تتواصل مبادرات شيوخ العشائر العربية لإخراج نساء وأطفال من مخيم “الهول” بريف الحسكة، حيث وصل عدد الدفعات التي سمحت لها “الإدارة الذاتية” (الكردية) بالخروج حتى الآن إلى سبع دفعات، كانت أولاها في حزيران الماضي، وجاءت بعد نحو ثلاثة أشهر على هزيمة تنظيم “الدولة الإسلامية” في آخر معاقله في سوريا.
وتقدر الأمم المتحدة، عدد سكان مخيم الهول بأكثر من 70 ألفًا، بينهم نحو عشرة آلاف امرأة من جنسيات أجنبية، أغلبيتهم العُظمى من السوريين وهم إما من النازحين أومن عائلات المقاتلين في تنظيم “الدولة”، بينهم نحو 3500 طفل لا يملكون وثائق ولادة.
متى بدأت الكفالات؟
في أيار الماضي، عُقد في ناحية عين عيسى بريف الرقة، ملتقى حمل اسم “ملتقى العشائر”، جمع شيوخ عشائر ووجهاء من شمال شرقي سوريا، بقيادات ونواب من الرئاسة المشتركة لـ “المجلس التنفيذي للإدارة الذاتية لشمالي وشرقي سوريا”، مثل عبد حامد المهباش، وبيريفان خالد، وإليزابيت كورية، وأمينة أوسي، ومسؤول المخيمات في شمالي وشرقي سوريا، شيخموس أحمد.
ونتجت عن الملتقى مخرجات، تقضي بإخراج نساء وأطفال من أبناء مناطق شمالي وشرقي سوريا، الذين نزحوا إلى مخيم “الهول” نتيجة للأوضاع التي مرت بها مناطقهم في أثناء المعارك ضد “تنظيم الدولة”، وفق وكالة “ANHA” التابعة لـ “الإدارة الذاتية“.
وبعد نحو شهر من هذا الاجتماع، خرجت أول دفعة من مخيم “الهول”، وضمت حينها قرابة 800 طفل وامرأة.
وأوضح حينها، رئيس المجلس التنفيذي لـ”الإدارة الذاتية” عبد حامد المهباش، لوكالة الصحافة الفرنسية، أن الذين خرجوا هم من أبناء مدينتي الرقة والطبقة، وبكفالة شيوخ ووجهاء العشائر في المنطقة، مؤكدًا أن الدفعة شملت مدنيين كانوا قد فرّوا من المعارك ولا علاقة لهم بالتنظيم، وفق قوله.
وتتالت بعد الدفعة الأولى، دفعات أخرى على مدار الأشهر الماضية، حتى وصل عددها، في 24 من تشرين الثاني الحالي، إلى سبع دفعات، حيث أخرجت إدارة مخيم “الهول” 111 عائلة مؤلفة من 366 شخصًا من نساء وأطفال.
وانطلقت الدفعة السابعة بشكل جماعي من المخيم عبر آليات مخصصة لهم لإيصالهم إلى مدينة الرقة، ومن هناك تم تسلمهم من قبل وجهاء العشائر.
وبحسب مسؤول قسم الخروج في المخيم، محمد علي، فقد بلغ العدد الكامل لمن خرجوا منذ الرحلة الأولى إلى الرحلة السابعة 2500 شخص، وهم من مختلف مدن الشمال السوري، وممن لم تكن لهم علاقة بالتنظيم، وفق وكالة “ANHA“.
أجواء متوترة
وشهد مخيم “الهول” خلال الشهرين الماضيين عمليات قتل لنساء من القاطنات بداخله، دون معرفة الجهة التي تقف وراء تلك العمليات، حيث تتبادل النساء في المخيم مع إدارته الاتهامات بالوقوف وراء عمليات القتل.
ودفعت تلك الحوادث “قوات الأمن الداخلي” (أسايش) التابعة لـ “الإدارة الذاتية”، إلى تنفيذ حظر للتجوال في المخيم عدة مرات.
وتتهم الأمم المتحدة “الإدارة الذاتية” التي تدير أوضاع المخيم باحتجاز السكان فيه، خاصة عوائل المقاتلين الأجانب الذين ترفض بلدانهم استردادهم، وتصف الأوضاع الإنسانية داخله بـ “المروعة”.
وكانت “الإدارة الذاتية”، افتتحت مخيم “الهول” منتصف نيسان 2016، لاستقبال النازحين الفارين من مناطق خاضعة لتنظيم “الدولة”، واللاجئين من مناطق العراق الحدودية القريبة من بلدة الهول شرقي الحسكة.
–