على وقع تصاعد وتيرة الاحتجاجات.. رئيس الوزراء العراقي يعتزم الاستقالة
قال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، إنه سيقدم استقالته للبرلمان بحيث يتسنى للنواب اختيار حكومة جديدة، وذلك بعد يوم دامٍ عاشه العراق راح ضحيته أكثر من 40 قتيلًا من المتظاهرين في مناطق متفرقة.
وذكر البيان اليوم، الجمعة 29 من تشرين الثاني، أن قرار عبد المهدي جاء استجابة لدعوة لتغيير القيادة، أطلقها المرجع الشيعي الأول في العراق، آية الله علي السيستاني، وفق وكالة “رويترز“.
ولم تذكر وكالة الأنباء العراقية (واع) أو حساب عبد المهدي، عبر “تويتر”، حتى وقت إعداد هذا التقرير، أي أنباء عن نيته تقديم استقالته.
ويأتي هذا القرار، بعد يوم دامٍ شهدته محافظتا ذي قار والنجف، أمس الخميس، حيث قتلت قوات الأمن العراقية بالرصاص 45 محتجًا، بعدما اقتحم متظاهرون بعثة دبلوماسية إيرانية وأضرموا النيران فيها، ويعتبر هذا العدد من القتلى هو الأكبر الذي تشهده الاحتجاجات العراقية في يوم واحد، منذ مطلع تشرين الأول الماضي.
وقبل الإعلان عن استقالة رئيس الوزراء العراقي، أدان المرجع الشيعي الأعلى في العراق، علي السيستاني، استخدام القوة المميتة ضد المحتجين، وحث المتظاهرين على رفض العنف والتخريب، محذرًا من دوامة عنف أخرى في البلاد.
وقال ممثل عن السيستاني، في خطبة الجمعة اليوم، في مدينة كربلاء، “المرجعية الدينية إذ تترحم على الشهداء الكرام، وتواسي ذويهم، وتدعو لهم بالصبر والسلوان، وللجرحى بالشفاء العاجل، تؤكد مرة أخرى على حرمة الاعتداء على المتظاهرين السلميين، ومنعهم من ممارسة حقهم في المطالبة بالإصلاح”، وفق “رويترز”.
وردًا عل وقوع هذا العدد الكبير من القتلى، شكّل مجلس القضاء الأعلى العراقي اليوم، الجمعة 29 من تشرين الثاني، هيئة من ثلاثة نواب للتحقيق العاجل في عمليات قتل المتظاهرين خلال اليومين الماضيين.
وأوضح الناطق الرسمي باسم المجلس، القاضي عبد الستار بيرقدار، في بيان نقلته وكالة الأنباء العراقية (واع)، أن اللجنة شُكلت من ثلاثة نواب رئيس محكمة استئناف ذي قار.
من جانبها، أدانت وزارة الخارجية العراقية، أمس الخميس، ما تعرضت له القنصلية الإيرانية، في مدينة النجف جنوبي العراق.
وجاء الموقف العراقي بعد حرق قنصلية طهران، من قبل مئات المتظاهرين، في النجف، واعتبرت الوزارة في بيان لها أن الهدف بات جليًا، وهو الإضرار بالعلاقات التاريخية بين العراق وإيران.
وتزامن بيان الخارجية العراقية، مع استنكار الخارجية الإيرانية عبر المتحدث الرسمي باسمها، عباس موسوي، “بشدة” ما وصفه بالاعتداء على القنصلية الإيرانية في النجف، وطالب موسوي بغداد بتحرك رسمي مسؤول وحاسم تجاه منفذي الحريق، بحسب ما نقلته وكالة “فارس” الإيرانية.
وتعتبر حادثة إحراق القنصلية الإيرانية الثانية من نوعها في أقل من شهر، بعد أن أحرق متظاهرون، في 4 من تشرين الثاني الحالي، قنصلية إيران في محافظة كربلاء المجاورة، وسبق أن أحرق متظاهرو البصرة قنصلية إيران في البصرة، نهاية عام 2018.
وكان زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر، دعا رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، وحكومته للاستقالة فورًا، حقنًا للدماء، مبديًا قلقه على مستقبل العراق.
ونفى الصدر في بيان، عبر حسابه في تويتر، أن يكون قد أمر أتباعه بالزج في المظاهرات، ونأى بنفسه بين “حكومة فاسدة محضة وبين متظاهرين لم يلتزموا بالسلمية بعد يأسهم منها”، وفق قوله.
وأكد الصدر أنه لن يشارك بعد اليوم في أي حكومة أو انتخابات مقبلة في ظل وجود الطبقة السياسية الحالية، معبرًا عن قلقه وحزنه على مستقبل العراق.
وختم بيانه بتوجيه النصح لما أسماه الطرف الأول وهو الحكومة بالاستقالة فورًا، والطرف الثاني وهم المتظاهرون بالالتزام بالأخلاقيات العامة للتظاهر لأن سمعتهم أهم من أي شيء، وفق تعبيره.
–
— مقتدى السيد محمد الصدر (@Mu_AlSadr) November 28, 2019
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :