أعلنت تركيا عن إرسالها تعزيزات عسكرية جديدة إلى نقاط المراقبة في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، التي ثبتتها هناك بموجب اتفاق “تخفيف التوتر”.
ونقلت وكالة “الأناضول” أمس، الأربعاء 4 من كانون الأول، عن مراسلها قوله إن الجيش التركي أرسل تعزيزات عسكرية كبيرة إلى نقاط المراقبة الموجودة بمنطقة “تخفيف التوتر” في إدلب.
وأوضح المراسل أن التعزيزات العسكرية الجديدة تضم مدرعات وناقلات جنود وآليات بناء.
وكانت تركيا توصلت إلى اتفاق مع روسيا في “سوتشي”، في 17 من أيلول الماضي، يتضمن إنشاء منطقة منزوعة السلاح بين مناطق المعارضة ومناطق سيطرة النظام في إدلب.
المنطقة بعمق 15 كيلومترًا في إدلب و20 كيلومترًا في سهل الغاب بريف حماة الغربي، وينص الاتفاق على انسحاب الفصائل الراديكالية من المنطقة المتفق عليها.
ومنذ مطلع عام 2018، ثبت الجيش التركي 12 نقطة مراقبة في إدلب، بموجب اتفاق “تخفيف التوتر”.
وركز الجيش التركي في انتشاره بإدلب على اختيار المناطق “الاستراتيجية” للتثبيت فيها، اعتمادًا على قربها من نفوذ قوات النظام وحليفتها روسيا، أو الجغرافيا التي تشكلها من حيث الارتفاع والإطلالة العسكرية.
خرق للاتفاق وتصعيد في إدلب
لكن رغم الاتفاق صعّدت قوات النظام وروسيا من قصفهما للمناطق في إدلب.
ويشهد ريفا إدلب الجنوبي والشرقي تصعيدًا من قوات النظام وحلفائها الروس، متمثلًا بغارات جوية مكثفة من الطيران الروسي على البلدات والأسواق والمرافق الحيوية، إلى جانب هجوم بري على محاور المنطقة.
وواصل الطيران الحربي والمروحي، أمس، غاراته على بلدات ريفي إدلب الجنوبي والشرقي، وأسفرت تلك الغارات عن ضحايا بينهم أطفال ونساء وعدد من الجرحى.
وقال “الدفاع المدني السوري” عبر “فيس بوك” إن الطيران المروحي استهدف الأحياء السكنية بريفي إدلب الجنوبي والشرقي، بعدد من البراميل المتفجرة بشكل مكثف، إلى جانب غارات روسية على محيط مدينة جسر الشغور.
وأسفرت تلك الغارات عن مقتل طفلة وإصابة سبعة آخرين بينهم خمسة أطفال في قرية بزابور، ومقتل سيدتين ضمن منزلهما في بلدة معرة حرمة، إضافة إلى إصابة ثمانية مدنيين بينهم ثلاث نساء وثلاثة أطفال بمزرعة البريج غربي مدينة كفرنبل، وأدت إلى دمار واسع في الممتلكات والمنازل وبعض المنشآت، بحسب “الدفاع المدني”.
كما قتل طفل وأصيب عشرة آخرون من المدنيين، جراء غارات من الطيران الحربي “السوخوي” على الأحياء السكنية بمدينة سراقب شرقي إدلب، بحسب صفحة “كفرنبل نيوز” الإخبارية.
ويوم الاثنين الماضي، ارتكب الطيران الروسي “مجزرة” باستهدافه السوق الشعبي في مدينة معرة النعمان، ما أسفر عن مقتل 13 مدنيًا وإصابة أكثر من 20 آخرين إلى جانب الدمار الواسع في السوق والمنطقة، بحسب “الدفاع المدني السوري”.
ويأتي التصعيد في ظل محاولات تقدم بري لقوات النظام بغطاء جوي روسي على محاور إدلب الجنوبية والشرقية، وسط إعلان الفصائل في إدلب التصدي لتلك المحاولات المتواصلة منذ الأسبوع الماضي.
تعليق دوام المدارس
ونتيجة التصعيد العسكري المكثف، علّقت مديرية التربية والتعليم في إدلب الدوام بجميع مدارس منطقتي أريحا ومعرة النعمان بريف إدلب الجنوبي.
وسبق ذلك تعليق الدوام في جميع مدارس مجمع معرة النعمان جنوبي إدلب، من قبل مديرية التربية والتعليم، الأحد الماضي، بسبب ما وصفته “الهجمة الوحشية لعصابات النظام” على المنطقة.
وكانت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، وثقت الأحد الماضي، مقتل 227 مدنيًا بينهم 72 طفلًا و32 سيدة، منهم 56 بينهم 19 طفلًا وست سيدات قتلوا على يد قوات النظام السوري، خلال شهر تشرين الثاني الماضي.
وقتل على يد القوات الروسية 70 مدنيًا، بحسب التقرير، بينهم 26 طفلًا و11 سيدة.
–