عنب بلدي – علي درويش
بمبادرات محلية فردية، عمل الكادر التعليمي والإداري في المدرسة الصناعية الوحيدة بمدينة إدلب على إعادة افتتاحها واستقبال الطلاب، من خلال إعادة إصلاح الآلات والمعدات التي لم تعمل منذ عام 2015، وإعادة تأهيل بناء المدرسة بما يتضمنه من صفوف ومخابر.
منذ العام 2015 أغلقت المدرسة الصناعية أبوابها، لتعود العام الحالي وتستقبل حوالي 100 طالب، بقرار من مديرية “تربية إدلب الحرة”، وبإشراف كادر يضم مهندسين ومعلمين، وفق اختصاصات الإلكترون، الخراطة، الكهرباء، الحدادة، الكهرباء، النجارة، الميكانيك، إضافة إلى الحاسوب.
ويعمل حوالي 40 مدرسًا ومهندسًا ضمن كادر المدرسة وبجهد تطوعي، دون أي رواتب أو دعم من أي منظمة أو جهة، منذ افتتاحها في بداية العام الدراسي الحالي، بعد توقفها لمدة خمس سنوات، بحسب ما قاله المشرف التربوي، عبدالله العبسي، لعنب بلدي.
إصلاحات متعددة وجهود شخصية
بجهود كادر المدرسة وبدعم شخصي من أعضائه، أعيد إصلاح عدد من الآلات المتوقفة، ووضعها في الخدمة، إذ استكملوا صيانة المقص الكهربائي لحرفة الحدادة ووضعوه في العمل، إضافة إلى تشغيل مخارط كانت معطلة، وتبديل وإصلاح الشبابيك في القسم النظري.
كما تم سبر كهرباء الثانوية من قبل كادر المدرسة، وشارك “الدفاع المدني” السوري، في تجهيز القسم النظري، بحسب ما نشرته المدرسة عبر صفحتها الرسمية في “فيس بوك”، بينما أسهمت المؤسسة العامة للكهرباء في تأمين التيار الكهربائي للثانوية.
ولا تزال العملية التعليمية ضمن الإمكانيات المتاحة، وبشكل تطوعي للكادرين الإداري والتدريسي، ولكي تستمر الثانوية بالعملية التعليمية تحتاج إلى دعم التكلفة التشغيلية للحرف العملية واستكمال بعض المعدات التدريبية، إضافة إلى دعم الطلاب، بحيث يشمل تكاليف التمارين العملية التدريبية خلال العام الدراسي وتكاليف التنقل، حسبما صرح مسؤول التعليم المهني في مديرية التربية بمحافظة إدلب، منير دياب، لعنب بلدي.
وتعد الثانوية الصناعية بإدلب المدرسة الصناعية الأولى والوحيدة في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وتضم الثانوية طلابًا وُزعوا حسب رغباتهم في صفوف الأول الثانوي والثاني الثانوي بمختلف الاختصاصات المتاحة في المدرسة.
وأشار مدير المدرسة، نديم برهوم، إلى أهم الصعوبات المتمثلة بعدم وجود الدعم المادي واللوجستي، إضافة إلى ضرورة إكمال تأهيل وصيانة غرف وقاعات تدريس الحرف.
وقال إن “الكادر التدريسي يعمل لإعطاء الطلاب كل الخبرات المكتسبة لديه، ويخصص الكثير من وقته لإنجاح العملية التعليمية والمهنية لإعادة رونق الثانوية”.
الكادر الإداري والتدريسي مدرب على أحدث المخابر العلمية، وفق منهاج أكاديمي متطور، بهدف تأهيل الطلاب وبناء جيل قادر على تلبية متطلبات سوق العمل، بحسب برهوم.
وطالب برهوم مديرية التربية وجميع الجهات والمنظمات المعنية بالتربية والتعليم إيلاء كل الاهتمام بالثانوية الصناعية، أسوة بغيرها من المدارس الأخرى، والعمل على تأمين احتياجاتها ومستلزماتها، بأسرع وقت ممكن، لضمان استمرار التعليم فيها، وعدم تسرب الطلاب وتأمين مستقبل مهني لهم.