أدانت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، تصعيد النظام السوري وحلفائه الأخير على مناطق شمال غربي سوريا، بما في ذلك استهداف مخيم قاح بريف إدلب الشمالي.
ووصفت موغيريني في بيان لها أمس، الجمعة 22 من تشرين الثاني، عمليات القصف التي طالت مناطق في شمال غربي سوريا وأسفرت عن سقوط ضحايا مدنيين بـ “غير المقبولة”.
وجاء في البيان أنه “على الرغم من أن الاتحاد الأوروبي يعترف بوجود منظمات إرهابية مصنفة كذلك من قبل الأمم المتحدة، إلا أن الهجمات العمياء للنظام السوري وحلفائه ضد منشآت بنى تحتية مدنية أساسية، من بينها منشآت خاصة بالطبابة والتعليم، غير مقبولة ويجب أن تتوقف فورًا”.
وأضافت موغيريني أن “الهجمات الأخيرة المتمثلة باستهداف مخيم للنازحين، وقصف مركز صحي أساسي بالقرب من الحدود التركية، تشكل تصعيدًا مؤسفًا في تدهور الوضع شمال غربي سوريا”.
ودعت المسؤولة الأوروبية في بيانها إلى إجراء تحقيق مُعمّق من قبل الأمم المتحدة حول هذا الهجوم وغيره من الهجمات التي تطال المدنيين، مؤكدة موقف الاتحاد الأوروبي المتمثل بضرورة محاسبة جميع مرتكبي “جرائم الحرب” و”الجرائم ضد الإنسانية”.
وأضافت، “الاتحاد الأوروبي يُذكّر أن كل الأطراف في النزاع السوري عليها احترام وضمان إنفاذ القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان”.
وتعرض مخيم للنازحين بمنطقة قاح بريف إدلب الشمالي، مساء الأربعاء 20 من تشرين الثاني الحالي، لقصف بصاروخ يحمل قنابل عنقودية مصدره منطقة جبل عزان بريف حلب الخاضعة لسيطرة النظام والميليشيات الإيرانية، وأسفر عن مقتل 12 مدنيًا وإصابة أكثر من 20 آخرين بحسب “الدفاع المدني” السوري، إلى جانب أضرار واسعة في الخيام وممتلكات النازحين.
وتُعد هذه المرة الأولى التي يتم فيها قصف مخيم يغص بالنازحين السوريين في منطقة من المفترض أنها تشهد وقفًا لإطلاق النار بحسب التفاهمات التركية- الروسية، إضافة إلى وجود عدد لا بأس به من نقاط المراقبة التي تنشرها أنقرة في تلك المنطقة.
من جانبها أدانت منظمة الأمم المتحدة الحادثة، وقال نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سوريا، مارك كتس، “روعتني التقارير الواردة حول الاعتداء الغاشم على مدنيين في منطقة إدلب، وأشعر بالاشمئزاز من استهداف المدنيين الضعفاء بالصواريخ، من بينهم كبار بالسن ونساء وأطفال لجؤوا إلى خيام ومساكن مؤقتة في مخيم للنازحين داخل سوريا”.
وأضاف، “هذه المخيمات هي عبارة عن مأوى لأشخاص فروا أصلًا بسبب العنف بحثًا عن الأمان والملجأ”.
ولم يعلق النظام السوري وحلفاؤه على استهداف المخيم حتى الساعة.
وتتعرض المناطق الجنوبية والغربية لمحافظة إدلب لتصعيد جوي وصاروخي من قوات النظام وروسيا، عبر غارات جوية متواصلة على المناطق السكنية والبنى التحتية الحيوية والأسواق، كان أحدثها استهداف بلدات الفطيرة ومرعيان بريف إدلب الجنوبي، أمس، إضافة إلى قصف مدفعي من قوات النظام على منطقة جسر الشغور غربي المحافظة، وهو ما أدى إلى سقوط ضحايا وجرحى مدنيين.
كما استُهدفت مدينة معرة النعمان ومحيطها بغارات روسية، الأربعاء الماضي، ما أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة آخرين.
ويأتي التصعيد تجاه إدلب رغم إعلان روسيا “تهدئة” أواخر آب الماضي، ورغم المطالب الأممية بحماية المدنيين وتجنيب المنطقة ويلات النزوح المتزايدة، والحث على الحل السياسي كبديل للأعمال العسكرية.
–