يفتتح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مسجد كامبريدج في بريطانيا اليوم، الخميس 5 من كانون الأول، كأول مسجد صديق للبيئة في أوروبا.
وانتهى القسم الأكبر من أعمال بناء المسجد في نيسان الماضي، ويتسع لألف مصلٍ، وتمت مراعاة العادات الإسلامية في بنائه وعكس نمط حياة النبي محمد، بحسب ما نقلته وكالة “الأناضول“.
واستُخدمت في بناء المسجد مستلزمات طبيعية، مثل الأخشاب والرخام، كما يتميز بخاصية “صفر بصمة كربونية”.
وأوضح إمام المسجد، علي هوس، للوكالة أن هناك اهتمامًا كبيرًا به، وأن بعض الناس يأتون من مدن أخرى فقط لرؤية المسجد والصلاة فيه، إلى جانب اهتمام غير المسلمين برؤيته.
ووصلت أرقام قائمة الراغبين بزيارة المسجد إلى ألفي شخص، أغلبهم ليسوا مسلمين، بل يرغبون في التعرف إلى مميزات المسجد والإسلام، بحسب ما ذكره هوس.
وتم تعيين إمامين للمسجد، أحدهما تركي والآخر من البوسنة والهرسك، وأكد هوس أن المشاركة والإسهام في هذا المشروع هو حق للجميع، وأن المسجد لا يخدم فقط مواطني دولة معينة دون سواها، بل كل المسلمين في جميع أنحاء العالم، واصفًا إياه بـ”مسجد الأمة”.
تخزين مياه الأمطار
وقال هوس إنه يوجد في المسجد نظام يتيح تخزين مياه الأمطار التي تهطل على المسجد ثم نقلها من السطح إلى الحديقة لري الشتلات والأشجار المزروعة بها، كما تستخدم في حمامات المسجد لتحقيق الفائدة القصوى من الأمطار الغزيرة في إنجلترا.
كهرباء من الطاقة الشمسية
رُكبت على سطح المسجد ألواح الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء، وستغطي هذه الألواح 30% من احتياج المسجد للكهرباء، وتصل هذه النسبة إلى 40% في فصل الصيف، ما يسهم في تقليل نفقات المسجد على الكهرباء.
تخزين الهواء الساخن
إضافة إلى ذلك، أشار هوس إلى وجود مضخات حرارية فوق سطح المسجد تنقل الهواء الساخن إلى خزانات كبيرة تعمل على تسخين المياه، ثم يتم استخدام هذه المياه في الوضوء وتسخين أرضية المسجد عبر تمريرها من أنابيب أسفل السجاد المفروش في الأرضية.
نظام لتنقية الهواء
وضعت في المسجد مستشعرات تعمل في حالة نقص كميات الأوكسجين أو ارتفاع درجة الحرارة فيه، وتقوم هذه المستشعرات بسحب الهواء الساخن المخزن ثم تضخه كهواء نظيف من خلال فتحات موجودة بجدران المسجد.
ولفت هوس إلى عدم وجود نوافذ في جدران المسجد قائلًا إن “أحد أسباب ذلك هو الرغبة في عدم تشتيت انتباه المصلين، إضافة إلى وجود فتحات في قبة سقف المسجد تتيح دخول ضوء الشمس مباشرة إليه”.
وبدأت عملية إنشاء المسجد فعليًا عام 2008، عندما تقدم الطلاب المسلمون بمدينة كامبريدج، بطلب إلى أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة كامبريدج، تيموثي وينتر، من أجل بناء مسجد بعد أن أصبحت المساجد الأربعة بالمدينة، والتي كانت عبارة عن كنائس أو منازل، لا تستوعب أعداد المصلين.
وتم شراء الأرض اللازمة للمسجد بمبادرة من وينتر الذي أصبح اسمه عبد الحكيم مراد عقب اعتناقه الإسلام وهو في سن السابعة عشرة.
وشارك في التبرعات لدعم المشروع حوالي عشرة آلاف شخص ومؤسسة بينها صندوق قطر الوطني، إلا أن القسم الأكبر من الدعم جاء من المؤسسات التركية.
–