أدت الغارات الجوية الروسية إلى خروج معظم مشافي ريف إدلب الجنوبي عن الخدمة، في ظل تصعيد روسي وسوري على الأحياء السكنية والمراكز الحيوية في الشمال السوري، وبالتزامن مع انعقاد اجتماعات اللجنة الدستورية في جنيف.
وقال مدير مشفى “كيوان”، علي هشوم، جنوبي إدلب اليوم، الاثنين 25 من تشرين الثاني، إن الطيران الروسي استهدف مشفى “عدنان كيوان” ببلدة كنصفرة، ما أدى إلى تدميره بشكل كامل وخروجه عن الخدمة دون إصابة الكادر الطبي.
وأضاف هشوم، في حديث إلى عنب بلدي، أن المشفى يقدم الخدمات المجانية بشكل كامل لأهالي المنطقة، باختصاصات جراحة عامة ونسائية وبولية وأطفال وإسعاف وأشعة ومخبر وصيدلية مجانية، ويبلغ عدد المستفيدين من خدماته ما يعادل 6500 شهريًا.
قصف المشفى في بلدة كنصفرة أدى إلى حرمان الأهالي من الخدمات الطبية، بعد خروج معظم المشافي والمراكز الطبية عن الخدمة بسبب استهدافها من الطيران الروسي والسوري خلال الفترات الماضية وبقاء مشفى واحد بريف إدلب الجنوبي، بحسب هشوم.
وتشهد المناطق الجنوبية والشرقي لمحافظة إدلب، تصعيدًا مكثفًا من النظام السوري وحليفه الروسي، متمثلًا بغارات جوية على الأحياء السكنية والمراكز الحيوية، أدت إلى مقتل 100 مدني، ونزوح 9105 عائلات في المنطقة منذ مطلع الشهر الحالي حتى اليوم، بحسب “مسنقو الاستجابة”.
وكثف الطيران الروسي والسوري الغارات الجوية والبراميل المتفجرة على الأحياء السكنية في مناطق ريف إدلب الجنوبي والشرقي في الأيام الماضية، وأسفرت غاراته أيضًا عن تدمير فرن “الإيمان” في قرية بنين وخروجه عن الخدمة بسبب القصف.
وإلى جانب ذلك، تدور معارك عنيفة في المحور الجنوبي الشرقي لإدلب، بين الفصائل المعارضة وقوات النظام، في محاولة تقدم من الأخيرة تجاه مناطق المعارضة بغطاء جوي، ما أدى إلى سيطرة قوات النظام منذ أمس على بلدات المشيرفة والزرزور وأم الخلاخيل.
وتتزامن التطورات الميدانية والإنسانية في الشمال السوري، مع استئناف اجتماعات اللجنة الدستورية المعنية بتشكيل دستور سوري في مدينة جنيف السويسرية، وذلك بحضور وفود المعارضة والنظام والمجتمع المدني،
وكان أعضاء في قائمة المجتمع المدني في اللجنة طالبوا المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسون، بوقف إطلاق النار في سوريا، أو تجميد الاجتماعات المزمع عقدها اليوم، لتزداد وتيرة التصعيد تجاه المدنيين في الأيام الماضية.
وتواجه روسيا اتهامات دولية بقصف المستشفيات والنقاط الطبية خلال الحملة العسكرية الأخيرة على إدلب، ووثقت منظمة “أطباء من أجل حقوق الإنسان”، في تقريرها في حزيران الماضي، نحو 566 هجومًا منفصلًا على 348 منشأة طبية في سوريا منذ عام 2011 حتى 2019، ومقتل 900 عامل طبي خلال الهجمات.
–