بيدرسون يرد على الروس: شروط للجنة الدستورية وعودة اللاجئين
أكد المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسون، أن عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم مشروطة بحدوث تغييرات على الأرض.
وفي تصريحات له أمس، الجمعة 6 من كانون الأول، خلال مؤتمر “حوار المتوسط” الذي يُعقد في العاصمة الإيطالية روما، قال بيدرسون، “نحتاج لرؤية تغييرات على الأرض لأن من دونها لا يمكن للاجئين العودة إلى بلادهم”.
إلى حوار دون تدخل؟
ووجه المبعوث الأممي دعوات إلى روسيا وإيران للعمل مع الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، قائلًا “على روسيا وإيران العمل مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إذا أرادتا رؤية تغيرات في سوريا”.
وكان بيدرسون بحث مع وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، في وقت سابق، أمس الجمعة، مستجدات عمل “اللجنة الدستورية” السورية، والمقترحات اللازمة لدعم الإصلاح الدستوري.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها إنه تم خلال اللقاء “إبداء رأي مشترك حول الإسهام في إقامة حوار مستدام ومثمر بين السوريين دون تدخل خارجي، وفرض قيود زمنية لتطوير مثل هذه المقترحات الموحدة حول الإصلاح الدستوري، التي ستتقلى أكبر دعم من طرف الشعب السوري”.
وأوضح البيان أن الطرفين تبادلا الآراء حول نتائج الجلستين الماضيتين لاجتماعات “اللجنة الدستورية” اللتين عُقدتا في جنيف، كما ناقشا مسألة إجراء لقاء دولي آخر حول سوريا بصيغة “أستانة” في 10 و11 من كانون الأول الحالي في العاصمة الكازاخية نور سلطان.
رسائل روسية إلى بيدرسون
وفشلت المباحثات في الجولة الثانية من اجتماعات المجموعة المصغرة المنبثقة عن “اللجنة الدستورية”، التي انطلقت في 25 من تشرين الثاني الماضي، بسبب مماطلة النظام السوري، وعدم التوافق بين النظام والمعارضة حول مقترح جدول أعمال الاجتماعات، وغياب الضغط الروسي بعد تصريحات أطلقها بيدرسون، اعتبرت أنها “خارج صلاحياته”.
وقال مصدر مطلع على عمل اللجنة لعنب بلدي، إن وفد المعارضة التقى مسؤولًا روسيًا، في 29 من تشرين الثاني الماضي، وأكد أن الجولات المقبلة من اجتماعات اللجنة الدستورية ستكون “أفضل”.
وأضاف المصدر (تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية) أن المسؤول قال إن هذه الجولة كانت بمثابة رسالة لبيدرسون، بسبب حديثه في مجلس الأمن عن توافق في اللجنة، وهو “خارج صلاحيته”.
وكان بيدرسون أشاد في إحاطته لمجلس الأمن الدولي، في 22 من تشرين الثاني الماضي، بمخرجات الجولة الأولى من عمل “اللجنة الدستورية”، التي اختتمت أعمالها في 8 من الشهر نفسه، مشيرًا إلى أنها أتاحت تبادلًا واسع النطاق للأفكار بين مجموعات النظام والمعارضة والمجتمع المدني.
تصريحات بيدرسون لم تعجب الجانب الروسي، الأمر الذي دفع وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، إلى تحذير مكتب المبعوث الأممي من التدخل في شؤون اللجنة.
وقال لافروف إنه لا يجب أن تصدر محاولات تدخل من مكتب الممثل الخاص للأمم المتحدة، وأكد على أهمية تحقيق التوازن في كادر موظفي مكتب المبعوث الأممي، الذي “يجب أن يعتمد مبدأ التمثيل الجغرافي العادل المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة”.
وطلب الروس، بحسب ما علمته عنب بلدي من المصدر، مناقشة ثوابت عمومية “تتعلق بضمان بقاء الدولة السورية كرسائل جامعة للسوريين”، وأن تكون هناك في الوقت ذاته مواضيع مشتركة يمكن الحديث عنها، كـ “العقد الاجتماعي” ومعاناة المواطن السوري.
لكن المعارضة وجدت في هذه الرسائل التفافًا على عمل اللجنة، ومحاولة لإدخالها في أمور ليست من اختصاصها، بحسب المصدر.
ورفض النظام السوري في الجولة الثانية مقترحات المعارضة لجدول أعمال الاجتماع، وأصر على مقترح “الركائز الوطنية”، الأمر الذي رفضته المعارضة بسبب تعارضه مع مبادئ اللجنة.
وشهدت اللجنة في الجولة الثانية تصعيدًا إعلاميًا بين المعارضة ووفد النظام السوري، بسبب وصف وفد النظام ووسائل إعلام رسمية وحكومية وفد المعارضة بـ “وفد النظام التركي”.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :