حسن مطلق – عنب بلدي
أعلنت الهيئة العامة للشباب والرياضة عن تشكيل منتخب سوريا الوطني في مدينة كلّس التركية الجمعة (22 أيار)، ويضم المنتخب عددًا من اللاعبين السوريين الذين لعبوا في المنتخب الوطني وشاركوا في كأس العالم للشباب سابقًا، في سبيل تطوير مستواهم والسعي نحو المشاركة الدولية.
ولم تكن البطولات التي نظمتها الهيئة في الداخل السوري وعدد من المدن التركية هدفًا بحدّ ذاتها، بقدر ما كانت وسيلة لمعرفة أماكن تواجد اللاعبين في تركيا، وفق ما ينقله المدير العام للمنتخب ورئيس المكتب التنفيذي في الهيئة العامة للشباب والرياضة وليد مهيدي، في حديثٍ إلى عنب بلدي «انصبّ تفكيرنا منذ بداية عملنا في الهيئة أي منذ سنة وشهرين تقريبًا على اختيار اللاعبين لتشكيل منتخب سوريا الوطني، لذلك نظّمنا العديد من النشاطات في المخيمات وعدد من المدن التركية ككلس وأورفا وعينتاب، وتواصلنا مع الرياضيين المتواجدين فيها واللاعبين المحترفين خارج سوريا».
بدوره قال حكم الدرجة الأولى وأحد إداريي المنتخب، أنس حسين، «نأمل أن نكون قادرين على تأمين جو يستطيع أن يقدم المنتخب فيه أداءً يرسم البسمة على وجوه السوريين باعتباره مؤسسة رياضية تلبي طموحات الشعب السوري، إذ يعتبر إطلاقه الخطوة الأولى من نوعها على طريق شاقٍ لنيل الاعتراف الدولي الذي سيكون صفعة قوية للنظام وداعميه».
اتحاد الكرة قيد التشكيل
ويواجه المنتخب صعوبات من الناحية المالية، بحسب مهيدي الذي قال «تواصلنا بجهود القائمين على الهيئة مع مديرية الرياضة والشباب في مدينة كلّس ووافقوا مشكورين على منحنا ملعبين لتدريب المنتخب وبعض المعدات والتجهيزات الرياضية».
وأشار مهيدي إلى أن «الكادر الإداري والطبي سيعمل بشكل مؤقت ريثما يتم تشكيل اتحاد كرة القدم الذي سيبصر النور خلال 10 أيام»، مضيفًا «نحن متفائلون بجهود العاملين في الهيئة وحصلنا على وعود كثيرة بدعمنا عند انطلاق المنتخب وخاصة من السوريين الموجودين في دول الخليج».
120 لاعبًا تحت أنظار المدرب
من جهته أفاد مروان منى، مدرب المنتخب في حديثٍ إلى عنب بلدي «اختير 120 لاعبًا من خارج سوريا بالإضافة إلى لاعبي الداخل المحترفين وسيتم تدريبهم خلال ثلاثة معسكرات لانتقاء 25 لاعبًا في النهاية»، مضيفًا «يتدرب 28 لاعبًا في معسكر كلس، وهناك 30 لاعبًا آخرين يقطنون في كلًس لهم تمارين خاصة لمدة ساعتين».
وأشار منى إلى أنه يعمل مع المدرب المساعد بشار كنعان لانتقاء 35 لاعبًا أساسيًا للمنتخب 25 منهم سيتم اختيارهم من الموجودين حاليًا في تركيا و 10 آخرون من اللاعبين في الداخل السوري سيلتحقون بالمنتخب خلال فترة قصيرة، كما سيكون هناك منتخب رديف يضم 25 لاعبًا.
هل هناك تنسيق مع الفيفا؟
عنب بلدي اتصلت بعروة قنواتي، الناطق الإعلامي باسم المنتخب، وأشار أن المنتخب لم يتلق دعمًا ماليًا إلا لمرة واحدة من مجموعة «مبادر»، وهي منظمة سورية، «استأجرنا بالمبلغ الذي حصلنا عليه بيتين في مدينة كلس وسندفع تعويضات السفر والإقامة للاعبين، بالإضافة إلى ثمن التجهيزات واللباس وإلى الآن لا يوجد رعاية كاملة».
«عرضنا قميص المنتخب للرعاية والإعلانات في سبيل الحصول على دعم مالي لصندوق المنتخب، لكننا لن نقف هنا»، يردف عروة، مؤكدًا «سنؤسس اتحادًا لكرة القدم وهو في مراحله الأخيرة؛ سيكون مستقلًا بقراره وتابع تنظيميًا للهيئة العامة، وذلك لمخاطبة الاتحاد الدولي (الفيفا) وتنظيم المباريات وخطط المنتخبات لعدة أعمار».
كما يوضح أن «معركة الاعتراف الدولي تحتاج إثباتات ونحن نعمل على التواصل مع الفيفا من أجل حجب الثقة عن منتخب النظام واعتماد منتخبنا بشكل رسمي، كما نسعى إلى الانتساب للاتحاد العالمي الجديد (تعتبر منتخباته غير مصنفة دوليًا ولا تنضوي تحت اسم الفيفا) ويضم قرابة 40 منتخبًا كجنوب الكاميرون وموناكو وكردستان والصحراء الغربية وكوسوفو وصقلية وغيرها، وسنحاول المشاركة في بطولة العالم للأقاليم التي ستجري في صقلية العام القادم.
ولدى الهيئة العامة خطة لتشكيل 4 منتخبات بما فيها منتخب الصغار، وقد قدمت ملفًا لإحدى المنظمات السورية لرعاية إنشاء أربعة مراكز تدريبية للأطفال في حلب، بانتظار الموافقة الرسمية بداية شهر حزيران المقبل.
وردًا على سؤالنا حول دعوة نجومٍ كبار رفضوا اللعب للمنتخب الذي يسيّره النظام، يجيب قنواتي بأن «النظام يحتجز البطاقات الدولية للاعبين الملاحقين الذين هربوا خارج سوريا».
وفي ختام حديثه ينوّه عروة إلى السعي نحو «طرح ملف المعتقلين الرياضيين بعد فترة من إطلاقنا للمنتخب وإثبات وجوده»، داعيًا جميع منظمات المجتمع المدني إلى التوجه لدعم الرياضة لأنها شريان مهم وحقيقي في كل مجتمع ويوصل رسالة مدنية صحيحة لا تقل أهمية عن دعم المجالس المحلية والمؤسسات الأخرى».
وينتظر المنتخب السوري تحت راية النظام والمصنف من قبل الفيفا، التصفيات الآسيوية المشتركة لمونديال روسيا 2018 ونهائيات آسيا 2019» في الإمارات، بينما ينقل عشّاق «النسور» مخاوفهم من تشتيت الكوادر الرياضية بين المنتخبين وتراجع ترتيبه على خارطة الرياضة العالمية.