تعا تفرج
الحشاشون يحتجون على الكاتب
خطيب بدلة
من يوم أن انضممتُ، أنا محسوبكم، إلى قائمة كُتَّاب صحيفة “عنب بلدي”، صار حالي مع المسبات (أو ما يسميه أهل معرتمصرين “التحاشيك”) كحال حصان عنترة بن شداد الذي كانت الرماحُ تنغرز في صدره في أثناء المعركة كما لو أنها أشطانُ بئر، أو كحال خالد بن الوليد الذي أفاد، وهو على فراش الموت، بأن جسمه مدروز بطعنات السيوف والرماح، ومع ذلك لم ينل شرف الشهادة، وتسطح على فراشه ليموت كما يموت البعير، حاشاكم..
كتبتُ، في وقت قريب سابق، عن جلسة للحشاشين شاركتُهم إياها في “المَقْطَع الشرقي”، وقلتُ إنهم استمعوا إلى لقاء بشار الأسد مع قناة “RT” (روسيا اليوم)، بتركيز شديد، فدفعتهم الأفكارُ الخرندعية التي طرحها إلى استعراض لائحة شروط الانتساب إلى شلة الحشاشين، ووجد أحدهم أنه لا شيء يمنع من انتسابه. وبمجرد ما نَشَرَتْ “عنب بلدي” المقالةَ على صفحتها الفيسبوكية تلقيتُ “تحشوكة” من كعب الدست، كتبها شبيح منحبكجي أخو حفيانة في حقل التعليقات، خَصَّ بها المرحومة والدتي، وشقيقاتي -العائشات منهن والمُتَوَفَّيَات- وكذلك وصلت “التحشوكة” إلى السيدة أم مرداس التي تنصحني دائمًا بأن أقعد عاقلًا، وأكفَّ عن مجالسة الحشاشين، وأخفف العيار في عدائي لنظام بيت أبي برميل، ولمشايخ الرز بحليب والمهلبية والبالوظة.. ولكن ما أثلج صدري أن “التحشوكة” نفسها شملت جماعة “عنب بلدي”، كلهم دون استثناء، وهذا يجعل المنحبكجي الشبيح يبدو صالحًا لأن يكون حاكمًا عربيًا ملتزمًا بالقاعدة الفقهية التي تقول: ظلمٌ بالسوية عدلٌ بالرعية.
الحشاشون أنفسهم لم يَرُقْ لهم ما فعلتُه، وأكاد أجزم أنهم “حَشَّكوا” لي في أول جلسة تَلَتْ نشرَ المقالة.
كتب لي الأخ “أبو عاجوقة” أن الشباب كلهم غاضبون مني، وقد ناقشوا الأمر فيما بينهم وتوصلوا إلى أنني أردتُ أن أخدم فكرة راودتني فكتبتُ أشياء لم تحصل في الجلسة! قلت له: فكرة راودتني.. مثل أيش؟ فقال: أنت أردتَ أن تثبت أن بشار الأسد مسطول، بدليل أنه قابَلَ استهزاء دونالد ترامب به، وقولَه عنه إنه حيوان، بمديح ترامب ووصفه بأنه شفاف وصادق، وباختصار هو أحسن رئيس مر على أمريكا! وأنه، أي بشار، الحاكم الوحيد في العالم الذي لا يمارسُ التعذيب على معتقلي الرأي، بل يكتفي بسجنهم إلى آجال غير محددة، ومع ذلك مات لديه خلال سنة واحدة 11 ألف معتقل! المهم في الموضوع يا أستاذ، أن الشباب أرسلوا لك معي رسالة، وأوصوني أن أبلغك بأنه لا يسرهم ولا يشرفهم أن يكون المدعو بشار الأسد واحدًا منهم! وقالوا لي، بالحرف الواحد: صحيح نحن مساطيل، ولكن ليس إلى هذه الدرجة. ثم، حتى ولو كنا متوسطي الذكاء -كما جاء في مقالتك- ونحب العلاك والسفسطة والفذلكة وأكل الهوا، وما عندنا نخوة، ونقبل بأن يدخل الغرباءُ إلى بيوتنا، ويحتلوا بلدنا، ويسيطروا على مقدرات بلادنا، ولكننا، ولله الحمد، لسنا مجرمين، ولا نعادي أهل بلدنا، ولا نلقي عليهم البراميل، ولا نتهمهم بأنهم إرهابيون.
(ملاحظة: كل القصص التي نحكي فيها عن جلسات التحشيش مُتَخَيَّلة).
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :