كيف يتصرف رجل يرى ابنته على سرير المرض، ولا يستطيع فعل شيء لإنقاذها؟ مشاعر متناقضة، ومحاولات للتماسك، وتفاصيل عاطفية مؤلمة.
تحكي رواية “حمامة زرقاء في السحب”، للكاتب السوري، حنا مينا، قصة جهاد وابنته رنا، المصابة بالسرطان.
تدور أحداث الرواية في العاصمة البريطانية، لندن، في أثناء رحلة العلاج، مع انتشار سرطان النخاع الشوكي في جسد رنا واقترابه من الوصول إلى رأسها، وتضاؤل الأمل بشفائها.
تبعث الرواية على الشعور بالخوف والقلق، مع سرد بسيط وحوارات معمقة بين شخصياتها، ووصف بليغ لمشاعر أب شبه عاجز عن فعل شيء لابنته.
“حمامة زرقاء في السحب” هي واحدة من أكثر روايات حنا مينا بساطة وعمقًا، وإيصالًا للمشاعر الإنسانية التي تجبر القارئ على التعاطف مع شخوص الرواية، بغض النظر عن النهاية التي ستؤول إليها الأحداث.
حياة معذبة يعيشها جهاد.. طلاقه من زوجته، حبه القديم الذي لم يحصل عليه، مرض ابنته، ومحاولات بعث الأمل لديها، بالإضافة إلى عدد من التفاصيل المؤلمة التي تتكشف عنها الرواية مع كل صفحة.
تسلط الرواية الضوء على معاناة مرضى السرطان، مع وجود عدد من الشخصيات من أصحاب المصاب نفسه في الرواية نفسها، فالألم واحد والعذاب واحد.
منذ الصفحة الأولى يبدأ حنا مينا روايته بالدخول إلى قلب المشكلة، دون تمهيد، عبر حوار بين جهاد ورنا، يكذب عليها ويخبرها أنها ستخرج قريبًا، قبل أن يصف شعور جهاد، بأسلوب بسيط وتلقائي.
تسبب الرواية، الصادرة عن دار الآداب، لقارئها حالة من العاطفة العالية، وتتميز بابتعادها عن اللغة الخشبية والمعقدة، واستخدام الكاتب لغة بسيطة وحبكة متماسكة.
حنا مينا هو روائي سوري ولد في مدينة اللاذقية في عام 1924، أسهم في تأسيس رابطة الكتاب السوريين واتحاد الكتاب العرب، وهو أحد من أهم كتّاب الرواية العربية.