عنب بلدي – ريف حلب
فكرة “قديمة حديثة”، نشأت من اجتماع الفلاحين بعد الحصاد للاحتفال بالمحصول إلى عرض المنتجات ومراحل إنتاجها من الزرع حتى القطاف، تحولت إلى مهرجان شمل أنواع محاصيل الزيتون وزيوتها، مع الأطعمة الشعبية المرتبطة بموسم الحصاد وأدواته وحرفه التراثية.
أقيم في مدينة الباب بريف حلب الشرقي مهرجان الزيتون الأول، بالتعاون بين منظمة “بنفسج” ومديرية الزراعة في المجلس المحلي للمدينة.
موروث الشمال
احتفى المهرجان بشجرة الزيتون كونها “موروث الشمال”، حسب وصف منسق برنامج الحماية في منظمة “بنفسج” إبراهيم سرميني، متحدثًا عن أهمية العناية والاحتفاء بها.
“شجرة الزيتون هي الأهم لدى سكان الشمال السوري لأنها تعتبر الموروث من جيل لجيل، فمن النادر أن تجد أحدًا من أهالي الشمال لا يملك ولو شجرة زيتون واحدة يحضر منها مونة العام”، قال سرميني، معددًا في حديثه لعنب بلدي فعاليات المهرجان، التي تضمنت أنشطة تختص بماضي الحصاد وأخرى بالعناية بالأشجار.
بدأ المهرجان بمحاضرة زراعية شرحت أهمية شجر الزيتون وفوائد الزيت، وما يمكن أن تتعرض له الشجرة من أمراض وكيفية الوقاية منها، ومحاضرة تاريخية عرضت أهمية الزيتون في اقتصاد الممالك التي حكمت المنطقة قديمًا.
وضم المهرجان سوقًا تجاريًا شاركت فيه العديد من الشركات المنتجة للزيتون وزيت الزيتون، قدمت منتجاتها وعرضت الأدوات التراثية التي استُخدمت قديمًا في جني المحاصيل.
كما قدمت الأطعمة الشعبية التي تعد بمواسم الزيتون متل “الكسيب والحلاوة”، التي كان البائع يجلبها إلى البساتين لبيعها للعمال بالحصاد لأنه “يمدهم بالطاقة لإتمام العمل”، حسبما قال سرميني.
وعرض المزارعون والمشاركون حرفًا وأعمالًا فنية، مثل السلال المصنوعة من أغصان شجر الزيتون، وجرار الصلصال المزينة.
وعملت منظمة “بنفسج” على تنفيذ مشاريع سابقة للعناية بالزيتون، مثل مشروع القطاف وبخ المبيدات بالتعاون مع مديرية الزراعة في المجلس المحلي بمدينة الباب.
وقال المزارع صطوف عبد الله، إنه كان من المستفيدين من المشاريع التي قدمتها المنظمة في الباب، وإنها خففت الأعباء المادية التي واجهها للعناية بالمحصول هذا العام.
صعوبات ومخاوف من الخسارة
واجه المزارعون في المنطقة هذا العام مصاعب تمثلت بارتفاع أسعار الوقود واليد العاملة، حسبما قال الفلاح صطوف عبد الله لعنب بلدي، مشيرًا إلى أنه شارك بالمهرجان لأمله بإيجاد مصدّرين لمنتجاته وليتمكن من تعويض تكلفة المحصول.
واعتبر التاجر أنس شحود أن الفلاحين كانوا أكبر المتضررين هذا العام، بسبب إغلاق الطرقات، عقب بدء العملية العسكرية التركية على الحدود السورية، في 9 من تشرين الأول الماضي، إذ انخفض سعر تنكة زيت الزيتون من 38 دولارًا العام الماضي إلى 27 دولارًا هذا العام، وقال شحود إن المهرجان يفتح الطرق أمام المزارعين لترويج منتجاتهم وبيعها للسوق الخارجية.
وقال مدير الزراعة في مدينة الباب، الدكتور مصطفى عكوم، لعنب بلدي إن ميزة المهرجانات هي جمعها بين المُنتج المباشر والتاجر والمسوق والمستهلك دون وجود حواجز، لتسهل على الفلاحين عرض بضائعهم وتصنيفها.
ولم تشهد مدينة الباب مهرجانات مختصة بالزراعة سابقًا، مع اعتماد المجلس المحلي على دعم المزارعين بالإعلان عبر وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات المعروفة، وأضاف عكوم أن المهرجان لن يكون الأخير، إذ ينوي المجلس إقامة مهرجانات مقبلة تختص بكل منتج مهم.