“أين كنت في الحرب”.. الحرب الأهلية اللبنانية بعيون أمرائها
شكلت الحرب الأهلية اللبنانية، والتي امتدت لـ 15 عامًا، (1975- 1990)، منعطفًا تاريخيًا مهمًا في المنطقة العربية ككل، وفي الشرق الأوسط خصوصًا، وما زالت تعيش المنطقة انعكاساتها حتى اليوم.
ويخوض كتاب “أين كنت في الحرب”، للكاتب والصحفي اللبناني غسان شربل، في تفاصيل هذه الحرب، عبر شهادات جمعها من قائد الجيش اللبناني السابق، ورئيس الجمهورية اللبنانية الحالي، ميشال عون، ورئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، والقائد السابق للقوات اللبنانية، إيلي حبيقة.
يقدم الكتاب أحداث الحرب اللبنانية بلسان وعيون أمرائها، الذين لعبوا خلال الحرب دورًا كبيرًا فيها، وكانوا مسؤولين عن القرارات العسكرية والسياسية التي اتخذت في أثنائها.
ينطلق الكتاب من مرحلة ما بعد اغتيال رئيس الوزراء الأسبق، رفيق الحريري في عام 2005، وما نتج عنه من خروج النظام السوري من لبنان، والتغييرات التي طالت مصير كل من جنبلاط وجعجع وعون بسبب هذا الاغتيال.
الحرب الأهلية لم تنته
تبدو رسالة الكتاب واضحة، الحرب لم تنته، ولبنان يعيش على رماد يغطي نيران مشتعلة، ولا أحد يعرف متى تنفجر هذه النيران ومن تطول، وتم اختيار الشخصيات الأربع لما بينها من “قصص دامية مكلفة”، ويعد الكتاب قصة أربعة رجال شاركوا في أكثر فصول الحرب دموية وقسوة، بحسب مقدمة الكاتب.
يبدو الكتاب في ظاهره، وحتى عام 2011 يخص لبنان وحده، وعند التبحر في عمقه، يستطيع القارئ استشراف مستقبل سوريا السياسي والعسكري، ويستطيع فهم العلاقة المتشعبة التي سادت بين سوريا ولبنان، على الأقل منذ دخول قوات النظام السوري إلى لبنان عام 1976.
تتداخل الحوارات التي أجراها غسان شربل مع أحداث تاريخية مهمة، تشرح العلاقة السياسية والأمنية والعسكرية بين الأطراف الأربعة، ولم يستح أحد منهم في شرح تحالفاته العسكرية، ومحاولاته لاغتيال هذا الطرف أو ذاك.
الكتاب هو وثيقة اتهام جاهزة لمن حكموا ويحكمون لبنان، أمراء الحرب الأهلية التي لم تنته بتوقيع اتفاق الطائف، ولكن المتظاهرين اليوم أعلنوا إنهاءها عندما طالبوا برحيل أمراء الحرب هؤلاء، وغيرهم ممن ذكروا أو لم يذكروا في الكتاب.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :