وافقت أغلبية أعضاء البرلمان الأوروبي على تشكيلة المفوضية الأوروبية الجديدة برئاسة الألمانية أورسولا فون دير لاين، وذلك بعد مهمة شاقة واجهتها خلال الأسابيع الماضية للانتهاء من اختيار كبار مسؤولي المفوضية الجديدة، التي ستتولى عملها لخمسة أعوام مقبلة.
وصوّت أمس، الأربعاء 27 من تشرين الثاني، 461 من أعضاء البرلمان الأوروبي لمصلحة اعتماد المفوضية الأوروبية الجديدة، مقابل رفض 157 عضوًا، وامتناع 89 عضوًا عن التصويت، في مقر البرلمان بمدينة “ستراسبورغ” الفرنسية.
ويضم الفريق الجديد للمفوضية الأوروبية 26 مفوضًا إلى جانب الرئيسة، ويُعد هذا الإجراء آخر مرحلة ضرورية قبل توليه مهامه مطلع شهر كانون الأول المقبل.
وكان تسلم فون دير لاين مهام منصبها قد تأجل لمدة شهر بسبب رفض نواب البرلمان الأوروبي ثلاثة من المرشحين لمناصب في المفوضية.
وانتُخبت فون دير لاين في تموز الماضي خلفًا لجان كلود يونكر، لتكون أول امرأة في هذا المنصب، ويضم فريقها 12 امرأة وهو ما يعد رقمًا قياسيًا من النساء.
وقدمت فون دير لاين قبل التصويت حقائب المفوضين مؤكدة على أولوياتها في السنوات الخمس المقبلة، وأهمها مكافحة التغير المناخي، والتركيز على القطاع الرقمي.
وتعهدت فون دير لاين بختام خطابها، في حال سير عمل المفوضية بشكل جيد، بأن تصبح أوروبا عام 2050 “أول قارة في العالم محايدة الكربون، وقوة من الصف الأول في القطاع الرقمي، وأن تبقى الاقتصاد الذي ينجح بأفضل شكل في تأمين التوازن بين السوق والجانب الاجتماعي، والقائدة في القرارات المتعلقة بالرهانات العالمية الكبرى”.
وأضافت فون دير لاين “رسالتي بسيطة: لنبدأ العمل”.
موقف فون دير لاين من “بريكست”
ولا يضم فريق المفوضية الجديد أي ممثل عن بريطانيا رغم أنها لا تزال عضوًا في الاتحاد الأوروبي، وذلك لرفضها ترشيح أي شخصية قبل الانتخابات المقررة في 12 من كانون الأول المقبل.
وفيما يخص خروج بريطانيا من الاتحاد، تعهدت رئيسة المفوضية الأوروبية المنتخبة، بالعمل بشكل وثيق معها لتنسيق هذا الانسحاب.
وقالت في هذا السياق “سأكون دائمًا من مؤيدي بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي” مضيفة أنه مهما حدث “فإن الروابط والصداقة بين شعوبنا غير قابلة للكسر “.
وكان الاتحاد الأوروبي أعلن، في 28 من تشرين الأول الماضي، موافقته على منح بريطانيا مهلة جديدة لمغادرتها.
وكتب رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، عبر حسابه في “تويتر”، إن الدول الأعضاء الـ 27 في الاتحاد وافقت على طلب المملكة المتحدة تمديد مهلة المغادرة، التي تعرف باسم “بريكست”، حتى 31 من كانون الثاني 2020.
وعمل رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، على دفع برلمان بلاده للقبول بعقد انتخابات نيابية مبكرة، آملًا أن يحصل على الأغلبية اللازمة لتمرير خطته.
وكان البرلمان البريطاني قد رفض، مرتين من قبل، طلب جونسون إجراء الانتخابات المبكرة، المحددة في 12 من كانون الأول المقبل.
وعانت قضية “بريكست”، التي تمثل أول حالة لمغادرة الاتحاد الأوروبي، من تذبذب وجدل كبير، بعد أن أقرها استفتاء شعبي أجري عام 2016، وأودت بحكومة رئيسة الوزراء السابقة، تيريزا ماي، وأشعلت احتجاجات ومخاوف شعبية واسعة من تبعات المغادرة دون خطة تضمن الحقوق الاقتصادية.
من هي أورسولا فون دير لاين؟
شغلت أورسولا فون دير لاين التي تبلغ من العمر 60 عامًا، منصب وزيرة الدفاع في ألمانيا، وقبلها وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل، ووزيرة العائلات، وتواصل وجودها في الحكومة الألمانية منذ عام 2005.
وتوصف فون دير لاين بأنها سياسية معتدلة، وهي حليفة مقربة من المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، ووقفت إلى جانبها في أثناء أزمة اللاجئين.
وتضم الدول الأوروبية ملايين المهاجرين واللاجئين، وتقدر الأمم المتحدة وصول 1.2 مليون لاجئ إلى القارة عام 2015 نتيجة للحروب والأزمات في البلدان النامية، خاصة سوريا.
–