شهدت مدينة طفس بريف درعا، مظاهرة شعبية مناهضة للنظام السوري، وذلك في أثناء تشييع قيادي سابق في صفوف المعارضة السورية قتل بتفجير على يد مجهولين.
وأفاد مراسل عنب بلدي في درعا، اليوم الخميس 28 من تشرين الثاني، أن العشرات شيعوا القيادي السابق في فصائل المعارضة، وسيم عبد الله الرواشدة، وهتفوا خلالها بشعارات تنادي بإسقاط النظام وخروج المليشيات الإيرانية من المنطقة.
وأضاف المراسل أن المتظاهرين رفعوا لافتات مناهضة للنظام والوجود الإيراني في درعا، محملين قوات النظام مسؤولية مقتل القيادي والاغتيالات المتكررة، إضافة إلى التنديد بالأوضاع الأمنية والاقتصادية المتردية في المحافظة، كما طردوا دورية روسية كانت بالقرب من المكان، بحسب وصفه.
حملت بعض اللافتات عبارة “حوران لم ولن تشتكتي وسيأتي اليوم الذي تقول فيه كلمتها الأخيرة”، و”كل ليمونة ستجنب طفلًا ومحال أن ينتهي الليمون”، إلى جانب رفع علم الثورة السورية، بحسب المراسل وصور نشرتها الشبكات المحلية على “فيس بوك”.
وكان القيادي السابق في فصائل المعارضة السابقة وسيم الرواشدة، من مدينة طفس بريف درعا، قتل أمس الأربعاء، بتفجير عبوة ناسفة أمام منزله بالقرب من القرية على يد مجهول، بالتزمن مع سلسلة اغتيالات طالت شخصيات في صفوف النظام، بحسب المراسل وشبكات محلية.
وتشهد محافظة درعا حالة من الفوضى الأمنية المتمثلة بهجمات على مقرات عسكرية تابعة للنظام السوري وأجهزته الأمنية، إلى جانب اغتيالات يومية تطال شخصيات متهمة بالتعامل مع الأمن السوري وشخصيات سابقة في المعارضة، وسط عجر أمني عن السيطرة على الوضع المتفاقم في المنطقة.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن تلك العمليات حتى الساعة، كما لم يعلق النظام السوري على الحوادث التي تعيشها درعا، في ظل اتهامات لأجهزة النظام بالوقوف وراء عمليات الاغتيال التي تطال القيادات والعناصر السابقة في المعارضة.
وسيطرت قوات النظام السوري بدعم روسي على محافظتي درعا والقنيطرة، في تموز 2018، بموجب اتفاق “التسوية”، بعد أيام من قصف وتعزيزات عسكرية أجبرت المعارضة على المغادرة إلى الشمال السوري.
ومنذ توقيع الاتفاق، تشهد المنطقة حالات اغتيالات متزايدة على يد مسلحين مجهولين، وتزايدت حدة تلك العمليات في الأشهر الماضية، في ظل عجز أمني عن الحد من حالة الفوضى والاغتيالات التي يتهم النظام بالوقوف وراءها.
ووثق مكتب توثيق الشهداء في درعا، في تشرين الأول الماضي، 38 عملية ومحاولة اغتيال، أدت إلى مقتل 21 شخصًا وإصابة 14 آخرين، في حين نجا ثلاثة أشخاص من محاولات اغتيالهم.
وبحسب المكتب، فإن من بين القتلى 12 مقاتلًا كانوا في صفوف المعارضة سابقًا، تسعة منهم التحقوا بصفوف قوات النظام بعد سيطرتها على المنطقة في تموز العام الماضي.