على وقع أكثر الأيام دموية.. الصدر قلق على مستقبل العراق وغوتيريش يحذر من العنف
تحوّل يوم أمس الخميس، إلى أكثر الأيام دموية في العراق منذ بدء الاحتجاجات المطالبة باستقالة الحكومة، مطلع تشرين الأول الماضي، حيث قتلت قوات الأمن العراقية بالرصاص 45 محتجًا، بعدما اقتحم متظاهرون بعثة دبلوماسية إيرانية وأضرموا النيران فيها.
بيانات غاضبة
وردًا عل وقوع هذا العدد الكبير من القتلى، شكّل مجلس القضاء الأعلى العراقي اليوم، الجمعة 29 من تشرين الثاني، هيئة من ثلاثة نواب للتحقيق العاجل في عمليات قتل المتظاهرين خلال اليومين الماضيين.
وأوضح الناطق الرسمي باسم المجلس، القاضي عبدالستار بيرقدار، في بيان نلقته وكالة الأنباء العراقية (واع)، أن اللجنة شُكلت من ثلاثة نواب رئيس محكمة استئناف ذي قار.
من جانبها، أدانت وزارة الخارجية العراقية، أمس الخميس، ما تعرضت له القنصلية الإيرانية، في مدينة النجف جنوبي العراق.
وجاء الموقف العراقي بعد حرق قنصلية طهران، من قبل مئات المتظاهرين، في النجف، واعتبرت الوزارة في بيان لها أن الهدف بات جليًا، وهو الإضرار بالعلاقات التاريخية بين العراق وإيران.
وتزامن بيان الخارجية العراقية، مع استنكار الخارجية الإيرانية عبر المتحدث الرسمي باسمها، عباس موسوي، “بشدة” ما وصفه بالاعتداء على القنصلية الإيرانية في النجف، وطالب موسوي بغداد بتحرك رسمي مسؤول وحاسم تجاه منفذي الحريق، بحسب ما نقلته وكالة “فارس” الإيرانية.
وتعتبر حادثة إحراق القنصلية الإيرانية الثانية من نوعها في أقل من شهر، بعد أن أحرق متظاهرون، في 4 تشرين الثاني الحالي، قنصلية إيران في محافظة كربلاء المجاورة، وسبق أن أحرق متظاهرو البصرة قنصلية إيران في البصرة، نهاية عام 2018.
وتُعد النجف من المدن المقدسة دينيًا، وهي مكان إقامة المرجع الشيعي الأعلى في العراق، علي السيستاني، الذي عبر أكثر من مرة عن دعمه لمطالب الاحتجاجات الشعبية.
وحاول المحتجون مرارًا اقتحام القنصلية الإيرانية في كربلاء المجاورة، في وقت سابق من هذا الشهر، لكن قوات الأمن العراقية ردت ما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص.
غوتيريش والصدر قلقان
ولقي ما لا يقل عن 29 شخصًا مصرعهم عندما فتحت القوات النار على متظاهرين أغلقوا جسًرا في مدينة الناصرية الجنوبية، أمس الخميس، كما قتل أربعة آخرون في العاصمة بغداد، حيث أطلقت قوات الأمن الذخيرة الحية والطلقات المطاطية قرب جسر على نهر دجلة، كما قتل 12 متظاهرًا في اشتباكات وقعت في مدينة النجف، وفق وكالة “رويترز”.
ودعا زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر، رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، وحكومته للاستقالة فورًا، حقنًا للدماء، مبديًا قلقه على مستقبل العراق.
ونفى الصدر في بيان، عبر حسابه في تويتر، أن يكون قد أمر أتباعه بالزج في المظاهرات، ونأى بنفسه بين “حكومة فاسدة محضة وبين متظاهرين لم يلتزموا بالسلمية بعد يأسهم منها”، وفق قوله.
وأكد الصدر أنه لن يشارك بعد اليوم في أي حكومة أو انتخابات قادمة في ظل وجود الطبقة السياسية الحالية، معبرًا عن قلقه وحزنه على مستقبل العراق.
وختم بيانه بتوجيه النصح لما أسماه الطرف الأول وهو الحكومة بالاستقالة فورًا، والطرف الثاني وهم المتظاهرون بالالتزام بالأخلاقيات العامة للتظاهر لأن سمعتهم أهم من أي شيء، وفق تعبيره.
— مقتدى السيد محمد الصدر (@Mu_AlSadr) November 28, 2019
من جهته، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن قلقه العميق إزاء التقارير التي تشير إلى استمرار استخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين في العراق، ما أدى إلى ارتفاع عدد الوفيات والإصابات، ولا سيما في الناصرية.
وذكر بيان للأمم المتحدة، أمس الخميس، أن غوتيريش يحث جميع الفاعلين في الساحة العراقية على الامتناع عن العنف والدخول في حوار سلمي لمصلحة العراق والشعب العراقي.
وكرر الأمين العام دعوته السلطات العراقية إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وحماية أرواح المتظاهرين واحترام الحق في حرية التعبير والتجمع والتحقيق بسرعة في جميع أعمال العنف.
كما ذكّر الأمين العام السلطات العراقية بالتزامها بحماية المنشآت والموظفين الدبلوماسيين والقنصليين وكذلك الممتلكات العامة والخاصة.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :