المداجن.. مشاريع صغيرة تواكب السوق في حمص

  • 2019/11/24
  • 9:53 ص
مشروع لدعم إنتاج الدواجن في ريفي دمشق وحمص تنظمه منظمة "FAO" (الموقع الرسمي للمنظمة)

مشروع لدعم إنتاج الدواجن في ريفي دمشق وحمص تنظمه منظمة "FAO" (الموقع الرسمي للمنظمة)

حمص – عروة المنذر

فتح اللجوء إلى اللحوم البيضاء (الدجاج) في سوريا، مع ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء، الباب أمام كثيرين للدخول على خط إنتاج وتربية الدواجن، ففي ريف حمص الشمالي تحولت بعض المستودعات والمزارع إلى مداجن، لتدخل السوق وتنافس أصحاب المداجن الكبيرة والمرخصة.

لكن هذه المداجن بقيت ضعيفة أمام هزات تقلبات الأسعار، فسعر الفروج مرهون بالعرض والطلب في الأسواق المحلية.

كما يرتبط سعر الفروج مع أسعار مستلزماته من أعلاف وأدوية، التي ترتبط بسعر صرف الليرة المتذبذب أمام الدولار، بالإضافة إلى الأمراض ونسبة الوفيات وأجور الطبابة.

ولا تتوفر إحصائيات دقيقة عن عدد المداجن في ريف حمص الشمالي، لكن عنب بلدي رصدت توزعها في معظم مدن المنطقة الممتدة من الدار الكبيرة وتلبيسة إلى الرستن، ومن الزعفرانة إلى مزارع الحولة وقراها.

دخول سوق الدواجن

مع بدء الاحتجاجات في سوريا ثم الانتقال إلى الأعمال العسكرية، تناقصت فرص العمل وتم فصل عدد كبير من الموظفين من المؤسسات الحكومية، وقلّت الموارد المالية للأسر بشكل عام في ريف حمص الشمالي، فكانت المداجن الصغيرة أحد الحلول للحصول على دخل يعين الأسر على تدبر أمورها، خاصة مع الخسائر التي تعرض لها قطاع الدواجن في سوريا منذ العام 2011.

وبحسب تقرير “منظمة الأغذية والزراعة“، التابعة للأمم المتحدة، والذي نشرته في أيلول الماضي، صدرت سوريا 76 ألف طن من البيض في عام 2010، بينما بلغ تراجع الإنتاج في عام 2014 حوالي 60%، بحسب ما ذكره موقع “فلاحون” الحكومي السوري.

“أبو محمد”، وهو موظف سابق من مدينة الرستن، قال لعنب بلدي إنه فُصل من وظيفته منذ عام 2013، ولم يتبق له من الموارد إلا مزرعته الصغيرة، التي يوجد فيها مستودع متوسط الحجم قام بتوسيعه وحوله إلى مدجنة.

وأوضح، “بدأت بتربية الدواجن، لأن دورة رأس المال فيها لا تتعدى الـ45 يومًا، ما يحقق لي دخلًا شبه شهري، ولا يحتاج إلى كم كبير من التعب والوقت”.

وأضاف أن الإنتاج مضمون 100%، لكن الأرباح متفاوتة وغير مضمونة، لأن تقلبات سعر السوق تلعب دورًا رئيسيًا في نسبة الربح والخسارة.

وأشار تقرير “منظمة الأغذية والزراعة“، الصادر في أيلول الماضي، إلى وجود 11 مليون دجاجة في سوريا عام 2018.

تقلبات الأسعار والليرة

لا تخضع تربية الدواجن إلى أي قوانين تحدد تكلفة الإنتاج، خاصة أن مستلزمات الإنتاج مرتبطة بشكل مباشر بسعر الصرف، الذي يشهد حالة عدم استقرار وارتفاع مستمر أمام الدولار، إذ وصل إلى 750 ليرة للدولار، في 23 من تشرين الثاني الحالي، بحسب موقع “الليرة اليوم” المتخصص بأسعار العملات.

أما سعر الفروج فهو مرتبط بقانون العرض والطلب والمناسبات والأعياد، وكل هذه العوامل كانت عوامل سلبية تسبب خسائر فادحة في بعض الأحيان للمربين، ما حيّد بعضهم إلى خارج السوق بشكل كلي.

ناصر من قرية الزعفرانة، وهو مربي دواجن قديم، قال لعنب بلدي إن تربية الدواجن تعد من الأعمال المربحة بشكل عام إذا كان المربي صاحب خبرة وبرأس مال كبير يستطيع تحمل الخسائر في بعض الأفواج، فبعد مضي 40 يومًا على تربية الصوص لا يمكن لصاحب المدجنة الاحتفاظ به، حتى لو كان السعر قليلًا، وكل يوم زيادة هو زيادة في كمية العلف التي يأكلها، ما يعني زيادة في الخسارة.

وأشار ناصر إلى أنه لتفادي الخسائر يقوم المربون بتربية أكثر من فوج لتكون في السوق على مدار الشهر، ففي حال هبوط الأسعار في فوج ما سيكون هناك ارتفاع في الفوج الذي يليه، ما يحقق توازنًا بين الخسارة في الأول والأرباح في الثاني، لكن القدرة على البقاء في السوق يحتاج إلى عدة مداجن وإلى رأس مال ضخم جدًا، بحسب تعبيره.

أما “أبو إسماعيل” من سكان قرى الحولة، فقال إنه حاول العمل بتربية الدواجن لكنه لم ينجح، لأن ارتفاع سعر الصرف رفع معه سعر الأعلاف والأدوية، كما انعكس سلبًا على القوة الشرائية لسكان المنطقة، ما جعل العمل في المداجن مخاطرة كبيرة، تعرض إثرها لخسائر جعلته يتوقف عن العمل بشكل نهائي.

ويتراوح سعر كيلو الفروج من المداجن في حمص خلال الأشهر الثلاثة الماضية بين 650 و750 ليرة سورية، بينما تقدر الأمم المتحدة أن 83% من السوريين تحت خط الفقر، وأن 33% منهم غير آمنين غذائيًا، بحسب تقديراتها لعام 2019.

مقالات متعلقة

أخبار وتقارير اقتصادية

المزيد من أخبار وتقارير اقتصادية