اشترط المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، وجود عملية سياسية “جديرة بالثقة” لإسهام بلاده في عملية إعادة الإعمار.
وفي حديث له بمجلس الأمن الدولي أمس، الجمعة 22 من تشرين الثاني، أكد جيفري موقف بلاده الرافض للمشاركة في عملية إعادة إعمار سوريا ما لم يظهر تغيير جدي في مسار الحل السياسي السوري.
وقال جيفري في هذا السياق إن “الولايات المتحدة تحتفظ بموقفها المتمثل بأن مساعدة النظام في إعادة إعمار المناطق الخاضعة لسيطرته، لا ينبغي تقديمها حتى تكون هناك عملية سياسية جديرة بالثقة ولا رجعة فيها”.
وأضاف المبعوث الأمريكي “نعتقد أن هذا الموقف يتماشى مع آراء العديد من شركائنا الأوروبيين والشرق أوسطيين، وسنعمل بشكل وثيق معهم للحفاظ على هذا الضغط”.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية اشترطت في وقت سابق انسحاب القوات الإيرانية من الأراضي السورية، مقابل مشاركتها بإعادة الإعمار في سوريا، وذلك على لسان المندوب الأمريكي للشؤون الإيرانية، برايان هوك، خلال مؤتمر صحفي عن “حقوق الإنسان في إيران”، عُقد في 28 من أيلول الماضي.
وقال هوك، “لن نمول إعادة الإعمار في سوريا إلى أن تنسحب إيران منها”، وأضاف،“سياستنا في سوريا تركز على مسار سياسي يضمن مغادرة جميع القوى التي تسيطر عليها إيران”، في إشارة إلى المليشيات المدعومة من إيران في سوريا.
وسبق أن أعلنت “الدول السبع” الكبرى، في نيسان الماضي، أنها لن تشارك بإعادة إعمار سوريا دون انتقال سياسي “ذي مصداقية” لنظام الحكم.
وتضم تلك الدول كلًا من الولايات المتحدة وكندا واليابان وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا.
وتشكل إعادة إعمار سوريا هاجسًا أمام روسيا، حليفة النظام السوري، التي تتخوف من عدم مشاركة الدول الغربية بإعادة إعمار المناطق السورية الواقعة تحت سيطرة النظام السوري، كونها لا تستطيع بمفردها أن تحمل ملف إعادة الإعمار في سوريا.
وبدأت روسيا بدعوة الدول الغربية للمشاركة في إعادة الإعمار بعد الخطة التي طرحتها لإعادة اللاجئين إلى سوريا.
وتقدر الأمم المتحدة تكلفة إعادة إعمار البنية التحتية في سوريا بنحو 400 مليار دولار، مشيرة إلى أن العملية قد تستغرق أكثر من نصف قرن.
–