تتزايد عروض السفر والدعايات المروجة لـ”السياحة السوداء” في سوريا، التي تقوم على السفر للوجهات الخطرة وأماكن الحرب والدمار، وحسبما ذكرت صحيفة “The Guardian” البريطانية أمس، الاثنين 25 من تشرين الثاني، فإن موجة جديدة من السياح الغربيين بدأت تهتم بزيارة سوريا.
وتستخدم عدة شركات سياحة وسفر، ومدونون للرحلات، الدمار كوسيلة للترويج، بعبارات ترويجية من قبيل القيام بـ”الاختلاط بالسكان المحليين مع المرور بالقرى المدمرة”، وزيارة المواقع الأثرية “المغطاة بطبقة من الدمار”، و”اختبار الحياة الليلية الغنية التي عادت لمركز دمشق”.
وفي حين تحذر معظم الحكومات حول العالم رعاياها من السفر إلى سوريا، لدواعي الأمن والسلامة، يتزايد اهتمام محبي المغامرة بالسفر إلى سوريا.
تجري الجولات على مدار أسبوع في مدينة دمشق القديمة وقلعة الحصن في حمص وتدمر، وتعرض الشركات رحلات تصل إلى حلب، مثل شركة “Young Pioneer Tours” الصينية، التي تصل تكلفة الرحلة فيها إلى 1695 دولارًا للشخص، دون تكاليف السفر وإذن الدخول وتأمين السفر، وينضم لجولاتها مرافقون حكوميون.
تمنح الشركة الفرصة لرؤية سوريا في نقطة مميزة من تاريخها، حسبما ذكرت عبر موقعها الإلكتروني، وتنطلق رحلاتها من بيروت إلى دمشق، “ونتابع إلى المدينة القديمة المدمرة في حلب، ونقف في الطريق عند استراحات القهوة الساحرة والقرى المدمرة”.
وكتبت الشركة عبر موقعها، في 14 من تشرين الأول الماضي، تحديثًا لتأكيد ابتعاد “الغزو التركي” عن مناطق سيطرة الحكومة التي تجري فيها رحلاتها، حسبما ترجمت عنب بلدي.
وبدأت هذا الشهر شركتان روسيتان بتقديم رحلات مماثلة، حسبما ذكرت الصحيفة البريطانية، دون ذكر اسميهما.
وتجول مدون الرحلات الإيرلندي، جوني وارد، في سوريا من 16 حتى 22 من تشرين الثاني الحالي، وكتب عبر حسابه على “إنستغرام” إنه قد زار مع والدته وعشرة أشخاص آخرين سوريا، مشيرًا إلى خطر الوجهة.
وذكر معلومات عنها مثل “سوريا بلد علماني تاريخيًا، ما يعني أن الحانات مزدهرة في دمشق”، كما نقلت عنه الصحيفة البريطانية قوله، “إن لم نقبل بالسفر سوى لبلاد ذات سياسة داخلية وخارجية نظيفة، إلى أين عسانا نذهب؟”.
وأعلنت وكالة السفر الفرنسية “Cilo”، عن تنظيمها رحلات بتكلفة 3000 يورو للشخص، لزيارة كل من جنوب دمشق، واللاذقية، وتدمر، وقلعة الحصن، في شباط الماضي.
واشتهرت مقاطع فيديو لمدونين عرب وأجانب في سوريا، عمدت لعرض عودة الحياة “الطبيعية”، وتعرضت لنقد من المتابعين السوريين الذين اعتبروها خدمة للنظام السوري وترويجًا لـ”انتصاره”.
وكانت الحكومة السورية قد كثفت دعاياتها للسياحة في سوريا، منذ أن تمكنت قوات النظام السوري من استعادة مناطق واسعة من سيطرة الفصائل المعارضة.
وترافقت تلك الدعايات مع تزايد الأنباء عن اعتقال عرب وصلوا إلى سوريا، وفي نيسان الماضي، استدعت وزارة الخارجية الأردنية القائم بأعمال السفارة السورية في عمان، أيمن علوش، لتطالبه بالإفراج عن أكثر من ثلاثين أردنيًا محتجزين في سوريا.
وفي مطلع العام الحالي تعرض المواطن الكندي، كريستان لي باكستر، للاعتقال حتى بداية شهر آب الماضي، بعد دخوله بلدة قريبة من الحدود اللبنانية تخضع لسيطرة النظام، وتنصلت الخارجية الكندية آنذاك من مسؤوليتها لغياب العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وتحذيرها المسبق لرعاياها من زيارة سوريا.
وأفرج النظام السوري في تموز الماضي عن سائح أمريكي، احتجز قبل شهرين، بعد أن دخل سوريا بنية زيارة كل بلاد العالم، وفق ما صرحت عائلته التي قالت إن مدير الأمن العام اللبناني، اللواء عباس إبراهيم، توسط لإخلاء سبيله.
–