يسلط الفيلم الوثائقي “إضاءة.. مزيكا.. أكشن”، الضوء على مسرح العرائس في مصر، عبر مقابلات تمت خلف كواليس المسرح، وعلاقة الفنان الذي يحرك هذه الدمى بها.
الفيلم القصير، الذي أُنتج في عام 2015، من قبل المعهد العالي للسينما في مصر، يتطرق إلى زاوية أخرى في الأعمال التي تناولت هذا المسرح، إذ يربط مخرجه السوري رامي نضال بين الدمى والبشر، عبر عدة لقطات فنية معبرة تظهر البشر وكأنهم دمى يتم التلاعب بها.
مشاهد من زحام العاصمة المصرية القاهرة، عشرات الأيدي المتمسكة بالقبضات المنتشرة في حافلة النقل العام، تقدم محاكاة مباشرة لشكل الدمى التي يتم التحكم بها عبر الخيوط.
بحسب الفيلم، البشر كما مسرح العرائس، هناك من يتحكم بهم عبر خيوط خفية، ويرسم ملامح حياتهم ومصيرهم، ويسيرون بدقة من البداية إلى النهاية.
ورغم الفوضى الظاهرية التي تشوب حياتهم، هناك شيء آخر منظم ومرتب ودقيق، إذ يتم التلاعب بهم باسم الدين تارة، وباسم الوطنية تارة أخرى.
ولعل أبرز مشاهد الفيلم كان مشهد الختام الذي ترافق بكلمة “أكشن” (كلمة ينطقها المخرجون في السينما والدراما كإشارة لبدء التصوير)، وجلوس أطفال على أكياس التراب.
لن ينتظر المشاهد طويلًا ليعرف من الذي يتحكم بالناس، من وجهة نظر المخرج، من خلال لقطات مركزة على شخصيات بعينها، يستطيع من خلالها رامي نضال الربط بين مسرح العرائس ومسرح الحياة، ويقدم إجابات شافية عن الأسئلة التي سيطرحها المشاهد.
حملت فلسفة الفيلم مستويين: الأول رؤية المخرج، من خلال اللقطات وأحجامها وزاويتها، واختياراته ليحكي القصة التي اختارها.
أما المستوى الثاني، فهو العمق الذي تحمله قصة الفيلم، وطرحه أسئلة جدلية لدى الإنسان.
برغم الجماليات البصرية التي وُجدت في أغلب مشاهد الفيلم، عابه اهتزاز حركة الكاميرا وعدم ثباتها، إذ لم يكن هذا الاهتزاز مبررًا ومقصودًا لدافع درامي أو متعلق بالفيلم، ومع ذلك خرج الفيلم بقيمة فنية وفلسفية عميقة تُحسب لفريق العمل.
أُنتج الفيلم في عام 2015، ومدته 20 دقيقة، وهو من إخراج ومونتاج رامي نضال.
–