رغم إدانة استخدامها في سوريا.. روسيا وأمريكا تمنعان تعديل قوانين “الأسلحة الحارقة”

مؤتمر الأسلحة التقليدية في جنيف - 15 تشرين الثاني 2019 (Alev Erhan)

camera iconمؤتمر الأسلحة التقليدية في جنيف - 15 تشرين الثاني 2019 (Alev Erhan)

tag icon ع ع ع

صوتت كل من روسيا وأمريكا ضد تعديل قوانين استخدام “الأسلحة الحارقة”، خلال “مؤتمر الأسلحة التقليدية” (CCW)، رغم الإدانة “الواسعة” لاستخدامها في سوريا، وفقًا لتقرير نشرته “هيومن رايتس وواتش” أمس، الاثنين 18 من تشرين الثاني.

عُقد المؤتمر السنوي في جنيف من 13 حتى 15 من تشرين الثاني، وطرحت فيه قضية تجاوز ثغرات “البروتوكول الثالث” الخاص بمنع استخدام الأسلحة الحارقة.

ومع دعمه من قبل 14 من الدول الـ17 المشاركة، إلا أن اعتراض كل من روسيا والولايات المتحدة كان كافيًا لإعاقته، لأن تمرير القرارات يتطلب الإجماع.

وأحصت “هيومن رايتس وواتش” 150 هجمة بالأسلحة الحارقة في سوريا منذ تشرين الثاني عام 2012، وفي أيار وحزيران الماضيين وحدهما، تحققت المنظمة من 27 استخدامًا لتلك الأسلحة في سوريا.

وذكرت المنظمة الحقوقية أن عدد الهجمات قد يكون أعلى بكثير، لأن بعضها لم يتم الإبلاغ عنه وبعضها لم يوثق بتسجيلات مرئية، لذا لم يكن بالإمكان التحقق منه.

وكانت قوات النظام السوري قد وجهت الأسلحة الحارقة إلى تجمعات المدنيين منذ عام 2012، مع زيادة وتيرة الهجمات بعد بدء التدخل الروسي في أيلول من عام 2015، حسبما ذكرت المنظمة التي أشارت إلى أنه وعلى الرغم من عدم انضمام سوريا لـ”البروتوكول الثالث”، إلا أن روسيا ملزمة قانونيًا بالتقيد بممنوعاته.

وجرت معظم الهجمات الموثقة عام 2019 في إدلب، وألحقت أضرارًا واسعة مثل هجمة خان شيخون، في 25 من أيار، التي سببت حرق 175 ألف متر مربع من الأراضي الزراعية.

البروتوكول الثالث

اعتُمد “البروتوكول الثالث” عام 1980، وخضع لنقاشات ومراجعات عديدة منذ ذلك الحين، وأشارت منظمة “هيومن رايتس ووتش” إلى وجود ثغرتين أساسيتين به، أولاهما استبعاده لذخائر متعددة الاستخدامات ذات آثار حارقة، ومنها الفوسفور الأبيض، من قائمة الأسلحة الحارقة الممنوعة.

إضافة إلى ضعف قراراته تجاه الأسلحة المطلقة من الأرض بدل المرمية من الجو، رغم تسببها كلها بأذى “مروع”، حسب وصف المنظمة، التي ذكرت أن أغلبية الصواريخ الحارقة التي أطلقت في سوريا عام 2019 أطلقت برًا.

وكانت روسيا قد أعاقت محاولات تعديل القرار خلال اجتماع عام 2018، وتابعت استخدام الأسلحة الحارقة في سوريا.

ما أثر الأسلحة الحارقة؟

تشعل الأسلحة الحارقة النيران، وتتسبب بحروق، إذ تنتج الحرارة والنيران من خلال تفاعلات كيماوية لمواد قابلة للاشتعال، قد تستخدم لحرق المواد أو لاختراق الصفائح المعدنية.

وقد يعاني من يصاب بها من مشاكل تنفسية طويلة الأمد بسب استنشاق دخانها، وحرائق من الدرجة الرابعة والخامسة، إضافة للصدمة، وفشل الأعضاء، وضعف العضلات، وإعاقات قد تكون دائمة.

لا يصنف الفوسفات الأبيض ضمنها، لأنه مصمم لتشكيل الدخان، إلا أن آثاره تماثلها، حسبما ذكرت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، التي دعت لشمله بها.

وقد تصل الحروق الناتجة عنه للعظام، وتؤدي لتشكل الالتهابات، وأضرار داخلية بالأعضاء التي تنجم عن امتصاص المواد الكيماوية من الجسم، وقد يؤدي إلى الموت، ولأنه يحرق عند احتكاكه بالأوكسجين فإن الحروق المعالجة قد تعود للحرق عند إزالة الضماد.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة