نشرت صحيفة الغارديان البريطانية أمس الأحد (24 أيار) تقريرًا مفصلًا نوّهت فيه إلى أن نظام الأسد يواجه مراحله الأخيرة في ظل الانتصارات التي حققتها المعارضة مؤخرًا، وعقْد المملكة العربية السعودية العزم على بذل كل ما بوسعها لوضع حد لنظام الأسد، من خلال تحييد إيران الداعم الرئيسي له، وبالتالي السيطرة على مسار الحرب.
وأشار التقرير إلى أن فصائل المعارضة في الشمال السوري -باستثناء تنظيم “الدولة الإسلامية”- هم المستفيدون من الانفراج بين القوى الإقليمية، التي وافقت على وضع المشاكل الخاصة بها جانبًا والتركيز على العدو المشترك وهو الأسد.
وقالت الغارديان إنه وبعد موافقة الرياض في الاجتماع الذي دعا إليه الملك سلمان عددًا من الدول الإقليمية، كتركيا وقادة مجلس التعاون الخليجي، في بداية شهر آذار الماضي للنقاش ووضع خطط للمنطقة، وصلت عشرات صواريخ التاو الموجهة والمضادة للدبابات لفصائل المعارضة، وكانت النتائج مذهلة بالسيطرة على معظم محافظة إدلب.
واعتبر التقرير أن ما جرى هو مرحلة جديدة لصراع قديم في المنطقة، في محاولة من الدول الإقليمية بسط سلطتها ونفوذها، ما أدى إلى تداعيات أثّرت بشكل كبير على مجريات الحرب في سوريا.
وأشارت الغارديان في تقريرها إلى أن مدن حماة وحمص معرضة أكثر من أي وقت مضى لأن تكون هدفًا للمعارضة السورية، ما سيؤدي إلى عزل نظام الأسد وداعميه من العلويين في منطقة الساحل، كما أن حلب التي حاصرها نظام الأسد منذ 6 أشهر بهدف السيطرة عليها باتت هي الأخرى مهددة أيضَا.
وأضافت أن الحرب تسير بشكل سيئ بالنسبة للأسد بعد خسارته جميع المعارك مع قوات المعارضة منذ آذار الماضي، والتي كان آخرها مدينة تدمر، أهم المناطق الأثرية في البلاد، بالإضافة إلى حقول الغاز في الشمال منها والتي خسرها الأسد الأسبوع الماضي لصالح تنظيم “الدولة الإسلامية”.
من جهة أخرى قال دبلوماسيون إن المعارك الأخيرة ليست مجرد انحسار لمناطق الأسد فقط، إذ بدا واضحًا أن خسائره المتكررة دليل على أن جيشه لا يستطيع الدفاع عن نفسه، حتى بوجود الدعم الإيراني الذي يعدّ أكبر من أي وقت مضى.
إيران لن تساوم على دمشق
واعتبرت الغارديان أن بقاء الأنظمة في بغداد ودمشق هو هدف أساسي لإيران في الشرق الأوسط، للحفاظ على قوس النفوذ الذي يمتد من طهران عبر مدينة قم إلى بغداد والنجف وصولًا إلى دمشق وجنوب لبنان، حيث لا تزال الميليشيات الإيرانية تشكل تهديدًا كبيرًا على الحدود الشمالية لإسرائيل.
من جهته أشار مسؤول سعودي للغارديان إلى أن العلاقة بين المملكة والولايات المتحدة، الحليف الأهم لها، تشهد فتورًا، وخاصة بعد تراجع أوباما عن قرار قصفه دمشق في آب 2013، بعد الهجوم الذي نفذه الأسد مستخدمًا غاز السارين في مناطق داخل ريف دمشق، “كانت هذه اللحظة التي أدركنا فيها أن حليفنا الأقوى لم يعد يعتمد عليه، ووجب علينا الخروج من وراء الستار”.
وأضاف المسؤول “الحرس الثوري الإيراني لن يساوم أبدًا على دمشق وحزب الله؛ إنهم يسعون إلى السيطرة على اليمن كحيلة من أجل التفاوض معنا مقابل دمشق، مردفًا “إيران تقول إن سوريا هي المفتاح إلى العالم العربي ونحن نتفق معهم ولم نعد قلقين من أن يعلم الجميع ذلك”.
–