المرأة ضحية الجميع في سوريا
منصور العمري
تحتفي الأمم المتحدة في 25 من تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام بـ “اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة”، وأطلقت تسمية “العالم برتقالي: جيل المساواة يقف ضد الاغتصاب” على حملتها هذا العام احتفاء باليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، ويستمر الاحتفال 16 يومًا تختتم في 10 من كانون الأول/ديسمبر، وهو اليوم العالمي لحقوق الإنسان.
العنف ضد المرأة هو عنف قائم على نوع الجنس، لذلك يجب تفريقه عن العنف العام الذي يستهدف الجميع على أسس أخرى وبطرق مختلفة. تُستهدف المرأة أيضًا لأنها أنثى بأشكال أخرى غير العنف الجسدي، الذي يتضمن الضرب والاغتصاب والاعتداء الجنسي. العنف اللفظي والفكري والنفسي ضد المرأة لأنها أنثى هو أيضًا أحد أشكال العنف القائم على نوع الجنس، ويرتبط بالتمييز ضد المرأة، وتعزيز الصورة النمطية للأنثى الضعيفة والجاهلة.
مارس نظام الأسد العنف ضد المرأة بشكل منهجي وواسع النطاق، واستخدم الاغتصاب والاعتداء الجنسي كسلاح في حربه على السوريين، واعتقل زوجات وأمهات وأخوات وبنات المطلوبين لديه، كرهائن. وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن نظام الأسد وحلفاءه قتلوا نحو 24 ألف امرأة وطفلة.
تمارس أيضًا جماعات متطرفة مسيطرة على بعض مناطق سوريا العنف ضد المرأة وتجبرها على ارتداء ملابس محددة، وتعاقبها إن لم تمتثل لهذه التعليمات، كما كان يفعل تنظيم داعش، ولا يزال يمارس هذا الدور ما يسمى “حكومة الإنقاذ” التابعة لـ”جبهة النصرة” سابقًا، بالإضافة إلى عناصر من المعارضة المسلحة، وعاملين في المجال الإغاثي من خلال تحرشهم بالمستفيدات وحرمانهن على أسس جنسية، كما تقوم “وحدات حماية الشعب” (الكردية) بتجنيد الأطفال للقتال، وتجبر أهاليهن على تسليمهن أو تخطفهن.
العنف ضد النساء والفتيات هو أحد أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشارًا، لكن لا يزال معظمه غير مبلغ عنه بسبب انعدام العقاب وصمت الضحايا.
تصف الأمم المتحدة العنف ضد المرأة بأنه:
– عنف الشريك أو الزوج (الضرب، الإساءة النفسية، الاغتصاب الزوجي، قتل النساء).
– العنف والمضايقات الجنسية (الاغتصاب، الأفعال الجنسية القسرية، التحرش الجنسي غير المرغوب فيه، الاعتداء الجنسي على الأطفال، الزواج القسري، التحرش في الشوارع، الملاحقة، المضايقة الإلكترونية).
– الاتجار بالبشر (العبودية والاستغلال الجنسي).
– تشويه الأعضاء التناسلية للإناث بالختان.
– زواج الطفلات.
أما “إعلان القضاء على العنف ضد المرأة” فيعرّف هذا العنف بأنه: “أي فعل عنيف تدفع إليه عصبية الجنس ويترتب عليه، أو يرجح أن يترتب عليه، أذى أو معاناة للمرأة سواء من الناحية الجسمانية أو الجنسية أو النفسية، بما في ذلك التهديد بأفعال من هذا القبيل أو القسر أو الحرمان التعسفي من الحرية، سواء حدث ذلك في الحياة العامة أو الخاصة.”
كما أدرجت الأمم المتحدة معلومات متعلقة بهذا العنف:
ﺗﺘﻌﺮض واﺣﺪة ﻣﻦ ﺛﻼث ﻧﺴﺎء وﻓﺘﻴﺎت ﻟﻠﻌﻨﻒ اﻟﺠﺴﺪي أو اﻟﺠﻨﺴﻲ خلال ﺣﻴﺎﺗﻬﻦ، ويكون ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ اﻷﺣﻴﺎن من طرف شريك أو زوج.
52% فقط من النساء المتزوجات أو المرتبطات يتخذن بحرية قراراتهن بشأن العلاقات الجنسية، واستخدام وسائل منع الحمل والرعاية الصحية.
تزوج ما يقرب من 750 مليون امرأة وفتاة على قيد الحياة اليوم في جميع أنحاء العالم قبل بلوغهن سن الثامنة عشرة، في حين خضعت 200 مليون امرأة وفتاة لتشويه الأعضاء التناسلية للإناث (ختان الإناث).
قُتلت واحدة من كل اثنتين من النساء اللاتي قُتلن في جميع أنحاء العالم على يد الشريك أو الزوج أو العائلة في عام 2017، بينما قتل واحد فقط من بين 20 رجلًا في ظروف مماثلة.
71% من جميع ضحايا الاتجار بالبشر في العالم هن من النساء والفتيات، وثلاث من أصل أربع من هؤلاء النساء والفتيات يتعرضن للاستغلال الجنسي.
العنف ضد المرأة سبب جوهري للوفاة والعجز للنساء في سن الإنجاب، مقارنة مع أوبئة أخرى كالملاريا.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :