تركيا تفجر قضية غاز المتوسط باتفاقها مع ليبيا
وافق البرلمان التركي والمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا، على اتفاقيتن متعلقتين بالتعاون الأمني والعسكري بين أنقرة وطرابلس، وتحديد مناطق النفوذ البحرية.
الاتفاقيتان تنصان على رسم مناطق النفوذ البحرية للبلدين في مياه البحر الأبيض المتوسط، وتوسيع مجال التعاون الأمني والعسكري بين ليبيا وتركيا، بحسب ما صرح به وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، ونقلته صحيفة “Daily News“.
ووقع الاتفاقية الرئيس التركي، رجب طيب أرودغان، مع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، فايز السراج، المعترف بها دوليًا، في 27 من تشرين الثاني الماضي.
وزير الخارجية التركي قال في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة أنقرة، في 28 من تشرين الثاني الماضي، إن الاتفاقيتين تهدفان إلى “حماية حقوق تركيا بموجب القانون الدولي”، في منطقة البحر المتوسط.
وأضاف، “تركيا لم تكن قادرة على إبرام مثل هذه الصفقات مع بعض الدول الأخرى في المنطقة بسبب المشاكل الثنائية المستمرة، لكن يمكنها القيام بذلك في المستقبل”.
لكن الاتفاقيتين أثارتا حفيظة كل من مصر واليونان اللتين اتفقتا على رفضهما لهذه الاتفافية، بينما طالب الاتحاد الأوروبي بتوضيح للاتفاقية.
ردود فعل غاضبة
وزيرا الخارجية المصري، سامح شكري، واليوناني، نيكوس ديندياس، التقيا في القاهرة، في 1 من كانون الأول الحالي، ووصفا الاتفاقيتين بأنهما غير شرعيتين، لأن حكومة السراج غير مخولة أساسًا بتوقيع مذكرات مع دول أخرى، بموجب “اتفاق الصخيرات” الذي أسهم بتشكيل حكومة الوفاق الوطني.
وزير الطاقة والاقتصاد في قبرص الشمالية، حسان تاشوي، اعتبر أن الخطوة التي اتخذتها تركيا وليبيا عطلت خطط قبرص اليونانية وإسرائيل واليونان ومصر لإنشاء محطات استخراج الغاز في المنطقة.
وقدمت قبرص اليونانية التماسًا إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي، لحماية حقوقها من المعدن في الخارج.
وفي بيان للاتحاد الأوروبي، أعلن أنه يتضامن بشكل كامل مع اليونان وقبرص اليونانية، تجاه الخطوات الأخيرة التي قامت بها تركيا في شرق المتوسط وبحر إيجة، بحسب ما نقلته صحيفة “Ekathimerini” اليونانية.
ودعا البيان تركيا لاحترام سيادة جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
بدورها، طردت الحكومة اليونانية اليوم، الجمعة 6 من كانون الأول، السفير الليبي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، محمد يونس المنفي.
وزير الخارجية اليوناني، نيكوس ديندياس، قال خلال مؤتمر صحفي عقده، إن “اليونان أمهلت السفير 72 ساعة لمغادرة اليونان، نظرًا لخرق ليبيا القانون الدولي عن طريق توقيع مذكرة تفاهم بحرية مع تركيا”، بحسب ما نقلته “روسيا اليوم“.
كيف تتحرك تركيا في المتوسط
بدأت سفن تركيا بالتنقيب عن الغاز مطلع أيار الماضي، قبالة سواحل قبرص التركية، معلنة أن عمليات التنقيب ستستمر حتى أيلول المقبل، في المناطق التي مُنحت فيها تركيا حق التنقيب من قبل قبرص التركية.
الولايات المتحدة عبرت عن قلقها من عمليات التنقيب التي تقوم بها تركيا، وغردت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، مورغان أورتاغوس، عبر حسابها في “تويتر”، قائلة إن “الولايات المتحدة تشعر بالقلق من مشروع تركيا للتنقيب عن الغاز في المنطقة”.
وأضافت أورتاغوس، “إنها خطوة استفزازية ومحفوفة بالمخاطر ستؤدي لزيادة التوتر في المنطقة”، طالبة من السلطات التركية إنهاء هذه العمليات.
الخارجية التركية ردت على الخارجية الأمريكية في بيان قالت فيه، “الولايات المتحدة تدعونا لعدم التنقيب عن الغاز في منطقة يدعي القبارصة اليونانيون أنها لهم، وكأن هناك اتفاقية ترسيم حدود سارية. الطلب غير بنّاء ولا يتماشى مع القانون الدولي”.
ووقعت مصر وقبرص اتفاقية في العام 2013، تنص على ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، وهو ما مكّن مصر من البحث عن مصادر للغاز في مياه المتوسط، وعثرت على حقل “ظهر” الذي تبلغ طاقته الاستيعابية ما يقارب ثلاثة مليار متر مكعب يوميًا، بحسب ما صرح به وزير البترول المصري، طارق الملا.
لماذا كل هذا الجدل؟
هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية نشرت في العام 2010، بحثًا قيّمت فيه مواد النفط والغاز الموجودة في البحر الأبيض المتوسط.
وتحدث البحث عن احتمال وجود ما يقارب من 122 تريليون متر مكعب من مصادر الغاز غير المكتشف في حوض شرق المتوسط.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :