التهديد والصراخ يضعف الثقة بين الطفل والأهل.. أساليب عقاب مرفوضة

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – أسماء رشدي

ليلى، طفلة في السابعة من عمرها، تقول والدتها إنها كثيرًا ما تلجأ إلى الصراخ عليها عندما تقوم بتصرفات غير مرضية لها، وأحيانًا تقوم بضربها عندما تصرّ على تصرفها.

ترى والدة ليلى أن ابنتها تتوقف عن سلوكها عند الصراخ عليها وضربها، إلا أنها تعود إلى نفس التصرفات بعد يومين أو أكثر، وهذا الأمر يسبب الإجهاد النفسي للأم، إضافة إلى شعورها بالذنب تجاه ابنتها، وتشتكي من هذا الحال.

أما والدة محمد فتلجأ إلى تهديده وتخويفه بوالده في كل مرة يقوم فيها بسلوك غير مقبول. تقول الأم إن ذلك أثر سلبيًا على علاقة محمد مع والده، وبدأ بالخوف منه، وأحيانًا قد تقوم أم محمد بقفل باب الغرفة عليه، لمعاقبته على سوء تصرفاته.

الضرب هو أحد أساليب العقاب التي يحذر منها المتخصّصون، نظرًا للآثار السلبية التي يتركها على الطفل، وتشير دراسات عدة إلى أن استخدام أسلوب الضرب بشكل متكرر مع الأطفال يؤدي إلى سوء في الأداء الأكاديمي لديهم وتراجع مهارات الذكاء العاطفي عندهم. لذلك ينصح باستبعاد الضرب واستبداله بأساليب أخرى للعقاب، مثل تقليص بعض من الامتيازات التي يحصل عليها الطفل، مثل حرمانه من مصروفه أو من ألعابه المفضلة أو من فترة مشاهدته للتلفاز.

وبالرغم من أن معظم الأمهات غالبًا ما يعبّرن عن غضبهن من سلوكيات أطفالهن بالصراخ، إلا أن هناك الكثير من الدراسات التي تشير إلى أن الصراخ يكشف عن عدم قدرة الأم السيطرة على سلوك الابن، إضافة إلى الأثر السلبي الذي يتركه على نفسية الطفل، والتصرفات الأخرى التي قد يلجأ إليها لإرضاء والديه، مثل الكذب، وذلك لتجنب صراخهم وتوبيخهم. وهنا يفضل الحوار في التعامل مع الطفل بالشكل الذي يتناسب مع عمره وقدراته على الفهم.

أما التهديد فيعتقد بعض المتخصصين أنه من أكثر الأساليب ضررًا، ويحذرون من استخدامه كونه يضعف الثقة بين الطفل والأهل، ويؤثر على علاقة الترابط بين الطفل ووالديه.

ويفضل التحدث مع الطفل بحزم عن سلوكه، عوضًا عن التهديد والتخويف. كما أن عزل الطفل لوحده وقفل الباب عليه قد يحطمه عاطفيًا، كما تشير بعض الدراسات، التي تؤكد أن تكرار مثل هذا السلوك قد يؤدي بالطفل إلى تبني نظرة سلبية عن الحياة. لذلك ينصح بإبقاء الطفل في زواية من الغرفة كعقاب له، مع مراعاة عدم التحدث معه، ومنعه من حمل ألعابه ومشاهدة التلفاز خلال مدة العزل هذه، ويفضل أن تكون مدة العزل متناسبة مع عمر الطفل، مثلًا إذا كان في سن خمس سنوات فيجب أن تكون مدة العزل خمس دقائق.

أخيرًا، يجب الابتعاد عن مقارنة الطفل بالآخرين، مثلًا يجب أن لا نقول له «انظر إلى ابن جيراننا كيف أنه لا يقوم بتخريب ألعابه، وإنما يرتبهم»، «انظر إلى نفسك كيف تقوم بكسر ألعابك ورميهم على الأرض»، فهناك خبراء يعتقدون أن هذه المقارنة قد تشعر الطفل بخيانة أسرته له، وتعزز الشعور بالرفض لديه وتقلل من احترامه لنفسه.

وبالتالي هنالك عدة أساليب عقاب للأطفال ينتهجها الأهل وتؤدي إلى آثار سلبية على الطفل، ولكي نكون عمليين في طرحنا، بيّنا المشكلة في هذه الأساليب وطرحنا عدة أساليب بديلة عن تلك التي تؤدي إلى آثار سلبية، والهدف منها تقويم سلوك الطفل وليس عقابه أو الانتقام منه ومن سلوكه السيئ.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة