الاغتيالات السياسية تنذر بثورة جديدة في درعا

  • 2019/12/01
  • 10:17 ص

مئات يشيعون عنصرين شقيقين من صفوف المعارضة السابقة في درعا البلد 29 تشرين الثاني 2019 (تجمع أحرار حوران)

عنب بلدي – أحمد جمال

تختلط المعادلات السياسية في درعا، بعد زيادة العمليات التي تعرض لها النظام السوري ورد عليها باغتيال قياديين وعناصر سابقين في المعارضة، لتشتعل المحافظة بمظاهرات شعبية غاضبة، تحمل رسائل سياسية للنظام وحلفائه وتتوعد بثورة جديدة.

أحداث سلبية متسارعة تشهدها المحافظة تنوعت بين عمليات أمنية ضد عناصر النظام وضباطه، واغتيالات متكررة تطال قياديين وعناصر سابقين في المعارضة السابقة، تلتها مظاهرات غاضبة ضد أجهزة النظام وأذرعها الأمنية.

ثورة جديدة ورسائل سياسية

يقول محافظ درعا السابق، المحامي علي الصلخدي، في حديثه لعنب بلدي، إن “الثورة” انتهجت خطًا جديدًا في درعا، بتلك العمليات المكثفة التي تستهدف عناصر النظام والمحسوبين عليه، مضيفًا، “موضوع قتل الخونة والمأجورين هو عمل مستمر، وكل من يثبت عليه التعامل مع النظام سيكون مصيره القتل”، بحسب تعبيره.

وكان القيادي السابق في المعارضة، أدهم الكراد، كتب على صفحته في “فيس بوك”، بالتزامن مع عمليات عدة استهدفت عناصر للنظام، في 27 من تشرين الثاني الماضي، “اليوم هو أول أيام الثورة المباركة وما سبقها من سنين فهو تحضير، الأحرار اليوم بجعبتهم الكثير من الأوراق التي تستطيع خلط الموازين وتحقيق النجاح، وهي تستخدم تباعًا وسيتم التصعيد تدريجيًا إلى ما شاء الله”.

كما أن العمليات الأمنية التي ازدادت في الفترة الماضية تعتبر رسالة سياسية إلى المفاوضين في المحافل الدولية وخاصة في جنيف، وفحوى تلك الرسالة أن تلك المفاوضات قائمة على دماء السوريين والمجازر التي ترتكب بحقهم من قبل روسيا والنظام، بحسب الصلخدي، الذي يقول، “أهالي حوران لا يسكتون على ضيم”، وفق تعبيره.

وهذا ما أكده القيادي الكراد بقوله على “فيس بوك”، “المشكلة أن الساسة غرقوا في مستنقع التفاصيل وأضاعوا البوصلة مرارًا، فوجب تذكيرهم بأن عنواننا الأرض، والحراك بشتى أنواعه لن يتوقف حتى تحقيق الأهداف”.

وأضاف الكراد، “من ينشد التهدئة في سوريا عليه وقف الاعتقالات وفورًا وبشكل مطلق والبدء بكشف أحوال المعتقلين في السجون القديم منهم والحديث، وضمن جدول زمني واضح ومكشوف للجمهور”.

عمليات انتقامية

يشير الصلخدي، إلى أن الاغتيالات التي تستهدف قياديين وعناصر من المعارضة السابقة هي عمليات انتقامية للنظام ردًا على العمليات الأمنية التي تطال حافلاته ومقراته والشخصيات العسكرية والأمنية المحسوبة عليه.

ويقول الصلخدي في حديثه لعنب بلدي، إن “النظام يقف وراء عمليات اغتيال المعارضين السابقين، وهو عمل انتقامي للنظام وحلفائه بعد مقتل عناصره بعمليات متكررة في أنحاء متفرقة من درعا”.

ولا يعلق النظام السوري على المجريات الأمنية والسياسية في درعا وهي سياسة يتبعها الإعلام الرسمي، الذي يكتفي بالترويج للخدمات التي يقدمها النظام لأهالي المنطقة بعد سيطرته على المحافظة بدعم روسي في تموز عام 2018.

مظاهرات بلون الغضب

أدت عمليات الاغتيال التي طالت المعارضين السابقين في المنطقة، إلى حالة غضب شعبية تمثلت بمظاهرات بعضها في أثناء التشييع، بعد تصاعد حدة الاغتيالات المسجلة ضد مجهولين.

أبز تلك الأحداث كانت اغتيال القيادي السابق في فصائل المعارضة، وسيم الرواشدة، بعبوة ناسفة من قبل مجهولين، في بلدة طفس بريف إدلب، في 27 من تشرين الثاني الماضي، ليتحول تشييعه إلى مظاهرة غاضبة نادت بإسقاط النظام وطرد الميليشيات الإيرانية من المنطقة.

رفع المتظاهرون أعلامًا ثورية ولافتات كتب على بعضها، “من كانت شريعته الظلم والفساد لا يمكن أن يخلف إلا القتل والدمار في البلاد”، و”حوران لم ولن تنتهي وسيأتي اليوم الذي تقول فيه كلمتها الأخيرة”.

وغداة ذلك، قُتل الشقيقان محمد وأحمد الصياصنة، برصاص مجهولين في وسط مدينة درعا البلد، وهما عنصران سابقان في المعارضة، لتنتفض أحياء المدينة في اليوم التالي، بمظاهرة شعبية غاضبة شارك فيها المئات في أثناء تشييع الشقيقين.

كما شهدت مناطق عدة في درعا خلال الأسبوعين الماضيين، مظاهرات ووقفات احتجاجية نادت بإسقاط النظام ورفع القبضة الأمنية وطالبت بالمعتقلين، كان أبرزها في بلدات تل شهاب واليادودة والمزيريب وطفس ودرعا البلد وجلين وبيت سحم وجاسم والكرك الشرقي.

عمليات أمنية

في المقابل تزايدت العمليات الأمنية “الانتقامية” التي استهدفت ضباطًا وعناصر من النظام السوري في مناطق متفرقة من درعا، وسط تحذيرات معارضين من رفع مستوى العمليات على خلفية الوضع الأمني المتردي.

التصعيد الأكبر جرى في 28 من تشرين الثاني الماضي، إذ اغتال مجهولون أربع شخصيات أمنية في صفوف النظام، بينهم ضابط ومساعد، وقال مراسل قناة “سما” الفضائية فراس الأحمد، عبر “فيس بوك“، إن الملازم رياض عبد الله الطالب، من صفوف “الدفاع الوطني” التابع للنظام، قتل برصاص مجهولين في بلدة المزيريب غربي درعا، وأصيب شخص آخر كان برفقته.

وأضاف الأحمد أن مسلحين مجهولين اغتالوا أيضًا رئيس مفرزة المخابرات الجوية، المساعد عز الدين رجب، في بلدة بصر الحرير شرقي درعا، عبر إطلاق النار عليه بكمين أُعد له في المنطقة.

كما استهدف مجهولون سيارة عنصر يدعى “أبو جعفر”، من مرتبات الأمن العسكري، بريف درعا، دون أن يعرف مصيره حتى اللحظة، وسبق ذلك العثور على جثمان المجند في قوات النظام أحمد شرف الديري، من مدينة الشيخ مسكين، بحسب مراسل عنب بلدي.

وكان الحاجز الشرقي للنظام في بلدة السهوة شرقي درعا، تعرض لهجوم ليلي من قبل مسحلين مجهولين، في 15 من تشرين الثاني الماضي، تزامنًا مع هجوم مماثل على المفرزة الأمنية للنظام في مدينة الحارة شمالي درعا، وهجوم آخر على منزل فراس اللباد وعلاء اللباد العاملين مع الأمن العسكري في مدينة الصنمين.

كما اغتال مجهولون، ناصر المتوالي في مدينة طفس في 19 من الشهر ذاته، وهو متهم بالتعامل مع “حزب الله ” اللبناني، وتبعه في اليوم التالي اغتيال حمدي الزعبي من بلدة اليادودة وهو متهم بالعمل مع الأمن العسكري.

مقالات متعلقة

  1. استهداف إعلاميَين بدرعا أحدهما في "اللجنة المركزية"
  2. عام على التسوية.. درعا بيد مَن؟
  3. ثلاث جهات تفاوض النظام في درعا أمام ثلاثة سيناريوهات
  4. استراتيجية جديدة لتفريغ درعا من مقاتلين معارضين

سوريا

المزيد من سوريا