأسر، ونشط أثناء العاصفة الثلجية. كما تكفل بمخيم الفيضة في البقاع اللبناني، الذي هدد ساكنوه بالطرد إثر غياب كفيل يدفع أجور بقائهم؛ ولمدة ثلاثة أشهر، تولى المجلس دفع الأجور وتقديم المساعدات إلى أن تم تأمين داعم أساسي للمخيم.
ومع تأزم الوضع الأمني في ريف دمشق، تركز عمل المجلس على تقديم الدعم في الخارج، فتكفل بعدد من الأسر المعدمة في مصر، ولبنان، والأردن، وتركيا، وشارك بتقديم 26 كرفانة في مخيم الزعتري.
أما الدعم الموجه للداخل، فتراوح بين المالي والعيني ودعم المشاريع، ووفقًا للوضع الأمني؛ وتركز قسم كبير منه في الغوطة الشرقية.
في بدايات 2012 بدأ المجلس ببرنامج كفالة اليتيم، ويكفل 5220 يتيمًا، و1200 أرملة، و1500 أسرة من أسر المعتقلين، والأسرى، والجرحى، والمعوقين، إلا أنه يواجه صعوبات حاليًا في الدعم المالي.
ونشط المجلس منذ تأسيسه بتوزيع السلل الغذائية، وقام بدعم عدة مشاريع منها المطبخ المركزي في دوما، الذي قدم 1600 وجبة يومية ومشاريع إفطار صائم، سلة رمضان، وكسوة العيد. كما قام بدعم المواد الغذائية الرئيسية، كالخبز وحليب الأطفال، ودعم مبادرة إفطار صباحي لطلاب المدارس في الغوطة، وقدم كسوة لعدد منهم. ووزع أكثر من 10 آلاف حقيبة شتوية ضمن مشروع كسوة الشتاء، إضافة إلى 30 ألف حصة تدفئة. وأمّن مشروع الأضاحي العام الماضي 2000 رأس غنم.
على صعيد المشاريع، دعم المجلس عدة مشاريع تنموية، مثل حفر آبار وتركيب كباسات، بعد انهيار البنية التحتية في الغوطة وانقطاع الكهرباء والوقود، وتجاوز عدد الآبار التي حفرها المجلس الـ 300. ودعم مشروع سقاية القمح في دير العصافير، ومشروع زراعة البطاطا، ومشروع زراعة الخضراوات؛ كما دعم المشافي الميدانية، ومركزًا للعلاج الفيزيائي في الغوطة الشرقية
آخر مبادرات المجلس كان توزيع هدايا على النساء في مخيمات البقاع، تكريمًا لأمهات الشهداء والمعتقلين، ونساء سوريا بشكل عام. وشمل المشروع النساء في مخيمات البقاع، ومنها مخيم البر بقسميه، ومخيم الشهداء، ومخيم دير زنون.