تشهد مناطق ريف إدلب الجنوبي حركة نزوح جديدة للمدنيين باتجاه المناطق الحدودية، وذلك بسبب العمليات العسكرية التي تشنها قوات النظام بدعم الطيران الحربي الروسي على المنطقة.
وأفاد مراسل عنب بلدي في إدلب اليوم، الاثنين 25 من تشرين الثاني، أن مناطق شرقي وغربي مدينة معرة النعمان ومناطق جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، تشهد حركة نزوح واسعة للمدنيين باتجاه المناطق الحدودية مع تركيا.
وقال مدير فريق “منسقو استجابة سوريا”، محمد حلاج، إن نزوح أهالي ريف إدلب الجنوبي جاء بسبب التصعيد العسكري من النظام وروسيا تجاه المنطقة، إضافة إلى العمليات العسكرية في المحاور الجنوبية الشرقية للمحافظة.
وأضاف حلاج، في حديث إلى عنب بلدي، أن حركة النزوح تتركز في المحور الجنوبي والجنوبي الشرقي لإدلب، قائلًا، “في حال استمرار العمليات العسكرية في المنطقة سوف تتوسع رقعة النزوح بشكل أكبر، وهذا الأمر ملاحظ ببعض القرى التي تشهد غارات جوية”.
وتشهد المناطق الجنوبية والشرقية لمحافظة إدلب تصعيدًا مكثفًا من النظام السوري وحليفه الروسي، متمثلًا بغارات جوية على الأحياء السكنية والمراكز الحيوية، أدت إلى مقتل 100 مدني ونزوح 9105 عائلات من المنطقة منذ مطلع الشهر الحالي حتى اليوم، بحسب “مسنقو الاستجابة”.
وإلى جانب ذلك تدور معارك عنيفة في المحور الجنوبي الشرقي لإدلب، بين الفصائل وقوات النظام، في محاولة تقدم من الأخيرة تجاه مناطق المعارضة بغطاء جوي، ما أدى إلى سيطرة قوات النظام منذ أمس على بلدات المشيرفة والزرزور وأم الخلاخيل.
وتتزامن التطورات الميدانية والإنسانية في الشمال السوري، مع استئناف اجتماعات اللجنة الدستورية المعنية بتشكيل دستور سوري في مدينة جنيف السويسرية، وذلك بحضور وفود المعارضة والنظام والمجتمع المدني،
وكان أعضاء في قائمة المجتمع المدني في اللجنة طالبوا المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسون، بوقف إطلاق النار في سوريا، أو تجميد الاجتماعات المزمع عقدها اليوم، لتزداد وتيرة التصعيد تجاه المدنيين في الأيام الماضية.
كما يأتي التصعيد تجاه إدلب رغم إعلان روسيا “تهدئة” أواخر آب الماضي، ورغم المطالب الأممية والدولية بحماية المدنيين وتجنيب المنطقة ويلات النزوح المتزايدة، والحث على الحل السياسي كبديل للأعمال العسكرية.
وكان وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، اتهم النظام السوري بخرق وقف إطلاق النار في محافظة إدلب بشكل متكرر، قائلًا في تصريحات لقناة “الجزيرة“ السبت الماضي، “بالطبع يمكننا القول إنهم حصلوا على نوع من الدعم من الروس في هذا الموضوع”، بحسب تعبيره.
–