تقدم رئيس الحكومة العراقية، عادل عبد المهدي، باستقالته إلى البرلمان، على وقع المظاهرات المطالبة باستقالة الحكومة، بينما دعا رئيس الوزراء السابق، حيدر العبادي، إلى تشكيل حكومة جديدة.
ودعا عبد المدي البرلمان إلى النظر باستقالته، التي تقدم بها أمس السبت 30 من تشرين الثاني، خلال جلسته المقبلة، بعد دعوة المرجع الشيعي الأعلى في العراق، آية الله علي السيستاني، مجلس النواب إلى سحب الثقة من الحكومة.
وعبد المهدي أول رئيس حكومة يقدم استقالته منذ سقوط نظام الرئيس صدام حسين عام 2003.
من جانبه، دعا رئيس الوزراء العراقي السابق ورئيس “ائتلاف النصر” في الحكومة، حيدر العبادي، إلى سحب الثقة من الحكومة، وتشكيل حكومة جديدة منتصف الشهر المقبل، ببرنامج مؤقت وحدود زمنية على أن ترأسها شخصية مستقلة.
وقال المكتب الإعلامي للعبادي في بيان عبر “فيس بوك” أمس، السبت 30 من تشرين الثاني إن “العبادي أطلق مبادرته الوطنية، وأهم بنودها، سحب الثقة عن الحكومة الحالية فورًا استنادًا إلى المادة 61 من الدستور”.
وأضاف أن المبادرة تتولى ضمان تمثيل المتظاهرين بتعيين “معاون لرئيس الوزراء لشؤون التظاهرات، لضمان تحقيق المطالب واشراك الشعب بادارة المرحلة المؤقتة”.
ويترأس العبادي “ائتلاف النصر” في الحكومة العراقية، الذي رفض سابقًا أي اتفاق يقضي بالتمسك برئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي، ورأى أن الحل الوحيد للأزمة هو رحيله.
كما أحرق متظاهرون في النجف أمس السبت البوابة الرئيسة لمرقد رجل الدين الشيعي، محمد باقر الحكيم، مؤسس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية، والمعارض لنظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين.
وأصيب 25 متظاهرًا بجروح مختلفة جراء تعرضهم لإطلاق نار، قرب الضريح، حسب “الأناضول“.
ودعت قيادة شرطة النجف جنوبي العراق المحتجين إلى ضبط النفس، والالتزام بالتظاهر في ساحة الصدريين، بدلًا من التوجه إلى ساحة ثورة العشرين، حيث مرقد الحكيم، وتعهدت قوى الأمن بمحاسبة كل من تورط بقتل المتظاهرين وتقديمه إلى العدالة وفق القانون.
فيما أعلنت سبع محافظات وسط وجنوبي العراق، تعطيل الدوام في بعض المراكز الحكومية اليوم الأحد، حدادًا على قتلى المظاهرات من القوات الأمنية والمتظاهرين، بحسب وكالة الأنباء العراقية “واع“.
وقتل أكثر من 420 شخصًا وجُرح 15 ألفًا في بغداد والجنوب ذي الأغلبية الشيعية، وفقًا لإحصائية أعدتها وكالة “فرانس برس“، منذ بدء المظاهرات في الأول من تشرين الأول الماضي، التي طالبت برحيل الطبقة الحاكمة في البلاد.