نقلت وكالة “رويترز” للأنباء، عن مصدر أمني تركي قوله إن تركيا لن تستأنف هجومها العسكري في شمالي وشرقي سوريا.
وأكد المصدر الأمني، الذي لم تسمه الوكالة، أن تركيا ملتزمة تمامًا بالاتفاقيات التي أبرمتها مع روسيا والولايات المتحدة بخصوص المنطقة هناك، كما نقلت “رويترز” اليوم، الاثنين 25 من تشرين الثاني.
واعتبر المصدر أن تركيا ترد على هجمات “وحدات حماية الشعب” (الكردية) بالمنطقة في إطار الدفاع عن النفس.
واتفقت أنقرة مع كل من موسكو وواشنطن على وقف إطلاق نار مؤقت في شمال شرقي سوريا، ريثما تنسحب “الوحدات” من المنطقة التي تعتزم تركيا إقامة “منطقة آمنة” فيها داخل الحدود السورية.
ولكن أنقرة أعلنت في مرات عديدة أن تعليق عملية “نبع السلام” في شرقي سوريا، لا يعني عدم القيام بأي خطوة حيال من تصفهم بـ”الإرهابيين” المتبقين في المنطقة، كما أنها سترد على الاختراقات بعملية عسكرية.
وهذا ما ترجم على الأرض بعمليات عسكرية متقطعة في أكثر من محور، في مواجهة قوات النظام السوري و”قسد”، دون إعلان رسمي من تركيا عنها.
ويتبادل الطرفان (التركي والكردي) الاتهامات بشأن خرق الاتفاقية ومواصلة القصف والمعارك في شمال شرقي سوريا.
وكانت تركيا هددت باستئناف عملية “نبع السلام” على الحدود السورية- التركية، في حال لم تؤدِّ كل من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا التزاماتها مع تركيا، بحسب تصريحات لوزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، في 19 من تشرين الثاني الحالي.
من جانبه، رد رئيس اللجنة الدولية في المجلس الفيدرالي الروسي، فلاديمير جاباروف، لوكالة “سبوتنيك” الروسية، إن اسئتناف تركيا المحتمل للعمليات في سوريا يجب أن يكون موضع مفاوضات، يمكن من خلالها إقناع أنقرة بأن المقاتلين “الكرد” سيتم سحبهم من “المنطقة الآمنة”.
وكانت تركيا اتفقت مع واشنطن وروسيا، كل على حدة، على إيقاف العمليات العسكرية.
ونشرت شبكة “CNN” الأمريكية البيان المشترك (التركي- الأمريكي)، في 17 من تشرين الأول الماضي، الذي نص على 13 بندًا، ألغت واشنطن بموجبها العقوبات التي كانت ستفرضها على تركيا على خلفية العملية العسكرية.
كما أبرم الرئيسان التركي والروسي، قد أبرما اتفاقية، في 22 من تشرين الأول الماضي، في مدينة سوتشي، بشأن مناطق شمال شرقي سوريا.
ونصت الاتفاقية على سحب كل القوات الكردية من الشريط الحدودي لسوريا بشكل كامل، بعمق 30 كيلومترًا، خلال 150 ساعة، إضافة إلى سحب أسلحتها من منبج وتل رفعت.
وقضت أيضًا بتسيير دوريات تركية روسية بعمق عشرة كيلومترات على طول الحدود، باستثناء القامشلي، مع الإبقاء على الوضع ما بين مدينتي تل أبيض ورأس العين.
وفسحت الاتفاقية المجال أمام قوات النظام السوري للدخول إلى مناطق شرق الفرات للمرة الأولى منذ عام 2012، ضمن تفاهمات مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) وبالتزامن مع بدء الانسحاب الأمريكي من سوريا.
وجاءت الاتفاقيتان بعد عملية عسكرية بدأتها تركيا تحت اسم “نبع السلام”، في 9 من تشرين الأول الماضي، ضد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) وعمادها العسكري “وحدات حماية الشعب” (الكردية).
–