تركيا: لم نشترِ منظومة الدفاع الروسية “S-400” لنبقيها في العلبة
اعتبر وزير الخارجية التركي، مولود جاوش أوغلو، أن بلاده لم تشترِ منظومة الدفاع الروسية “S-400” لتبقيها في العلبة، وذلك ردًا على المطالب الأمريكية بعدم تشغيلها.
وخلال مؤتمر صحفي له أمس، الأربعاء 27 من تشرين الثاني، في العاصمة أنقرة، قال جاوش أوغلو، “أنت لا تشتري منتجًا لإبقائه في العلبة، لدينا احتياجات”.
وأشار الوزير التركي إلى أن بلاده منفتحة لشراء منظومة “باتريوت” الأمريكية في حال أعطت واشنطن ضمانات على الإنتاج المشترك، وإذا التزم الكونغرس الأمريكي بعدم الاعتراض على صفقة البيع.
وأضاف، “في أسوأ الحالات، إذا لم نتمكن من شراء طائرات (F-35)، فسنبحث عن بدائل. لا يمكنك رفض بيعنا وإخبارنا بعدم البحث في مكان آخر”.
وكان وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، قد حض تركيا، الاثنين الماضي، على تجنب التشغيل الكامل لمنظومة الدفاع الروسية “S-400”، واعتبر أنه من المقلق أن تبدأ تركيا اختبار المنظومة جزئيًا.
مساعٍ لتسوية القضية
ومنتصف الشهر الحالي أعلنت الرئاسة التركية بدء العمل مع الولايات المتحدة الأمريكية لتسوية قضيتي منظومة “S-400” الروسية ومقاتلات “F-35”، اللتين تتركان أثرهما البالغ على العلاقات بين البلدين.
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، خلال لقاء تلفزيوني، في 15 من تشرين الثاني الحالي، إن بلاده بدأت العمل مع الجانب الأمريكي للتوصل إلى تسوية بشأن قضيتي منظومة “S-400” الروسية ومقاتلات “F-35”.
وأشار قالن إلى أن الرئيسين، التركي رجب طيب أردوغان، والأمريكي دونالد ترامب، كلفاه بتنسيق الموضوع مع مستشار الأمن القومي الأمريكي، روبرت أوبراين.
ولفت المسؤول التركي إلى أن هذا العمل سيتم على المستوى الثنائي بين البلدين، وليس بالتنسيق مع حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وأوضح أنه يمكن استخدام منظومة “S-400” بشكل مستقل دون دمجها في النظام الدفاعي للحلف.
واستكملت تركيا تسلم جميع معدات صفقة منظومة الدفاع الجوي “S-400” الروسية، المخصصة للتصدي للأهداف الجوية من صواريخ بالستية وطائرات حربية ومسيّرة.
وقالت وكالة “إنتر فاكس” الروسية، في 23 من تشرين الأول الماضي، إن موسكو سلمت جميع معدات وقطع منظومة “S-400″، بما في ذلك الصواريخ، كما تدرس موسكو وأنقرة تسليم قطع إضافية للمنظومة.
توتر العلاقات
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أعلن في 12 من أيلول 2017، توقيع اتفاقية شراء المنظومة بقروض من روسيا، وأن تركيا سددت الدفعة الأولى.
وأدى توقيع الاتفاقية إلى توتر في العلاقة بين تركيا وأعضاء “الناتو” منذ بداية العام الماضي، على خلفية عدة تطورات، بينها تصوير قادة تركيا كأعداء في تدريبات عسكرية مشتركة، فضلًا عن أنها أول دولة في الحلف تشتري منظومة صواريخ روسية للدفاع الجوي، إذ انضمت تركيا إلى الحلف عام 1952.
كما هددت الولايات المتحدة بفرض عقوبات اقتصادية على أنقرة في حال أتمت الصفقة، إذ أعلنت الولايات المتحدة في أيار الماضي، تعليق “عمليات التسليم والأنشطة” المتعلقة بشراء تركيا لمقاتلات الجيل الخامس “F-35”.
ووفقًا لقانون صدر عام 2017، تطالب الولايات المتحدة الأمريكية بفرض عقوبات على أي بلد يعقد صفقات كبيرة لشراء الأسلحة من إحدى الدول التي تصنفها كخصوم، ومن بينها روسيا.
وتعتبر الولايات المتحدة أنه لا يمكن لتركيا أن تمتلك منظومة “S-400” الروسية ومقاتلات “F-35” الأمريكية معًا، بسبب القلق من أن تكنولوجيا “F-35” الحساسة يمكن أن تتعرض للضرر من منظومة “S-400”، أو أنها قد تستخدم في تحسين نظام الدفاع الجوي الروسي، حسبما قال مسؤولون أمريكيون لوكالة “بلومبيرغ”.
وتُعد منظومة “S-400” الأحدث بين أسلحة الدفاع الجوي على الصعيد العالمي، وتتميز بقدرتها على تتبع 160 هدفًا وإطلاق 80 صاروخًا في آن واحد، وتتمتع بمدى رصد يصل إلى 600 كيلومتر ونطاق إصابة بمساحة 400 كيلومتر.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :