لأول مرة.. ألمانيا تستعيد مواطنة تنتمي إلى تنظيم “الدولة” من أجل أطفالها
في استثناء هو الأول من نوعه، تستعيد ألمانيا مواطنة تنتمي إلى تنظيم “الدولة الإسلامية” مع أطفالها من سوريا، وذلك عقب حكم قضائي ألزم الحكومة بذلك.
وصرح مصدر في وزارة الخارجية الألمانية أمس، الجمعة 22 من تشرين الثاني، أن ثلاثة أطفال ألمان كانوا محتجزين في مخيم “الهول” شمال شرقي سوريا، تمكنوا من مغادرة العراق مع والدتهم “لاورا هـ.” متجهين إلى ألمانيا.
وتعاونت الخارجية الألمانية مع منظمة إنسانية أمريكية من أجل استرجاع “لاورا هـ.” التي تنحدر من ولاية “هيس”، مع أطفالها الثلاثة من مخيم “الهول”، وفق ما ذكرته مجلة “دير شبيغل”.
وأضافت المجلة أن أجهزة الأمن الألمانية فتحت تحقيقًا بحق “لاورا هـ.” أشارت نتائجه إلى أنها كانت قد غادرت ضواحي مدينة “غيسن” برفقة طفليها في آذار من عام 2016 متوجهة إلى سوريا، حيث انضمت إلى تنظيم “الدولة”.
بينما أشارت صحيفة “بيلد” الألمانية إلى أنه سيتم إجلاء طفلة أخرى هي ابنة زوج “لاورا هـ.” الأول، بالإضافة إلى مواطنة أمريكية عن طريق الجو من المخيم.
وترفض ألمانيا حتى الآن استعادة مقاتليها الذين يحملون جنسيتها من سوريا، كما تنوي سحب الجنسية منهم.
ولم تساعد السلطات الألمانية سوى أطفال مقاتلي تنظيم “الدولة” على مغادرة مراكز احتجازهم في سوريا، بينما رحلت تركيا عددًا من الألمان الذين كانوا على صلة بتنظيم “الدولة” في الأيام الماضية.
حكم قضائي
وكانت “المحكمة الإدارية العليا” في العاصمة الألمانية برلين أصدرت، في 7 من تشرين الثاني الحالي، حكمًا يلزم السلطات الألمانية باستعادة أم مع أطفالها الثلاثة، الذين يبلغون من العمر عامين وسبعة وثمانية أعوام، من مخيم “الهول” الذي يضم الآلاف من أسر وأطفال مقاتلي تنظيم “الدولة”، وتديره “الإدارة الذاتية” (الكردية)، رغم قرار سابق بالرفض من قبل السلطات الألمانية.
وبررت المحكمة قرارها القاضي باستعادة الأم مع أطفالها، بأولوية الحماية عبر الرباط الأسري وفقًا للدستور الألماني، وأشارت إلى أن الأطفال تعرضوا لصدمات نفسية ولذلك هم يحتاجون بالضرورة لحماية وإشراف أمهم.
وأكدت المحكمة أن السلطات الألمانية لم تتمكن من ذكر معلومات أو حقائق حول مخاطر تمثلها الأم على الأمن.
وكانت وزارة الخارجية الألمانية، قد وافقت على استعادة أطفال مقاتلي تنظيم “الدولة” فقط من مخيم “الهول”، إلا أن الأم رفضت التخلي عن أبنائها وإرسالهم وحيدين.
وبيّنت الخارجية الألمانية أن المخاوف الأمنية للبلاد تتعارض مع عودة الأم مع أبنائها نظرًا لانتمائها لـ تنظيم “الدولة”.
ويوجد نحو 80 ألمانيًا ينتمون لتنظيم “الدولة” في مخيمات أو مراكز احتجاز بسوريا، وفقًا لأرقام السلطات الأمنية الألمانية.
“الإدارة الذاتية” تسلم أطفالًا ألمانًا
وسلمت “الإدارة الذاتية”، في آب الماضي، أربعة أطفال من أبناء مقاتلي تنظيم “الدولة” يحملون الجنسية الألمانية كانوا في مخيم الهول، لوفد ألماني وصل إلى شمال شرقي سوريا، وذلك في إطار الصفقات الدولية التي تجريها “الإدارة” لتسليم مقاتلي وعوائل التنظيم لحكوماتهم، بعد أشهر على إنهاء نفوذ التنظيم في مناطق شرق الفرات، بدعم من التحالف الدولي.
ويقدر عدد سكان مخيم “الهول” بنحو 70 ألفًا، معظمهم من النازحين وعائلات المقاتلين في تنظيم “الدولة”، بينهم نحو 3500 طفل لا يملكون وثائق ولادة.
وكانت “الإدارة الذاتية”، العاملة في شمال شرقي سوريا، افتتحت مخيم “الهول” منتصف نيسان 2016، لاستقبال النازحين الفارين من مناطق خاضعة لتنظيم “الدولة الإسلامية”، واللاجئين من مناطق العراق الحدودية القريبة من بلدة الهول شرقي الحسكة.
وبعد معارك بلدة الباغوز في دير الزور (آخر معاقل تنظيم “الدولة”)، في آذار الماضي، تم نقل بعض المقاتلين الأجانب وذويهم، وبينهم أطفال، إلى مخيم الهول، حيث يعيشون أوضاعًا إنسانية “مزرية” ولا يسمح لهم بالحصول على المساعدات الإغاثية اللازمة، بحسب ما أشار إليه تقرير أصدرته الأمم المتحدة في أيلول الماضي.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :