د. أكرم خولاني
الرمان فاكهة خريفية ذات انتشار واسع، معروفة لكل الناس، ومفضلة لكثيرين منهم، لما لها من طعم لذيذ، وشكل مغرٍ، والتي لطالما اشتهرت منذ القدم، حيث يعتقد أن أصل هذه الفاكهة من منطقة إيران، ثم جُلبت إلى مصر في عام 1600 قبل الميلاد، وكانت رمزًا للحياة الأبدية عند المصريين القدماء، كما يتضح من تصويرها في اللوحات المصرية القديمة والمقابر، فكانوا يدفنونها مع موتاهم، كما أنها تعتبر رمزًا للخصوبة والازدهار في بعض الثقافات، فقد كان الإغريق يبدؤون احتفالات زفافهم بتقديمها، أما الصينيون فكانوا يتناولون بذورها على أنها مجلبة للحظ.
ولثمار الرمان شكل كروي، وهي تتألف من لب أبيض طعمه مر، عليه حبوب حمراء لها طعم حلو أو حامض وداخلها بذور، وتتجمع الحبوب بشكل مجموعات تفصل بينها أغشية رقيقة، وتحيط بالثمرة قشرة سميكة صفراء مخضرة أو أرجوانية، وتؤكل الحبوب كما هي أو على شكل عصير أو تضاف إلى بعض أنواع الحلويات أو الطبخ، ولهذه الثمار فوائد تتعدى مجرد شكلها وطعمها الرائعين، فهي تُستخدم في الطب البديل لعلاج كثير من الأمراض منذ سنوات، وتوصف بأنها الثمار العجيبة من قبل الباحثين العلميين، ويعود ذلك لاحتوائها (الحبوب واللب)على المواد المفيدة التالية:
- المغذيات النباتية ومضادات الأكسدة من الفلافونويدات والبولي فينولات، التي تعمل معًا كعنصر فعال جدًا لمحاربة الأمراض ومكافحتها.
- نسبة جيدة من الألياف الغذائية، القابلة للذوبان وغير القابلة للذوبان، المفيدة في الوقاية من الإمساك والعديد من الأمراض المزمنة والسرطانات، إذ تبلغ نسبة الألياف في 100 غرام من الرمان على أربعة غرامات (12% من الكمية الموصى بها يوميًا).
- حبة الرمان متوسطة الحجم تعطي ما يقارب 51 سعرة حرارية، 80 % من وزنها ماء و12% كربوهيدرات، وبهذا يمكن استخدام الرمان في وصفات تخفيف الوزن.
- يعتبر الرمان مصدرًا مهمًا للفيتامينات، خاصة فيتامين C، حيث يوفر 100 غرام من الرمان حوالى 17% من احتياجنا اليومي لفيتامين C والمهم جدًا لتقوية المناعة، كذلك يحتوي الرمان على كمية جيدة من فيتامين A وB5 وE، إضافة إلى غناه بفيتامين K.
- نسبة جيدة من الحديد والبوتاسيوم المهم لصحة القلب، وفيتامين k الضروري لتجلط الدم، والعديد من المعادن الأخرى مثل الكالسيوم والنحاس والمنغنيز.
ولذلك فإن لثمار الرمان فوائد صحية عديدة منها:
- صحة القلب: تشير الدراسات إلى أن شرب عصير الرمان يحسن تدفق الدم إلى القلب عن طريق الشرايين التاجية، ويعمل على إعادة نشاط الخلايا، وبذلك فإنه يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
- صحة الأوعية الدموية: تناول الرمان أو عصيره بشكل يومي يمنع تكون الترسبات الدهنية ويقلل الكوليسترول الضار LDL، كذلك فإن تناوله لمدة سنة كاملة يخفض الضغط بنسبة 5 – 12%، وتناوله لمدة ثلاث سنوات يقلل بنسبة 50% من الأضرار التي أحدثها الكوليسترول في الأوعية الدموية.
- صحة العظام والعضلات: أكل الرمان أو شرب عصير الرمان مرتين يوميًا لمدة 15 يومًا يقلل من آلام العضلات، وكذلك يزيد من قدرة العضلات على استعادة نشاطها. وتناول مسحوق قشور الرمان يمكن أن يسهم في التقليل من الإصابة بهشاشة العظام لما يحتويه من الكالسيوم والمنغنيز والفوسفور.
- صحة الفم والأسنان: استخدام غسول الفم الذي يحتوي على مستخلص الرمان، لمدة دقيقة مرتين يوميًا، يقلل من الترسبات التي تتكون على الأسنان، كما أن استخدام مسحوق القشور البيضاء الموجودة في ثمرة الرمان أو أي “جِل” يحتوي على خلاصة هذه القشور يخفف من العدوى الفطرية في الفم ويساعد على شفاء تقرحات الفم والبلعوم ويحسن من صحة اللثة.
- علاج الإسهال: يمكن استخدام مسحوق قشور الرمان البيضاء في علاج الإسهال، فهي تحسن عمل المعدة والأمعاء، كما أنها تعزز من نمو البكتيريا المفيدة للجسم في الأمعاء.
- محاربة السرطان: إن غنى الرمان بمضادات الأكسدة تجعله فعالًا في الوقاية وفي مقاومة بعض الأنواع من مرض السرطان، كسرطان الجلد، وسرطان البروستات، وسرطان الثدي.
- تقوية المناعة: مفيد لمن يعانون من أمراض مناعية كثيرة كالتهاب المفاصل، وأيضًا هو غني بفيتامين c الذي يساعد على إنتاج الأجسام المناعية المضادة، وتقوية المناعة.
- صحة البشرة: تساعد المواد المضادة للأكسدة الموجودة في الرمان على الحصول على بشرة لامعة ونضرة.
- التخلص من القلق والتوتر: تناول الرمّان يقلل من هرمون الكورتيزول الذي من آثاره زيادة التوتر، لذلك يساعد الرمان على تحسين الصحة النفسية.
- الوقاية من داء الزهايمر: يحدث مرض الزهايمر لدى كبار السن بسبب تراكمات من بروتين الأميلويد في المخ. وجدت بعض الدراسات أن الرمان يعمل على تقليل تراكم هذا البروتين، وبالتالي الوقاية من الزهايمر.
- تحسين الأداء الجنسي: يمكن أن يساعد عصير الرمان على علاج ضعف الانتصاب لأنه يزيد تدفق الدم، كما يحسن من جودة الحيوانات المنوية ما يحسن الخصوبة.
- تخفيف أمراض الجهاز الهضمي: يساعد عصير الرمان على تحسين عملية الهضم، والتخفيف من الالتهابات المعوية، لذا يمكن أن يكون مفيدًا بالنسبة للأشخاص المصابين بمرض كرون، والتهاب القولون التقرحي، والتهابات الأمعاء الأخرى.
- الوقاية من الداء السكري: يساعد الرمان على التقليل من مقاومة الأنسولين وخفض نسبة السكر في الدم، ولكن على الرغم من ذلك يجب على مريض السكري الابتعاد عن الرمان لأنه يحتوي على نسبة عالية من سكر الفركتوز، مع أن بعض الدراسات أظهرت أنه لم تكن هناك زيادة كبيرة في مستوى السكر في الدم من مرضى السكري الذين شربوا هذا العصير يوميًا لمدة أسبوعين.
أما بالنسبة لقشر الرمان فهو يحتوي على نسبة عالية من تركيزات المواد الغذائية لثمرة الرمان نفسها، ولذلك يتمتع بفوائد عديدة ومتنوعة للصحة العامة، وللعناية بالجمال، وأهم تلك الفوائد:
- وجود خصائص طبية مفيدة في علاج الثر الأبيض، وهو إفراز مهبلي سميك أبيض أو أصفر اللون يزداد نتيجة العدوى في المهبل أو عنق الرحم.
- أثبتت الأبحاث فاعلية مستخلص نبات الرمان وقشور الرمان مع نبات المر، في علاج داء المشعرات.
- تستخدم النساء مغلي قشر الرمان كغسول مهبلي لتضييق المهبل، ولكن ليست هناك دراسات تؤكد فاعلية تضييق المهبل بقشر الرمان، وهي مجرد معلومات في الطب الشعبي.
- تهدئة البثور، والدمامل، وحب الشباب، وإزالة الرؤوس البيضاء والرؤوس السوداء.
- يمنع قشر الرمان رائحة الفم الكريهة، كما يساعد في تهدئة تورم أو التهاب ونزيف اللثة.
- علاج الاضطرابات الهضمية مثل حالات الإسهال، والتهاب القولون، والبواسير، كما يقوي بطانة الأمعاء.
- يمكن استخدام مغلي قشر الرمان كغرغرة في حالة التهاب الحلق والتهاب اللوزتين.
- مضادات الأكسدة القوية في قشر الرمان تقوي بصيلات الشعر، وتعمل على تغذية الشعر وفروة الرأس، كما تمنع تساقط الشعر.
أخيرًا ننبه إلى أنه رغم كون الرمان يجمع كثيرًا من الفوائد العلاجية والصحية الضرورية لوقاية أجسامنا وتحصينها ضد العديد من الأمراض، ولكن يجب الحذر عند تناوله لما قد يسببه من أضرار:
- مستخلصات بذور الرمان وقشور الرمان، تحفز تقلصات الرحم، واستخدمت بعض النساء الرمان لإجهاض الحمل.
- يتداخل عصير الرمان مع إنزيم مسؤول عن استقلاب العديد من الأدوية الشائعة، مثل بعض الستاتينات الخافضة للكوليسترول في الجسم.
- شرب عصير الرمان قد يزيد من خطر انخفاض ضغط الدم لدى الأشخاص المصابين بالفعل بانخفاض ضغط الدم.
- يجب الابتعاد عن الرمان من قبل مرضى السكري لأنه يحتوي على نسبة عالية من سكر الفركتوز، ما قد يسبب ارتفاع سكر الدم.
- يمكن للمركبات الكيميائية الموجودة في عصير الرمان أن تثبط نشاط الكاربامازيبين، وهو دواء يستخدم لعلاج الاضطراب الثنائي القطب والصرع.
- استهلاك عصير الرمان قد يسبب العديد من الأعراض التي تؤدي إلى الحساسية.