“بارودة خشب”.. آثار الحرب البعيدة في فيلم وثائقي

  • 2019/12/01
  • 12:00 ص

لقطة من فيلم بارودة خشب (قناة الجزيرة الوثائقية على يوتيوب)

“اشتباكات مسلحة.. قتلى.. قرارات دولية”، تتكرر هذه العبارات المقتبسة من وسائل الإعلام العربية في حديثها عن سوريا والمعارك الدائرة فيها، بين مشاهد فيلم المخرج الفوز طنجور، “بارودة خشب”.

بالون أحمر أطلقه مراهق، يطير ويقع بين سيارات تمشي بسرعة كبيرة، يحركه الهواء فيبدو متخبطًا وتائهًا.. يرمز مخرج “بارودة خشب” من خلال هذا المشهد لمستقبل الطفل، في بلد يعيش أزمات لا تنتهي منذ الحرب الأهلية عام 1975.

اللقطات الأولى من الفيلم خصصها المخرج لبيروت، تبدو فيها الأبراج والآلات والرافعات، لكنّ خلف كل هذا الإسمنت دمارًا لم يستطع أحد إصلاحه، وخللًا قسّم المجتمع اللبناني، مع تنويه خاص عن الدستور اللبناني.

يتمحور الفيلم الوثائقي حول أربع شخصيات لبنانية ولدت في الحرب الأهلية في ثمانينيات القرن الماضي، يصور طريقة عيشهم، ويستشرف من خلالها بشكل غير مباشر، مستقبل سوريا ما بعد الحرب.

تعمل الشخصيات الأربع في الشق الثقافي والفني في لبنان، وتعبر عن جيل من اللبنانيين لم يقتل أحدًا، ولم يرفع السلاح في وجه الآخرين، لكنه ما زال يعيش حربًا مستمرة بشكل آخر، تؤثر على مسار حياته بالكامل.

يسير إيقاع الفيلم ببطء، كالحياة في بيروت، التي تبدو في ظاهرها مدينة تضج بالحياة، لكن في عمقها تفاصيل مختلفة ترسم وجهًا آخر أكثر تعبًا، مع لقطات طويلة لشكل الحياة في العاصمة اللبنانية.

يحمل الفيلم، الذي يصور رحلة للبحث عن وطن صالح للعيش، لغة سينمائية جميلة، يشوبها بطء في سرد الأحداث، وهو محمل برسائل شتى، عن الحاضر والمستقبل، والأثمان التي يدفعها اللبنانيون، وسيدفعها لاحقًا السوريون نتيجة الحرب.

حصل “بارودة خشب” على جائزة “الحريات وحقوق الإنسان” في مهرجان “الجزيرة السينمائي للأفلام الوثائقية” عام 2013، وهو نفس عام إنتاجه.

وعلى الرغم من التكوين الوثائقي في الفيلم، لكنه يقترب من الأفلام الروائية، وهو ما برره مخرجه، في حوار مع قناة “الجزيرة”، مؤكدًا أنه اختار شخصياته ليست لتكون مناسبة فقط، وإنما لتكون حرة في فضاء الفيلم وغير مقيدة، تمامًا كما على خشبة المسرح، حتى تستطيع البوح بمكنونات الذاكرة، وتسهم في بناء حكاية الفيلم وبالتواطؤ التام مع المخرج.

مقالات متعلقة

أفلام ومسلسلات

المزيد من أفلام ومسلسلات