عصام عبه جي.. عنب الدراما السورية الحلو
يعتبر الفنان الراحل عصام عبه جي، والذي توفي في 24 تشرين الثاني من عام 2014، أحد أكثر الممثلين السوريين حضورًا على الشاشات السورية والعربية، من خلال عشرات الأعمال التلفزيونية التي شارك فيها.
ومنذ مشاركته في مسرحية “العنب الحامض” في عام 1967، صار اسمها حالةً مصاحبةً لمشوار عبه جي في الدراما السورية، فرغم تفوقه التمثيلي لم ينجح في اختراق التلفزيون حتى الثمانينيات.
من المسرح إلى الشهرة
حاله حال عشرات الفنانين السوريين الأوائل، انطلق عصام عبه جي من المسرح، الذي كان أساس انطلاق الفنانين السوريين قبل أن يبدأ عصر التلفزيون في عام 1960.
شارك عصام عبه جي في عدة مسرحيات، بالتزامن مع دراسته في كلية الحقوق في جامعة دمشق، وانضم لفرقة السيناريست الراحل، رفيق الصبان، والذي درس في فرنسا وعاد إلى سوريا ليؤسس فرقته الخاصة.
شارك عصام عبه جي في ثلاث مسرحيات مهمة للغاية، هي “الملك لير” و”العنب الحامض” و”الملك هو الملك”، والأخيرة هي واحدة من أهم المسرحيات في العالم العربي، والتي كتبها المسرحي السوري الراحل سعدالله ونوس.
مع دخول التلفزيون إلى سوريا في أثناء الوحدة السورية المصرية، بدأت عجلة الإنتاج التلفزيوني بالدوران، وتم إنتاج عشرات السهرات التلفزيونية، والتي شارك فيها عبه جي، منها “التحقيق: النظارة المكسورة”.
لم يكن مشوار عصام عبه جي نحو التلفزيون سهلًا، فرغم إمكانياته الفنية العالية، جسدًا وصوتًا وحضورًا، لم يرغب به مخرجو التلفزيون بشكل كبير، وذلك لعدة أسباب، لخصها الناقد الفني السوري ماهر منصور، في مقالة نشرها في عام 2016 ضمن مجلة “نقاد دراما“.
وبحسب منصور، هناك ثلاثة أسباب أساسية منعت تتويج عبه جي كأحد أهم نجوم التلفزيون في الستينيات، أولها عدم امتلاكه “كاريزما النجم”، وثانيها عودة فنانين درسوا في الخارج إلى سوريا وحصروا عصام في الصف الثاني من الأدوار، أما الثالث فهو عدم قدرته على التمثيل بلهجات مختلفة عن اللهجة الدمشقية، بحسب منصور.
رغم ذلك استطاع عبه جي تسجيل حضورًا لافتًا في الإذاعة، من خلال مسلسل “يوميات عائلية”، الذي أداه إلى جانب وفاء موصلي، وهو أحد أشهر المسلسلات الإذاعية السورية، وفيه قدم عبه جي دور الموظف عبد الرحمن.
مع بدء الفنان ياسر العظمة تقديم سلسلته الشهيرة “مرايا”، استعان بعصام عبه جي، لتُفتح له أخيرًا أبواب الحضور الدائم في المسلسلات التلفزيونية، ويصبح ركنًا أساسيًا من المسلسل، مشكلًا مع حسن دكاك وسليم كلاس ثنائيات من الصعب نسيانها من قبل المتابعين للدراما السورية منذ عام 1982.
بالإضافة إلى مشاركته في الأجزاء المختلفة من سلسلة “مرايا”، حضر اسم عبه جي في أعمال أخرى شكلت أهمية كبيرة في عملية تطور الدراما السورية، سواءً في أعمال درامية أم كوميدية.
فحضر في مسلسل “الخشخاش” عام 1991، و”هجرة القلوب إلى القلوب” في نفس العام، وهي السنة التي شارك فيها بأربعة أعمال، ثم في عام 1992، شارك في ستة أعمال (خمسة مسلسلات وفيلم)، منها مسلسل “الدغري” مع دريد لحام.
استمرت مشاركات عبه جي التلفزيونية، حتى غدا ضيفًا دائمًا على بيوت السوريين والعرب، فسجل حضوره في “عيلة خمس نجوم” 1994، و”يوميات مدير عام” 1995، و”أخوة التراب” عام 1996، بالإضافة لتميزه وحضوره في معظم مسلسلات البيئة الشامية.
حضوره في السينما
سجل الفنان الراحل حضوره في السينما، فشارك في فيلم “كفر قاسم” وفيلم “اليازرلي” في عام 1974، وصولًا إلى فيلم “رحاب”، عام 2008، وهو آخر أفلامه.
ومابين عامي 1974 و2008، أفلام “التقرير” عام 1986، و”الرجل الضاحك” عام 2002، و”المتبقي” عام 1995″، وغيرها.
وتبلغ الأعمال الفنية التي شارك فيها عبه جي ما يزيد عن 150 عملًا.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :