أثار لقاء أبو محمد الجولاني، مؤسس وأمير جبهة النصرة، الأربعاء 28 أيار، ردود أفعال متباينة، بين تأييد للتطمينات التي أرسلها للأقليات في سوريا، إضافة لاستمرار دور “النصرة” البارز في قتال نظام الأسد وحلفائه، وبين خيبة أمل لعدم فك الارتباط عن تنظيم “القاعدة”، كما أشيع قبل اللقاء.
تطمينات بالجملة:
وفي لقاء أجرته شبكة الجزيرة ،أمس الأربعاء، ضمن برنامج بلا حدود، والذي قدمه الإعلامي أحمد منصور من داخل الأراضي المحررة في سوريا، قال أبو محمد الجولاني إن “العلويين بعد كل ما فعلوه من مجازر لن نحاربهم فنحن لسنا مجرمين قتلة، نحن نقاتل من يقاتلنا ونقف في وجه الظلم”، وأردف “نحن نبين أخطاءهم، إن تراجعوا عنها ورموا سلاحهم وتبرؤوا من بشار الأسد سيقع على عاتقنا حمايتهم”.
الجولاني، والذي اعتبر العلويين أنهم غير مسلمين “خرجوا عن دين الله”، نوه إلى أن الحرب ضد نظام الأسد ليست “ثأرية”، قائلًا “لن نقاتل إلا من يقاتلنا”، ومعلنًا أن “كل قرية علوية تتبرأ من النظام وتتراجع عن الأخطاء العَقَدية ويعودوا إلى حضن الإسلام فسيصبحوا أخوة لنا”.
وأكد قائد جبهة النصرة، حماية القرى الدرزية والمسيحية في ريف إدلب، وإرسال دعاة إسلاميين إلى قراهم لتوضيح أخطائهم، على حسب وصفه، ورأى أن “النصارى” سيخضعون لـ “الحكم الإسلامي” في حال أقيم نظام إسلامي في سوريا، متعهدًا بحمايتهم.
وأشار الجولاني أن “التكفير هو تهمة كالإرهاب، يلقونها علينا لينفروا الناس منا”، مؤكدًا “عدم تكفير أي مسلم إلا بفتوى شرعية”.
المسلمون يحبون تنظيم القاعدة
وفي سياق حديثه عن أعمال جبهة النصرة في سوريا والمعارك التي تخوضها ضد قوات الأسد، اعتبر الجولاني أن “المسلمين يحبون جبهة النصرة وتنظيم القاعدة”، مشيرًا إلى أن التحالف الغربي يساعد قوات الأسد في استهداف مقرات جبهة النصرة في سوريا، نافيًا وجود أي جماعة اسمها “خراسان” كما تدعي أمريكا.
وأكد الجولاني أن مهمة جبهة النصرة هي “إسقاط النظام ورموزه وحلفائه” والتفاهم مع باقي الفصائل لإقامة “حكم إسلامي راشد”، بحسب توجيهات تلقتها الجبهة من الدكتور أيمن الظواهري، قائد تنظيم القاعدة.
موضحًا أن إرشادات من الظواهري تلقوها لعدم جعل الشام قاعدة لعمليات ضد الولايات المتحدة أو الدول الغربية بشكل عام، حتى لايتم التشويش على المعركة الموجودة، “ربما القاعدة تفعل ذلك لكن ليس من الشام”، ولم يستبعد أن يكون هناك إفرازات جديدة في حال استمرت واشنطن باستهداف مقرات النصرة.